عاد سكان إنجلترا الإثنين إلى باحات الحانات الخارجية وصالونات تصفيف الشعر بعد شتاء طويل أمضوه في ظل الإغلاق لاحتواء انتشار كوفيد-19، فيما سجلت الهند عدداً قياسياً جديداً من الإصابات اليومية تجاوز 168 ألفاً لتصير الدولة الثانية الأكثر تضرراً في العالم بعد الولايات المتحدة محل البرازيل.
وفي حانات لندن، رفع مرتادوها أكوابهم بالتحية والتقطوا الصور احتفالاً بلحظات تاقوا إليها. "أخيراً، بعد كل هذه الأشهر!" صاح كوبي وايز البالغ من العمر 32 عاماً وهو يستمتع بكوب بارد من البيرة في حانة هاف مون في شرق لندن التي توجه إلى حديقتها ما أن فتحت أبوابها.
في شارع أكسفورد، أحد شوارع التسوق الرئيسية في لندن، اصطف المتسوقون وقد وضعوا كماماتهم خارج متاجر الملابس منذ الخامسة صباحاً رغم البرد، قبل ساعتين من موعد إعادة فتح المحلات غير الأساسية لأول مرة.
وفي جميع أنحاء إنجلترا، يعاني مصففو الشعر من الإرهاق وقد اضطر بعضهم لفتح محلاتهم عند منتصف الليل لتلبية الطلب.
صارت هذه المشاهد ممكنة بفضل التحسن الواضح في الوضع الصحي في المملكة المتحدة، الدولة التي سجلت أكبر عدد من الوفيات في أوروبا مع أكثر من 127 ألف وفاة، بفضل قيود الإغلاق الصارمة والتطعيم الكثيف.
فالبلد الذي فرض الإغلاق للمرة الثالثة في أوائل يناير(كانون الثاني) الماضي، يسجل حالياً أقل من 3 آلاف إصابة وأقل من 50 وفاة في اليوم. في حين يعالج أقل من 3 آلاف مريض مصابين بكوفيد-19 في المستشفيات مقابل ما يقرب من 40 ألفاً في يناير.
كما تجري حملة التطعيم على قدم وساق إذ تلقى ما يقرب من 60 في المئة من السكان جرعة أولى، وهذا يشمل غالبية الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
ومن المتوقع أيضاً تخفيف القيود الصحية هذا الأسبوع في إيطاليا وأيرلندا وسلوفينيا واليونان. ففي اليونان أعيد فتح المدارس الثانوية الاثنين بعد أكثر من خمسة أشهر من الإغلاق. وأظهر إحصاء لـ "رويترز" أن أكثر من 135.75 مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة من الفيروس إلى ثلاثة ملايين و71622.
187 مليون جرعة لقاح
أميركياً، أفادت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بأن السلطات الصحية وزعت 237 مليوناً و796105 جرعات لقاحات مضادة لفيروس كورونا في أنحاء البلاد أعطت منها أكثر من 187 مليون جرعة، وأوضحت أن الجرعات الموزعة من لقاحات "فايزر - بيونتيك"، و"مودرنا"، و"جونسون أند جونسون".
"ريمدسيفير"
وحظرت الهند تصدير عقار "ريمدسيفير" في ظل ارتفاع الإصابات بوباء كورونا على أراضيها إلى مستوى يومي جديد، وفي وقت يتزايد الطلب على العقار المستخدم في علاج الفيروس.
ألمانيا تتجاوز عتبة ثلاثة ملايين إصابة
في ألمانيا، تجاوز عدد الإصابات حاجز الثلاثة ملايين وفقاً للأرقام التي نشرها، الاثنين، 12 أبريل (نيسان)، مركز مكافحة الأمراض التابع لمعهد روبرت كوخ الذي أوضح أن العدد الإجمالي للإصابات بات يبلغ الآن 3.011.513، مع وجود 78.452 وفاة.
1803 وفيات
البرازيل سجلت 1803 وفيات في الوقت الذي خلصت فيه دراسة ضخمة إلى أن لقاحاً صينياً محورياً في حملة التطعيم في البلاد فعال في الوقاية من السلاسة المحلية الجديدة بنسبة 50.7 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكرت وزارة الصحة أن البرازيل، التي أصبحت أكبر بؤرة لانتشار الفيروس في العالم خلال الأسابيع الأخيرة، سجلت أكثر من 37 ألف حالة إصابة جديدة، ويسجل أكبر بلد في أميركا اللاتينية حالياً، ثاني أكبر عدد وفيات بالفيروس في العالم بعد الولايات المتحدة بأكثر من 353 ألفاً.
812 إصابة و40 وفاة
إلى مصر حيث أفادت وزارة الصحة، الأحد، بأنها سجلت 812 إصابة جديدة و40 وفاة، وقال المتحدث باسم الوزارة خالد مجاهد في بيان، "إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الأحد، هو 210489 من ضمنها 159499 حالة تم شفاؤها، و12445 وفاة".
414 إصابة وتسع وفيات
وأعلنت وزارة الصحة المغربية تسجيل 414 إصابة جديدة، ليصل العدد الإجمالي للإصابات إلى 502102 حالة، كما سجلت تسع وفيات ليرتفع عدد الوفيات الإجمالي إلى 8900 حالة، وقررت الحكومة المغربية، الأسبوع الماضي، تمديد حالة الطوارئ شهراً إضافياً حتى 10 مايو، "بما يتلاءم مع الوضع الوبائي"، وكانت الحكومة قررت أيضاً الإبقاء على حظر التجول الليلي خلال شهر رمضان، في إطار مساعيها لمكافحة السلالات الجديدة من فيروس كورونا.
تعافي اقتصادات دول التطعيم المبكر
وسط هذه الأجواء، توقع صندوق النقد الدولي أن تعود اقتصادات الدول التي بدأت تلقيحاً مبكراً ضد فيروس كورونا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مستويات ما قبل الوباء، العام المقبل، وذلك بعدما رفع توقعاته للنمو في المنطقة لعام 2021.
وفي تقريره الأخير حول التوقعات الاقتصادية الإقليمية الصادر، الأحد، توقع الصندوق الدائن أن تعود مستويات الناتج المحلي الإجمالي للقاحات المبكرة إلى مستويات عام 2019 في سنة 2022، وفي المقابل، من المتوقع أن تحدث عملية التعافي في الدول البطيئة والمتأخرة في مجال التطعيم بين عامي 2022 و2023.
وقال مدير قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، "التعافي يسير على مسار متباين، إذ يلعب تقديم اللقاح دوراً مهماً في تحديد مدى فعالية وعمق التعافي"، وأضاف، "الانتعاش متعدد السرعات يدور على مستويات مختلفة بين أولئك الذين يسارعون في تقديم اللقاح ليصلوا بسرعة إلى تلقيح كامل سكانهم أو 75 في المئة منهم، وأولئك الذين سيكونون بطيئين في التطعيم أو سيتأخرون في ذلك".
حملات تطعيم واسعة
وأطلقت عديد من دول المنطقة، وخصوصاً دول الخليج العربي، حملات تطعيم واسعة النطاق، بينما لا يزال يشكل الوصول إلى إمدادات اللقاح لعديد من الدول الأخرى تحدياً كبيراً بسبب كميات اللقاح المحدودة والصراعات الداخلية وضعف الموارد المالية.
وبعد انكماش بنسبة 4.8 في المئة في 2020، فإن من المتوقع أن تحقق دول الخليج الغنية بالنفط نمواً بنسبة 2.7 في المئة هذا العام.
ولبنان، الذي يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية، هو البلد الوحيد في المنطقة الذي من المتوقع أن يتقلص نشاطه الاقتصادي هذا العام بعدما شهد انكماشاً كبيراً بنسبة 25 في المئة العام الماضي.