ستعرض لوحة رسمها رئيس الوزراء البريطاني الراحل، ونستون تشرشل، بعد أن ظلت مخبأة عقوداً طويلة في مزاد علني بدار "فيليبس" للمزادات في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، بتكلفة تتراوح بين 1.5 مليون ومليوني دولار.
واللوحة التي رسمها تشرشل بنفسه عام 1921، تحمل اسم "The Moat, Breccles" وظلت في مجموعته الخاصة لمدة 40 عاماً.
وفي تقرير نشرته "بلومبيرغ" قال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس المشارك في قسم أعمال القرن العشرين والفن المعاصر في دار مزادات "فيليبس"، جان بول إنجلين، "لم يرغب تشرشل في التخلي عن لوحاته أو بيعها".
هدية صداقة
وأضاف، "لكن بعد تطوير صداقة مع قطب الشحن البحري أرسطو أوناسيس في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، قرر تشرشل أن يمنح أوناسيس شرفاً منح سابقاً لمجموعة مختارة ضمت الملكة إليزابيث ودوايت دي أيزنهاور، هدية من أحد أعمال تشرشل الفنية".
وقدم تشرشل لأوناسيس لوحة "The Moat, Breccles". ويستطرد إنجلين قائلاً، "إذا ما كان صديقك هو أوناسيس، أحد أغنى وأقوى رجال الأعمال في العالم، فمن الواضح أنك ستمنحه شيئاً عزيزاً عليك وتفخر به".
ويبدو أن أوناسيس تأثر بهدية تشرشل، حيث قام بعرضها في الصالون الخاص بيخته الفخم "كريستينا" إلى جانب لوحات إل غريكو وبيسارو وغوغان وفيرمير.
وتصور هذة اللوحة منظراً صيفياً ريفياً في Breccles Hall، وهو قصر تاريخي في نورفولك يملكه ابن عم زوجة تشرشل.
العالم الآخر لتشرشل
وشوهدت اللوحة علناً آخر مرة عندما تم تصويرها في صالون أوناسيس في فيلم وثائقي عام 1964 حمل اسم "العالم الآخر لونستون تشرشل".
وبحسب تقرير "بلومبيرغ" كان تشرشل وأوناسيس صديقين منذ أن عرفهما على بعضهما البعض راندولف نجل تشرشل عام 1956.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفقاً لبيان صادر عن دار مزادات "فيليبس"، قام رئيس الوزراء البريطاني الراحل بما لا يقل عن 8 رحلات بحرية على متن قارب أوناسيس من عام 1958 إلى عام 1963.
وكان يخت أوناسيس من أشهر اليخوت في العالم. واشترى أوناسيس الفرقاطة الكندية في نهاية الحرب العالمية الثانية مقابل 34000 دولار، ثم أنفق 4 ملايين دولار على تجديدها.
وفي رسالة إلى زوجته، وصف تشرشل يخت "كريستينا" بأنه "أجمل هيكل رأيته طافياً على الإطلاق".
استضافة مشاهير
واستخدم أوناسيس بعد ذلك اليخت لاستضافة مشاهير مثل مارلين مونرو، ومليارديرات مثل جيه بول جيتي، وفنانين مثل رودولف نورييف، وكبار الشخصيات مثل جون إف كيندي وجاكي كيندي، التي تزوجت أوناسيس في عام 1968.
عندما توفي أوناسيس في عام 1975، تبرعت ابنته باليخت للحكومة اليونانية، وبقيت محتوياته ملكاً للعائلة، ومن ضمنها لوحة تشرشل.
وقال إنجلين، "لقد كانوا على دراية بوجود تلك اللوحة، وبعد العديد من المحادثات، قرروا أنه من الأفضل أن لا تبقى في المخزن، وأنها يجب أن تنتقل إلى الجيل التالي من هواة جمع الأعمال الفنية النادرة".
وستعرض اللوحة في قسم القرن العشرين والفن المعاصر بدار المزادات "فيليبس" مساء 23 يونيو (حزيران) في المقر الجديد للدار في بارك أفينيو بمدينة نيويورك.
رقم قياسي
ويأتي عرض اللوحة للبيع بعد تسجيل رقم قياسي لأعمال تشرشل في مارس (آذار) في دار "كريستز" للمزادات في لندن عندما باعت الممثلة أنجلينا جولي لوحة تشرشل التي رسمها عام 1943، والتي تحمل اسم "برج جامع الكتبية" بنحو 11.6 مليون دولار.
وقال إنجلين إنه علم أن لوحتين إضافيتين لتشرشل قد بيعتا منذ ذلك الحين بنحو 5 ملايين دولار.
