Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جنون بيتكوين يهدي الأميركيين 4.1 مليار دولار في 365 يوما

المضاربون يحصدون نصيب الأسد من أرباح العملة المشفرة حول العالم

الولايات المتحدة جنت من الثروات ثلاثة أضعاف ما حققته الصين (رويترز)

صنع الارتفاع الصاروخي لسعر "بيتكوين" أعداداً كبيرة من المليونيرات حول العالم، وحصد المضاربون الأميركيون نصيب الأسد من الأرباح، بعد تضاعف أسعارها أربع مرات خلال 2020، لتنهي العام الفائت في حدود 29 ألف دولار، وبينما لا يمكن معرفة أسماء الأثرياء الجدد بسبب خاصية التشفير، اضطر أحد هؤلاء المليونيرات في البيت الأبيض إلى كشف هويته، لتنجح العملة المشفرة في تحويل أحد منتقديها القدامى إلى صديق جديد، كما فعلت مع كثيرين قبله، وعلى الرغم من ذلك، يرى متخصصون أن "بيتكوين" تحمل معها مفاجآت حالياً، وسيسفر المستقبل عن شيء جديد.

وقال محمود خيرالله المختص في تجارة العملات الرقمية، "حقق المتاجرون أو المضاربون الأميركيون في العملات الرقمية في عام 2020 مكاسب وصلت إلى 4.1 مليارات دولار، وفقاً لتقديرات شركة الأبحاث "تشين أناليسيز"، التي وضعت قائمة للدول الـ 25 الأكثر ربحاً من "بيتكوين".

أضاف خيرالله، أن الولايات المتحدة جنت من الثروات ثلاثة أضعاف ما حققته الصين، التي جاءت في المركز الثاني بـ 1.1 مليار دولار، على الرغم من وجود العدد الأكبر من المعدنين في الصين، موضحاً أن ما حدث هو أن المستثمرين الأميركيين انفصلوا عن القطيع، وقاموا بعملية تسييل واسعة، فحصدوا الجزء الأكبر من الأرباح السريعة العام الماضي، وحققوا معظم هذه الأرباح من خلال موقع "كوين بيز" الأكثر انتشاراً بين الأميركيين.

وأجاب عن سؤال بأن "التقرير اعتمد على تتبع بيانات المعاملات التي يسجلها موقع "كوين بيز"، التي لا تكشف هوية الأشخاص الأكثر ثراء، إذ لا يمكن تتبع هذه المعاملات، وأن كل ما تراه في البث الحي للتداولات هو حجم الكتل وقيمتها فقط".

وتابع، "اليابان، التي كانت من بين الدول الأسرع استجابة في تقنين التجارة بالعملات المشفرة، حلت في المركز الثالث، ثم المملكة المتحدة، وروسيا، تليها ألمانيا، وفي الأسواق الناشئة الأصغر، جاءت فيتنام وتركيا والتشيك من بين أفضل 25 دولة أيضاً"، وقال خيرالله، "سواء كان هدف المعدنين أو المضاربين هو التحوط من تضخم العملات التقليدية، أو مجرد الرغبة في تحقيق ربح سريع، فقد نجحت العملات المشفرة في جذب المحترفين والهواة من جميع أنحاء العالم".

مستشار بايدن

وقال المتخصص في تجارة العملات الرقمية، "من بين الطرائف أن أحد مليونيرات "بيتكوين" كشف عن شخصيته بنفسه، وهو تيم وو، كبير مستشاري إدارة الرئيس جو بايدن للتكنولوجيا والمنافسة، بسبب اضطراره لتقديم إفصاحه المالي"، وأوضح أنه، حسب الإفصاح، "يملك تيم وو حالياً نحو خمسة ملايين دولار في "بيتكوين"، ونحو 200 ألف في عملة "فايل كوين"، التي تستخدم في منصات تخزين مشفرة لا مركزية، لتمثل العملات المشفرة نصف ثروة المستشار الرئاسي"، مشيراً إلى أنه كان من المنتقدين البارزين لـ"بيتكوين" والمتشككين فيها، ووصفها بأنها فقاعة في عام 2017.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعمل تيم وو في جامعة كولومبيا قبل الانضمام إلى الفريق الرئاسي في البيت الأبيض، وبسبب حيازته للعملات المشفرة، لا يشارك في تشكيل سياستها داخل البيت الأبيض.

يذكر أن سوق العملات المشفرة ارتفعت بشدة خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، حيث قفزت الأسعار إلى حدود 70 ألف دولار، لكنها انهارت في مايو (أيار) وسط تشديدات صارمة في الصين وانتقادات من إيلون ماسك.

ارتفاع متوقع

وحول تحرك أسعار "بيتكوين" في الفترة المقبلة، قال خيرالله، "هبوط الأسعار وكسر قاع 30 ألف دولار لتهوي دون هذا المستوى أصبح عصياً الآن، لأن العملة تلقت الدعم أكثر من مرة عند هذا السعر، الذي أصبح قاعاً استقرت فيه فترة كافية الآن، لتبدأ رحلة الصعود، من دون وجود موعد محدد للاختراق المقبل".

أضاف خيرالله، "بيتكوين ستستمر خلال الفترة المقبلة في القناة السعرية بين 38 أو 39 ألف دولار، واختراق سقف هذه القمة مهم جداً للوصول إلى القناة السعرية بين 40 إلى 50 ألف دولار، هذا حسب التحليل الفني، إلا أن ما يؤثر في السوق بشكل أكبر هو التدفقات النقدية والأخبار الإيجابية". وأجاب عن سؤال بقوله، "لا أعتقد أن السقف النهائي لـ "بيتكوين" قد اتضح حتى الآن، ربما يكون 100 ألف دولار أو أقل أو أكثر بنهاية العام الجاري، ما سينعكس إيجاباً على سوق العملات الرقمية".

الصاروخ الحامل للأقمار الصناعية

ولفت خيرالله إلى أن "من وجهة نظري الشخصية، يجب عدم الربط بين مستقبل العملات المشفرة بـ"بيتكوين"، فهي تعد مثل الصاروخ الحامل للأقمار الصناعية، الذي تنتهي مهمته عند وضع القمر الصناعي في المجال المداري له، بالتالي لن يكون لـ"بيتكوين" هذا التأثير في المستقبل، بعد أن تتم مهمتها، وهي قبول العالم للعملات المشفرة، أو الرقمية والتعامل بها، فهناك عملات مثل "شيا" و"ريبل"، التي هي نتاج مشاريع مختلفة عن "بيتكوين" في كيفية الحصول عليها، وحتى في طريقة تعدينها، بالتالي مستقبلها مختلف".

وتابع، "العملات المشفرة الموجودة حالياً لن تكون موجودة بعد 10 سنوات من الآن، وستعمل العملات المشفرة والرقمية الموجودة آنذاك جنباً إلى جنب مع العملات الورقية في البداية، قبل أن تزول تدريجاً أيضاً، وعلى الرغم من ضبابية السوق، أتوقع أن يحمل المستقبل القريب أخباراً جيدة بالنسبة إلى العملات المشفرة".

التعدين بالبراكين

من جهة أخرى، أشار إلى أن من الخطوات الجيدة التي قد تسهم في رفع سعر "بيتكوين"، أو على الأقل تنفي التهم البيئية الموجهة إليها، أن السلفادور ستدخل عالم تعدين هذه العملة المشفرة والعملات المشفرة الأخرى، بالاعتماد على توليد الطاقة من البراكين.

وكان رئيس السلفادور نجيب بوكيلي غرد على "تويتر" قبل يومين قائلاً، "لقد أصدرت للتو تعليمات لرئيس شركة لا جيو (شركة الطاقة الحرارية الأرضية المملوكة للدولة) لوضع خطة لتقديم تسهيلات لتعدين "بيتكوين" بسعر رخيص جداً، ونظيف بنسبة 100 في المئة، وبالطاقة المتجددة بنسبة 100 في المئة، من براكيننا"، وأضاف، "أبلغني مهندسونا للتو أنهم حفروا بئراً جديدة ستوفر 95 ميغاوات من الطاقة الحرارية في جوف الأرض. وسيبدأون في تصميم مركز كامل لتعدين هذه العملة المشفرة حوله".

وقال خيرالله، "في ترحيب واضح بالخطوة من جانب مجتمع المعدنين، حظيت التغريدة بآلاف الإعجابات وإعادة التغريد"، مضيفاً، "المعدنون سيهجرون الصين، في واقع الأمر، لقد بدأوا يغادرون بالفعل إلى الدول التي حولها مثل فيتنام، لأن أسعار المعيشة والطاقة فيها أرخص". 

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية