Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قطر تدعو السيسي لزيارتها وسعي لطي صفحة الخلاف نهائيا

تميم بن حمد أعرب عن تطلعه لتعزيز المباحثات بين البلدين حول سبل تطوير العلاقات الثنائية

الرئيس المصري خلال استقباله وزير الخارجية القطري في القاهرة (الرئاسة المصرية)

في إطار عودة العلاقات بين البلدين، تلقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعوة من أمير قطر تميم بن حمد، لزيارة الدوحة، وذلك ضمن رسالة خطية نقلها نائب رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي يزور القاهرة حالياً. 

وأجرى وزير خارجية قطر مباحثات موسعة في القاهرة حيث استقبله السيسي، بمقر الرئاسة المصرية، وكذلك التقى نظيره المصري سامح شكري، بمقر وزارة الخارجية.

وشهد لقاء السيسي ووزير الخارجية القطري حضور نظيره المصري، ورئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، وعبد الله الخليفي رئيس جهاز أمن الدولة القطري.

ووفقاً لما ذكره بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، على حسابه الرسمي على "فيسبوك"، فإن وزير الخارجية القطري نقل إلى الرئيس المصري رسالة من أمير قطر، تضمنت توجيه الدعوة للسيسي لزيارة الدوحة، والإعراب عن التطلع لتعزيز المباحثات بين البلدين حول سبل تطوير العلاقات الثنائية، ومناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف بشأنها، بما يخدم تطلعات الدولتين.

وأضاف راضي في بيان أن محمد بن عبد الرحمن ثمن الدور الاستراتيجي والمحوري الذي تقوم به مصر في حماية الأمن القومي العربي والدفاع عن قضايا الأمة العربية، وكذلك جهود مصر ومساعيها الدؤوبة في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمي.

وأشار البيان إلى أن السيسي أعرب عن ترحيب مصر بالتطورات الأخيرة في مسار العلاقات المصرية القطرية، مشيراً إلى التطلع لتحقيق التقدم في هذا الشأن في مختلف المجالات، وبما يخدم أهداف ومصالح الدولتين والشعبين، وكذلك الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية، كما أكد حرص مصر على تحقيق التعاون والبناء ودعم التضامن العربي كنهج استراتيجي راسخ لسياستها، وذلك "في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، مع تركيز الجهود لتحقيق الخير والسلام والتنمية لشعبي البلدين، وكذلك التكاتف لدرء المخاطر عن سائر الأمة العربية وصون أمنها القومي".

وكان أمير قطر قد أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري، في أبريل (نيسان) الماضي، لتهنئته بحلول شهر رمضان. وبحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية "عبر السيسي عن شكره لأمير قطر على تهنئته بهذه المناسبة". 

تطور إيجابي

وصباح الثلاثاء، استقبل وزير الخارجية المصري نظيره القطري في قصر التحرير بالقاهرة لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين إثر المصالحة الخليجية التي تمت في "العلا" السعودية. ووفق بيان وزارة الخارجية المصرية فإن اللقاء بين شكري ومحمد بن عبد الرحمن "استهدف مناقشة ما شهدته أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين من تطور إيجابي في أعقاب التوقيع على بيان قمة العلا في يناير (كانون الثاني) الماضي".

وأكد المسؤولان، بحسب البيان، "أهمية البناء على تلك الخطوة المهمة عبر اتخاذ المزيد من الإجراءات والتدابير التي تهدف لتعزيز الأجواء الإيجابية خلال الفترة المقبلة". كما تناولت المباحثات كيفية الاستفادة من الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتاحة بين البلدين، إلى جانب بحث أبرز القضايا الإقليمية ومن بينها ملف سد النهضة الإثيوبي.

