Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بومبيو: مستعدون لـ"إجراء عسكري" في فنزويلا

مادورو أعلن "إفشال" انتفاضة عسكرية ضد حكمه وترمب توعد بحصار شامل

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة جاهزة لاتخاذ إجراء عسكري لوقف الاضطرابات في فنزويلا.

وذكر بومبيو في مقابلة تلفزيونية بثتها "فوكس" اليوم الأربعاء أن "الإجراء العسكري ممكن".

وأضاف "إذا كان ذلك ما ينبغي فعله، فإن الولايات المتحدة ستفعله".

واستدرك الوزير الأميركي "لكن الولايات المتحدة تفضل انتقالاً سلمياً للسلطة في فنزويلا".

وتشهد الأزمة الفنزويلية تحولات متسارعة، وقد فُتحت على مصراعيها مع اندفاع العديد من الأطراف المعنية إلى مسرح الأحداث حيث تختلط العناصر الجديدة وأشخاصها بصور الماضي وأشباحه.

الثلثاء 30 أبريل (نيسان) كان حاراً وحمل العديد من المفاجآت. ما استدعى من مجموعة ليما التي تضمّ غالبية دول أميركا اللاتينية الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ في عاصمة البيرو، الجمعة 3 مايو (أيار) لمناقشة الأزمة في فنزويلا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية في البيرو الثلثاء.

أتت هذه الخطوة إثر إعلان عسكريين فنزويليين تمرّدهم على الرئيس نيكولاس مادورو ودعمهم زعيم المعارضة خوان غوايدو، في ما اعتبرته الحكومة "محاولة انقلابية".

أما الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فدعا، الثلثاء، كوبا إلى التوقّف عن دعم حليفتها الاشتراكية فنزويلا تحت طائلة فرض حصار "كامل وشامل" عليها.

وغرّد ترمب على تويتر "إذا لم توقف القوات المسلّحة والميليشيات الكوبية فوراً العمليات العسكرية وتلك التي تسبّب موتاً وتدمّر دستور فنزويلا، فسيتمّ فرض عقوبات على أعلى مستوى، على جزيرة كوبا".

أضاف "آمل في أن يعود كلّ الجنود الكوبيين بسرعة وسلام إلى جزيرتهم".

فيما كشف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن أنّه كان من المقرّر أن يغادر مادورو الثلثاء بلاده إلى كوبا للعيش فيها منفياً، لكنّ روسيا أثنته عن ذلك.

وقال بومبيو لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية "كانت طائرته على المدرج وكان جاهزاً للمغادرة هذا الصباح بحسب ما علمنا، لكنّ الروس أشاروا عليه بضرورة البقاء".

ولدى سؤاله عمّا إذا كانت لديه رسالة يوجّهها إلى مادورو اكتفى بومبيو بالقول "أقلِع بالطائرة".

ولم يكشف بومبيو، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مصدر معلوماته، لكنّه قال إنّ الولايات المتحدة تتحادث مع "العشرات من الأشخاص على الأرض"، كما تطّلع على مصادر المعلومات المتاحة.

 

مزحة

وسط ذلك، أطل مادورو، عبر التلفزيون والإذاعة الرسميين، مساء الثلثاء، معلناً "إفشال" انتفاضة عسكرية نفّذتها ضدّ حكمه مجموعة من العسكر المؤيّدين لخصمه زعيم المعارضة خوان غوايدو، متوعّداً المتورّطين في هذه "المحاولة الانقلابية" بملاحقات جزائية.

وفي خطاب استمرّ زهاء الساعة هنّأ مادورو القوات المسلّحة على "إفشالها المجموعة الصغيرة التي كانت تعتزم إشاعة العنف من خلال هذه المناوشات الانقلابية".

أضاف في الخطاب الذي ألقاه من القصر الرئاسي في كراكاس وقد أحاط به وزير الدفاع فلاديمير بادرينو وعدد من القادة العسكريين أنّ ما جرى "لن يظلّ من دون عقاب، وقد تحدّثت مع النائب العام، وعيّنت ثلاثة مدّعين عامّين (...) هم بصدد استجواب كلّ الأشخاص الضالعين".

وأكّد أنّ "المدّعين العامّين سيطلقون ملاحقات جزائية بالجرائم الخطيرة التي ارتكبت ضد الدستور ودولة القانون والحق في السلام".

وبحسب مادورو فإنّ خمسة جنود وثلاثة شرطيين أصيبوا بالرصاص في اشتباكات دارت بينهم وبين متظاهرين مؤيّدين لغوايدو.

ونفى ما أعلنه بومبيو من أنّه كان على وشك الفرار من بلده الثلثاء للعيش منفياً في كوبا لو لم تثنه روسيا عن ذلك.

وقال الرئيس الفنزويلي "سيّد بومبيو، أرجوك، هذه مزحة حقاً".

مواصلة التقدم

من جهة المعارضة الفنزويلية، دعا خوان غوايدو أعضاء الجيش إلى "مواصلة التقدم" في الجهود الرامية إلى الإطاحة بمادورو، الذي "لا يحظى بدعم القوات المسلحة"، وفقه.

ويتوقع غوايدو أن تتمكن المعارضة من تنظيم "أكبر" تظاهرة، الأربعاء، في تاريخ البلاد.

وظهر غوايدو في خطوة جريئة لكسب تأييد القوات المسلحة، الثلثاء، أمام قاعدة للقوات الجوية في كراكاس مع عشرات الأفراد من الحرس الوطني. وأثار ذلك احتجاجات عنيفة. ما أدى إلى إصابة أكثر من 100 شخص ولكن من دون أي دلالات واضحة على حدوث انشقاق في صفوف قيادة القوات المسلحة.

المُثل العليا للحرية

أعلن مسؤول في الرئاسة البرازيلية، الثلثاء، أنّ جنوداً فنزويليين طلبوا اللجوء إلى سفارة البرازيل في كراكاس، إثر إعلان عسكريين فنزويليين تمرّدهم على مادورو ودعمهم غوايدو.

وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم نشر اسمه "تلقّينا عدداً من طلبات اللجوء من عسكريين ولكن لا يسعنا أن نعلن عن عددهم أو رتبهم العسكرية". وبحسب وسائل إعلام برازيلية فإنّ عدد الذين طلبوا اللجوء إلى السفارة هو 25 عسكرياً.

إثر هذا التطوّر أعلن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، في تغريدة على تويتر، دعمه "التحوّل الديموقراطي الجاري في فنزويلا".

وقالت الرئاسة البرازيلية في بيان "نحثّ كلّ الدول التي تتّفق مع المُثل العليا للحرية على الوقوف مع غوايدو في البحث عن حلّ لإنهاء ديكتاتورية مادورو".

وبولسونارو الذي اعتمد موقفاً مناهضاً بشدّة لنظام مادورو يرفض حتى الآن أيّ تدخّل عسكري لحلّ الأزمة في الجارة الشمالية لبلاده.

بين أميركا وروسيا

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن بومبيو قال لنظيره الروسي سيرغي لافروف خلال اتصاله الهاتفي به، الأربعاء، أن موسكو "تزعزع الاستقرار" في فنزويلا، داعياً روسيا مجدداً إلى التوقف عن دعم الرئيس مادورو.

في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف قال لنظيره الأميركي إن "تدخل واشنطن في الشؤون الفنزويلية يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي" وأن "هذا التأثير المدمر لا علاقة له بتاتاً بالديمقراطية".

كما انتقد بيان الخارجية الروسية كلام الرئيس الأميركي ترمب وبومبيو عن عدم استبعاد الخيار العسكري في فنزويلا.

ونقل عن لافروف قوله بهذا الصدد "إن تداعيات" هذه التصريحات "قد تكون وخيمة جداً"، مضيفاً أن "الشعب الفنزويلي وحده له الحق في تقرير مصيره".

المزيد من دوليات