Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من هي الوجوه الجديدة "المختلفة الملامح" التي ستقود إسرائيل؟

الحكومة الجديدة تجمع قادة أحزاب من اتجاهات وسياسات متنوعة

الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستجمع قادة أحزاب من مختلف الاتجاهات والسياسات (أ ف ب)

ما كان يتوقع دافيد بن غوريون، يوماً، أن الحكومة التي قادها كأول رئيس بعد إقامة إسرائيل، ستصل إلى وضع سياسي متدهور، يعجز قادتها على مدار عامين من تشكيل حكومة ثابتة، قوية، لها خط سياسي واضح سواء من اليمين أو اليسار، حتى يصلوا إلى وضع يشكلون حكومة تجمع قادة أحزاب من مختلف الاتجاهات والسياسات، اليمين، اليسار، المركز وحتى العرب، ليكون 2021 عام المفترقات النادرة في السياسة الإسرائيلية.

أن يتنازل يائير لبيد، لصالح أكثر الشخصيات اليمينية، التي أظهرت خلافات في الرأي مع لبيد وغيره من القياديين السياسيين، نفتالي بينت، فهذا أمر يحمل في طياته الكثير من الجوانب، ليس فقط إظهار لبيد كشخصية لا يضع "الأنا" فوق مصلحة إسرائيل، بل يظهر في أي وضع تعيش إسرائيل وهو ما لم يصدقه البعض، حتى بعد أن تم الإعلان عن تشكيل الحكومة وخطوطها العريضة.

فبينت هو زعيم حزب "يمينا" الذي لم يحظ إلا بأقلية سبعة مقاعد، أحد نوابه انسحب وقد ينسحب آخر ما يهدد صمود حكومة "التغيير". بينت اليميني الذي رفضته معظم الأحزاب السياسية البعيدة عن المواقف اليمينية المتطرفة، سيقود الحكومة الإسرائيلية أكثر من عامين، إنها بالفعل مفترقات سياسية.

من صحافي إلى سياسي يتمنى أن ينسى العديد من تصريحاته

بدأت نجومية يائير لبيد خلال برامجه التلفزيونية السياسية، الذي أحرج والده، تومي لبيد، الذي قاد حزباً سياسياً بعمر قصير، عندما قرر الانضمام إلى حزب أرييل شارون اليميني، فسأله في لقاء كيف يسمح لنفسه أن يخرق وعوده لناخبيه بأن لا يكون رمزاً لليسار في حكومة يمينية ضيقة؟

في حينه أثار هذا الحوار نقاشاً إسرائيلياً، ولم يتوقع لبيد الابن أن يجد نفسه في مكان أكثر خرقاً من والده عندما سمح لأكثر الشخصيات اليمينية أن تقود رئاسة الحكومة مكانه. لكن هذه المرة، وخلافاً لما كان في فترة والده، لقي دعماً ليس فقط من ناخبيه إنما من مختلف القيادات السياسية والجهات الإسرائيلية المختلفة. فمعظهم أجمع على أن يائير لبيد أثبت أن مصلحة إسرائيل ومستقبلها فوق أية مصلحة شخصية له، خلافاً لبنيامين نتنياهو، الذي لم يقدر على خلعه من منصبه سوى لبيد عندما نجح في تشكيل الحكومة ومنع إجراء انتخابات خامسة، كانت ستلحق ضرراً كبيراً لإسرائيل على مختلف الجهات المحلية والدولية والاقتصادية أيضاً.

كانت بدايات لبيد السياسية ضعيفة بل أثارت نقاشات كثيرة، إذ وقع بأكثر من ورطة سياسية عند إطلاق تصريحات هزيلة ولا تناسب، ليس فقط قائد حزب وإنما سياسي بسيط. وهو اليوم يقول بكل صراحة إنه ما زال يشعر بمضايقة لدى استذكار هذه التصريحات، وكان يرغب في نسيانها لكنه لم ينجح، حتى الآن.

إزاء هذه التصريحات تلقى لبيد ردود فعل مهينة من قبل يساريين، خصوصاً لدى إطلاقه خطابات متناقضة، وحديثه عن حقائق اتضح في ما بعد أنها خاطئة وكاذبة. وهناك من اعتبره الشخصية التي تتجنب اتخاذ خطوات حقيقية في القضايا الهامة، خصوصاً المتعلقة بقضية الدولة الفلسطينية ويتجنّب التصريحات الشديدة التي من شأنها أن تجعله متضامناً مع جمهور معين ومثيراً للعداوة.

حزبه "يوجد مستقبل"، تعرض للكثير من الانتقادات واعتبره الإسرائيليون حزباً غير ديمقراطي لا يتمتع بالشفافية، ما أدى إلى انسحاب أكثر الداعمين له في حزبه وأقرب الأصدقاء، عوفر شليح.

كثيرون يراهنون على مدى نجاحه في الحكومة المقبلة، وإذا كان قادراً على إدارتها وسط النسيج المعقد لتركيبتها بالنسبة لقدراته السياسية. لكن هناك من يرى بصفات تميزه أبرزها الامتناع عن المشادات الكلامية والإهانات حتى لخصومه.

موقف رفع شعبيته

كانت أبرز المواقف التي رفعت أسهمه عندما رفض بشكل قاطع الانجرار خلف حليفه السابق في حزب "أزرق – أبيض"، بيني غانتس، والانضمام إلى حكومة نتنياهو. هذا الموقف رفع من شعبيته، بل مكانته السياسية كقائد لا ينجر خلف المغريات ولا يتنازل عن مبادئه. وبرزت مزاياه التي لقيت دعماً داخلياً عندما تعامل مع حزبي "ميرتس" و"العمل"، خلال الحملة الانتخابية الأخيرة بشكل ودي، وبحسب استطلاعات الرأي أفقدته مقعدين.