فيما أفادت وكالة الأنباء القطرية "قنا" بأن محمد بن عبد الرحمن أعرب عن شكر بلاده لمصر بشأن جهودها في وقف إطلاق النار في قطاع غزة. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قمة العلا

وأنهت قمة العلا قطيعة استمرت منذ الخامس من يونيو (حزيران) 2017، بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، على إثر خلاف نشب يتعلق بسياسات الأخيرة تجاه جيرانها في المنطقة. ووقعت مصر ودول مجلس الخليج على بيان العلا الذي تضمن عدة بنود تنص على الترابط والتكامل بين دول الخليج على صعيد مختلف التحديات والقضايا وتعزيز دورها الإقليمي والدولي. 

وفي فبراير (شباط) الماضي، استضافت الكويت مسؤولين من القاهرة والدوحة، والذين التقوا في أول اجتماع رسمي لوضع آليات وإجراءات المرحلة المستقبلية، بعد بيان قمة العلا. وبحسب البيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية حينها "رحب الجانبان بالإجراءات التي اتخذها كلا البلدين بعد التوقيع على بيان العلا كخطوة على مسار بناء الثقة بين البلدين الشقيقين. كما بحث الاجتماع السبل الكفيلة والإجراءات اللازم اتخاذها بما يُعزز مسيرة العمل المشترك والعلاقات الثنائية بين البلدين، وبما يحقق تطلعات شعبيهما في الأمن والاستقرار والتنمية".

وفي تعليقات سابقة لـ"اندبندنت عربية" قال السفير محمد مرسي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وآخر سفير لمصر في الدوحة، إن مصر ترحب بأي خطوة نحو تقريب وجهات النظر وعودة الأمور إلى طبيعتها، مضيفاً أن متابعة ما تم الاتفاق عليه في قمة العلا يمثل الركيزة الأساسية، لوضعه في مسار التنفيذ الفعلي ووضع رؤية موحدة تسمح بالمزيد من بناء الثقة وعودة الأوضاع في العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها المرجوة.

وخلال قمة العلا اتفقت السعودية والإمارات والبحرين ومصر على إعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية وروابط السفر مع الدوحة. وتزامنت القمة مع أول زيارة لمسؤول قطري إلى القاهرة منذ إعلان مقاطعة دول الرباعي العربي، حيث زار وزير المالية القطري السابق علي العمادي مصر ليشارك في افتتاح فندق في منطقة ماسبيرو مع وزير الخزانة الأميركي السابق ستيفن منوشين، وجمعهم عشاء خلال الحفل مع وزير المالية المصري محمد معيط. 

التنفيذ الكامل

وقال وزير الخارجية المصري، في تعليقات تلفزيونية، الجمعة الماضية، إن تنفيذ اتفاق العلا والإجراءات التي اتخذتها كل من مصر وقطر يسير بشكل جيد من قبل البلدين. مضيفاً "نتطلع للتنفيذ الكامل لبيان العلا من جانب قطر لفتح مزيد من عودة العلاقات الطبيعية بين مصر والدوحة وكل المؤشرات حتى الآن إيجابية وتصب في مصلحة البلدين".

وتابع شكري أن "مصر أوفت بكل التزاماتها وفق بيان العُلا وقطر نفذت عدداً من التزاماتها"، مؤكداً أن بلاده حريصة على ألا تتأثر العلاقات بين الشعبين المصري والقطري، بأي توترات سياسية. 

وفي 12 يناير الماضي أعلنت مصر رفع الحظر الجوي الذي فرضته على رحلات شركات الطيران القطرية لتستأنف الرحلات بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات. وفي 20 من يناير، أعلن البلدان اتفاقهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، على الرغم من عدم إقبال البلدين بعد على تبادل السفراء. 

وفي هذا الصدد لفت مرسي، إلى أن البلدين أعادا بالفعل تبادل رفع الأعلام على مقرات السفارات الخاصة بكل منهما، أما مسألة عودة السفراء فهي تخضع لأمور تنظيمية ترتبط بترتيبات خاصة في وزارتي الخارجية في البلدين، وستتم في وقتها الطبيعي والمناسب. 

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي