Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مئات المتظاهرين يطالبون بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان

الحكومة الأردنية تتعهد بحماية حقوق الفلسطينيين في مواجهة مطالبات المستوطنين

جانب من التظاهرة قرب السفارة الإسرائيلية في عمان الأحد 9 مايو الحالي (رويترز)

تظاهر مئات الأردنيين الأحد في منطقة الرابية بالقرب من السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان للاحتجاج على أعمال العنف في القدس الشرقية، مطالبين بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل وإغلاق سفارتها في عمان.

ورفع المتظاهرون الذين قُدّر عددهم بـ500 شخص، أعلاماً أردنية وفلسطينية ولافتات كبيرة تطالب بـ "إسقاط اتفاقية وادي عربة" في إشارة إلى اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل عام 1998 وأخرى كتب عليها "اطردوا السفير وأغلقوا السفارة".

كما رفعوا لافتات بالإنجليزية "آي كانت بريث سينس 1948" (لا استطيع أن أتنفس منذ عام 1948).

ونُظّم الاعتصام أمام مسجد الكالوتي وسط عمان على مرأى من قوات الأمن التي انتشرت بكثافة في المكان الذي يبعد أكثر من 500 متر عن السفارة الإسرائيلية.

وقال عيسى دباح (81 سنة) وهو دبلوماسي سابق لوكالة الصحافة الفرنسية إن "إسرائيل تنتهك كل القوانين وهي انتهكت ما يزيد على 800 قرار صادر عن مجلس الأمن ولم تحترم أحداً". وأضاف "آن للعالم أن يقف موقفاً شريفاً تجاه الفلسطينيين".

من جهتها، قالت الممثلة الأردنية جولييت عواد (71 سنة) "كنت أتمنى أن نكون الآن أمام مبنى السفارة الإسرائيلية ونقتحمها ونخرج كل من فيها". وأردفت "كنت أتمنى كذلك أن نذهب إلى رئاسة الوزراء كي نقدم مطالبنا وأولها إلغاء اتفاقية وادي عربة وغلق السفارة وإلغاء معاهدة الغاز مع إسرائيل وسحب السفير الأردني من تل أبيب".

إدانة الهمجية

في المقابل، اعتبرت الحكومة الأردنية في بيان أن "ما تقوم به الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية من انتهاكات ضد المسجد واعتداءات على المصلين تصرف همجي مرفوض ومدان".

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن عمان ستبذل قصارى جهدها لحماية حقوق الفلسطينيين في مواجهة مطالبات المُلكية من قبل المستوطنين اليهود.

واعتبر الصفدي في تصريحات لوسائل إعلام رسمية أن "إسرائيل كقوة احتلال تتحمّل مسؤولية حماية حقوق الفلسطينيين في منازلهم". وأضاف أن "طرد الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح جريمة حرب".

الخارجية الأردنية

كما أكد المتحدث باسم الخارجية الأردنية ضيف الله الفايز في بيان الأحد 9 مايو (أيار) الحالي، أن عمان "تواصل جهودها وتحركاتها على أكثر من مستوى لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة". وأضاف أن "الوزارة في اشتباك (دبلوماسي) يومي مع السلطات الإسرائيلية، القوة القائمة بالاحتلال في القدس الشرقية، لوقف الانتهاكات... وقامت بنقل احتجاجها للسلطات الإسرائيلية على ما تعرّض له الحرم من انتهاكات، بخاصة في الليلتين الماضيتين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح الفايز أن "الوزارة حذّرت الجانب الإسرائيلي من مغبة الاستمرار في المخالفات وطالبت بوقفها وبأن تتقيّد تل أبيب بالتزاماتها وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وأن تحترم الوضع القائم التاريخي والقانوني".

وأشار إلى أن "الوزارة على تواصل مستمر مع الأشقاء في دولة فلسطين لتنسيق المواقف والتحركات الإقليمية والدولية المستهدفة مواجهة الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة وبلورة مواقف دولية ضاغطة تجبر السلطات الإسرائيلية على وقف انتهاكاتها ضد المسجد الأقصى المبارك".

اللجنة الرباعية الدولية تبدي قلقها إزاء العنف في القدس

من جانبها، أبدت اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) "قلقها البالغ" إزاء أعمال العنف في القدس الشرقية حيث أدت صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين إلى سقوط أكثر من 200 جريح ليل الجمعة.

وقالت اللجنة في بيان، إن مبعوثيها "يعربون عن قلقهم البالغ إزاء الاشتباكات اليومية والعنف في القدس الشرقية، لا سيما المواجهات التي وقعت ليل أمس بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في الحرم الشريف/جبل الهيكل".

وأضاف البيان "نحن قلقون من التصريحات الاستفزازية التي أدلت بها بعض الجماعات السياسية، وكذلك من إطلاق صواريخ وبالونات حارقة من غزّة على إسرائيل، فضلاً عن الهجمات على المزارع الفلسطينية في الضفة الغربية".

ولفتت الرباعية في بيانها إلى أنها تتابع "بقلق بالغ احتمال إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها التي عاشت فيها منذ أجيال (...) وتعرب عن معارضتها لأعمال أحادية الجانب لا تؤدي إلا إلى تصعيد الوضع في بيئة متوترة أصلاً".

وأضافت اللجنة "ندعو السلطات الإسرائيلية إلى ضبط النفس وتجنب إجراءات قد تؤدي إلى تصعيد الوضع خلال هذه الفترة من الأيام الإسلامية المقدسة".

استمرار التوتر

وكان التوتر لا يزال سائداً الأحد في القدس الشرقية بعد أن أُصيب مئات الفلسطينيين بجروح منذ الجمعة، خلال صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين، ما أثار قلقاً دولياً من احتمال توسّع نطاق الاضطرابات.

والمواجهات الحالية في القدس هي الأعنف منذ عام 2017، عندما تسبّب وضع تل أبيب بوابات إلكترونية في محيط المسجد الأقصى باحتجاجات انتهت بإزالة الحواجز.

وتعترف إسرائيل التي وقّعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف عمان على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.

ووصف عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، مرات عدة السلام مع إسرائيل بأنه "سلام بارد". واعتبر في خريف عام 2019 أن العلاقات مع تل أبيب "في أدنى مستوياتها على الإطلاق".

المزيد من الشرق الأوسط