تنازله لبينت، ليس التنازل الأول عن مناصب هامة، فقد سبق وتنازل لبيني غانتس في الانتخابات قبل الأخيرة. وصفت مسيرته إلى الساحة السياسية بـ"رحلة بناء الثقة مع الجمهور الإسرائيلي" و"النضوج السياسي". وأطلقت عليه صفات عدة بينها "السياسي الجريء بخطواته الأخيرة"، "السياسي المستقيم" و"السياسي النزيه"، وكلها صفات مغايرة تماماً لنتنياهو الذي وصل إلى وضع هناك من تمنى مغادرته رئاسة الحكومة حتى من اليمين، وأصدقاء سابقين له.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن مقابل هذا، هناك من تحدث عن شخصية تزرع الأوهام في نفوس الإسرائيليين. وبرأي الشخصية اليسارية البارزة، جدعون ليفي، فإن لبيد، الذي سيتولى وزارة الخارجية "سيسافر في أرجاء العالم من أجل التقاط الصور مع رجال الدول، وسيسحر كل من يريدون بشدة رؤية إسرائيل مختلفة ظاهرياً. هذا سيكون وهماً آخر مثل الوهم الذي نثره سلفه الذي لعب دور صاحب الوجه الجميل، شيمون بيريز. ليس بسبب الحكومة التي خلفها، بل بسبب مواقفه: لبيد هو شخص يميني، وسيوافق تقريباً على جميع خطوات الحكومة اليمينية هذه. لماذا سيتذمر؟ في المواضيع العادية، الأخ بينيت سيجسد سياسة الأخ لبيد، والعكس صحيح. أنس المحبة"، بحسب جدعون ليفي.

أمام وضعية لبيد هذه يُطرح السؤال اليوم: هل فعلاً سيثبت لبيد على أرض الواقع ما أطلقه على حزبه "يوجد مستقبل"؟

 بينت: هل يحقق طموح الإسرائيليين بمستقبل غير منوط باليمين؟

نفتالي بينت، الذي سيقود إسرائيل حتى أواسط عام 2023 لا يعتبر، حتى هذه اللحظة، البديل الأفضل للإسرائيليين الذين يطمحون بتغييرات جذرية بعيداً من اليمين ومبادئه. وحتى قبل اليوم الأخير من تشكيل الحكومة، صرح قادة أحزاب في الائتلاف أن بينت سيكون عقبة أمام مواقف سياسية ستطرح من قبل بعض هذه الأحزاب، خصوصاً "ميرتس" و"العمل". هذه الأحزاب التي تدعو إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين وحل الدولتين. وأعلن قياديون في الائتلاف الحكومي أن مثل هذه المواقف ستكون في صلب عملهم.

بينت يحمل مواقف مغايرة في هذا الجانب ومن الممكن أن تفجّر خلافات حولها الائتلاف الحكومي.

وعقبات بينت لا تقتصر على أحزاب المركز واليسار المتحالفة في حكومته. فهناك خلافات عدة بينه وبين اليميني، أفيغدور ليبرمان، الذي ما كان يرغب في أن يتولى بينت رئاسة الحكومة. واحدة من القضايا المتوقع أن تشكل خلافاً بين الاثنين وتؤدي هي الأخرى إلى تفكيك الحكومة هي مسألة الإعفاء من التجنيد التي يطالب بها المتشددون دينياً. فهذه القضية حسمها ليبرمان برفض السماح لهم بعدم التجنيد، وهو موقف سيكون من الصعب على بينت قبوله، بالتالي يخلق شرخاً داخل حكومة "التغيير".

إسحاق هرتسوغ جيد لإسرائيل دولياً

على الرغم من أن منصب رئيس الدولة في إسرائيل، هو منصب فخري، تقتصر صلاحياته على قبول أوراق اعتماد السفراء وتكليف نواب بتشكيل حكومة، والحصول على تقارير سنوية لمراقب الدولة، لا يؤثر في أي موقف له فيها.

يبقى الموقف الأبرز لرئيس الدولة هو اتخاذ القرار بشأن منح العفو للأسرى، وهو جانب يكون لسياسة الرئيس أهمية كبرى في اتخاذه.

إسحاق هرتسوغ، الرئيس الـ11 لإسرائيل، يحظى بشعبية بين قاعدة سياسية واسعة وكذلك جماهيرية، لمواقفه الكثيرة التي اتخذها عندما شغل منصب رئيس حزب "العمل"، خصوصاً المتعلقة بالشؤون السلمية والعلاقات بين اليهود والعرب وقضايا أخرى تهم الجمهور الإسرائيلي، الذي يرغب بالعيش بهدوء وأمان، وليس صدفة أنه حظي بدعم 87 عضواً مقابل 26 من أعضاء الكنيست.

هو أول رئيس دولة لوالد شغل ذات المنصب، حاييم هرتسوغ. وقد شغل مناصب وزارية عدة.

على الصعيد العسكري خدم في وحدة النخبة "8200" في الجيش الإسرائيلي.

وعلى الصعيد الدولي سيكون شخصية مقبولة دولياً وقد يبرز، بخلاف سابقه رؤوفين ريفلين، بمواقف بعيدة من التهديدات العسكرية التي طالما تبناها ريفلين، لدى انجراره خلف مواقف نتنياهو، خصوصاً خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

كما يتوخى منه ليونة بكل ما يتعلق بمنح العفو عن الأسرى لدى توقيع صفقات تبادل أسرى.

عملياً هو عضو بارز وناشط في حزب "العمل"، أحد مركبات الائتلاف الحكومي، وهذا قد يساعد في قرارات عدة متعلقة به كرئيس للدولة، وإن كانت محدودة.

المزيد من متابعات