Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزير الخارجية المصري يتوجه إلى الدوحة حاملا رسالة من السيسي لأمير قطر

سامح شكري يشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب وآخر لبحث تطورات قضية سد النهضة

وزير الخارجية المصري سامح شكري (رويترز)

في أول زيارة لمسؤول مصري رفيع المستوى إلى العاصمة القطرية منذ سنوات، وصل وزير الخارجية، سامح شكري، إلى الدوحة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، حاملاً رسالة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تتضمن "التطورات الإيجابية" التي تشهدها العلاقات بين البلدين في أعقاب التوقيع على "بيان العُلا" في 5 يناير (كانون الثاني) الماضي، وذلك بعد سنوات من القطيعة بين البلدين.

وتهدف الزيارة، وفق مصادر دبلوماسية مصرية تحدثت لـ"اندبندنت عربية"، بحث عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك من بينها القضية الفلسطينية وملف إعادة إعمار قطاع غزة، فضلاً عن مناقشة ترتيب عقد قمة بين الرئيس المصري وأمير قطر، بما يمهد لتوسيع العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.

وأوضحت المصادر أن الرسالة التي يحملها شكري للأمير تميم تتضمن دعوته لزيارة القاهرة بهدف تنسيق المواقف والتعاون بشأن عدد من القضايا الهامة، فضلاً عن اتخاذ مزيد من التدابير خلال الفترة المُقبلة لدفع مجالات التعاون الثنائي ذات الأولوية بما يحقق مصالح البلدين والشعبين.

التشاور والتنسيق

وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية بشأن الزيارة، قال المتحدث باسمها، السفير أحمد حافظ، إن وزير الخارجية سوف يشارك خلال الزيارة في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي يعقد غداً الثلاثاء، بدعوة من قطر رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية، وذلك لمواصلة التنسيق والتشاور بشأن الوضع العربي الراهن وسبل تعزيز آليات العمل المشترك إزاء التحديات المتنامية التي تواجه الدول العربية والمحيط الإقليمي.

كما سيشارك شكري في دورة غير عادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لبحث تطورات قضية سد النهضة، والتي ستعقد بناءً على طلب من مصر والسودان في أعقاب الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، بالإضافة إلى المشاركة في الاجتماع الأول للجنة فلسطين، إضافة لعقد جلسة مباحثات مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.

طي صفحة الماضي

وتأتي زيارة وزير الخارجية المصري إلى الدوحة، بالتزامن مع أجواء إيجابية تسود العلاقات بين البلدين بعد نحو 5 سنوات من القطيعة.

وقبل يومين من إتمامها، قال وزير الخارجية المصري في تصريحات تلفزيونية، إن بلاده تعمل على "طي صفحة الماضي وإزالة السلبيات" في العلاقات مع قطر، موضحاً بشأن تفاهمات المصالحة بين القاهرة والدوحة، التي أقرها بيان قمة العلا، أن بلاده "تنفذ ما توافقنا عليه في بيان العلا بكل أمانة. مصر عندما تلتزم بإطار قانوني فدائماً ما تفي بالتزامها وتحترمه. وأنشأنا آلية لجان المتابعة لإزالة كل الشوائب التي لحقت بالعلاقات المصرية - القطرية على مدى سنوات المقاطعة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف شكري، "نعمل على إزالة هذه الشوائب حتى ننطلق إلى درجة أخرى من استعادة العلاقات ونسير بخطى ثابتة تعلم جيداً ما هي المصلحة المصرية، ونسعى لأن تكون علاقات مصر دائماً مع أشقائها العرب لها الخصوصية من الروابط بين الشعوب والمصير المشترك التي تؤهل أن نكون داعمين لبعضنا البعض، وحتى الآن مسار العلاقة في الاتجاه السليم الإيجابي ونرصد كل التطورات الخاصة".

وتابع شكري أن "كل الملفات التي تتعلق بأمن مصر واستقرارها يتم تناولها وتقييم مدى استجابة قطر لكل الشواغل المصرية".

دعوة السيسي لزيارة الدوحة "مقدرة"

وحول الدعوة التي نقلها وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، في مايو (أيار) الماضي، من أمير قطر إلى الرئيس السيسي لزيارة الدوحة، قال شكري، "الدعوة مقدرة، وسوف يكون هناك تناول في الإطار الدبلوماسي للتوقيت المناسب لها وأي زيارة أخرى".

وذكر شكري أنه "يتم العمل على خلق ظروف مستقبلية مع قطر من خلال تعزيز العلاقات وتقويتها، مع مراعاة مصلحة الأمن القومي المصري"، مؤكداً أن مصر لديها "مؤسسات قوية ترصد وتتخذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها"، موضحاً أن "كل الملفات التي تتعلق بأمن مصر واستقرارها، ومنها ملف الإخوان، يتم تناولها وتقييم مدى استجابة قطر لمطالب مصر بشأنها".

وفي 3 مارس (آذار) الماضي، أجرى وزير الخارجية القطري، أول زيارة لمصر منذ إعلان المصالحة، تبعتها زيارة ثانية في أواخر مايو الماضي، كما تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، في 12 أبريل (نيسان) الماضي، اتصالاً هاتفياً من أمير قطر.

وقبل أسبوعين، قال وزير الخارجية القطري، في تصريحات إعلامية، إن مصر من الدول الكبرى في المنطقة، وتلعب دوراً قيادياً في الملفات الإقليمية، مشدداً على أن السيسي يمثل الشرعية المنتخبة في مصر، موضحاً أن "علاقة الدوحة والقاهرة مرت بتوترات كثيرة، لكن كان هناك حفاظ على الحد الأدنى للعلاقة حتى في مرحلة الأزمة، سواء من ناحية عدم مس الاستثمارات القطرية أو تسهيل بقاء الطلاب القطريين في مصر، وهذا كان مقدراً من جانب قطر".

كما أشار إلى أنه "بعد طي صفحة الخلاف مع دول الخليج ومصر، تطلعت الدوحة للعمل المشترك مع القاهرة"، لافتاً إلى أن هناك "تقدماً إيجابياً في عمل اللجان الثنائية التي تجتمع في البلدين، وجاءت الزيارة الأخيرة لتعزيز العلاقة الثنائية في مرحلة ما بعد الخلاف".

ومطلع العام الجاري، جرى إعلان اتفاق المصالحة بين الدوحة ودول الرباعي العربي (السعودية ومصر والبحرين والإمارات) بعد سنوات من القطيعة بدأت في يونيو (حزيران) 2017 في قمة العلا في السعودية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي