حذر رئيس مستشارين علميين سابق لدى الحكومة البريطانية من أنه ستَمضي "بضعة أعوام" قبل تمكن المملكة المتحدة من العودة إلى حياتها الإعتيادية بعد جائحة فيروس كورونا. وفي هذا الإطار قال السير مارك والبورت إنه على الرغم من "التطوّر الجيد للغاية" الذي تحقق في مسار القضاء على "كوفيد 19"، إلا أنه ينبغي استمرار تطبيق القيود مستقبلاً لمكافحة مظاهر تفشٍّ جديدة. وذكر ضمن حديث مع برنامج "بي بي سي بريكفيست" (على قناة "بي بي سي") "أتوقّع أنه سيكون علينا العيش مع بعض التدابير التي تقيّد التفاعلات الاجتماعية طوال هذه السنة على الأقل، وسوف نرى. آمل أن تكون السنة المقبلة أكثر اعتيادية، وخلال بضعة أعوام سنعود تماماً إلى الحياة الطبيعية".
وفي إطار التحذير من رفع القيود المفروضة راهناً بوقت مبكرٍ سابق لأوانه، قال والبورت "عمليات التطعيم ونشر اللقاح تجري بنجاح هائل... وقد شهدنا تراجع نسب الوفيات بسرعة مقبولة... هذه كلها أخبار جيدة للغاية، لكن ما علينا إلا توجيه أنظارنا عبر القناة (الإنجليزية) لنرى كيف سجلت فرنسا في الوقت الراهن أكثر من 39 ألف إصابة جديدة في اليوم". أضاف "إذن، هذا الفيروس ما زال بيننا من دون شك، وإن قمنا برفع جميع القيود، فإن هناك خطراً كبيراً جداً في حصول موجة تفشٍّ إضافية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان السير مارك والبورت شغل منصب رئيس المستشارين العلميين لدى الحكومة البريطانية من عام 2013 إلى 2017، وهو الآن الرئيس التنفيذي لهيئة "الأبحاث والابتكار البريطانية" UK Research and Innovation. وضمن حديثه مع "بي بي سي" ذكر أيضاً "ما أظهره لنا "نموذج الهيئة العلمية للتعامل مع الجائحة والإنفلونزا" Spi-M modelling هو أنه حتى مع وجود لقاح شديد الفعالية، فإن الأمر لن يكون مكتملاً، ولن يُقدم كل شخص على تلقي اللقاح. ومع حلول يونيو (حزيران) (موعد رفع القيود والإغلاق)، سيكون هناك أناس عديدون يفتقرون إلى المناعة، الأمر الذي يخلق الإطار لموجة (تفشّ) جديدة محتملة". أضاف: "لكن من المرجح أن تكون هذه الموجة مختلفة عن الموجة الأولى، لأننا نعرف أن اللقاحات جيدة للغاية في وقف حالات الوفيات (جراء كورونا) وفي إبقاء الناس من دون حاجة إلى مستشفى. لهذا من الضروري التركيز جيداً على ما تظهره لنا المعطيات والأرقام في الوقت الحالي".
وحين سئل والبورت عن مدى الوقت الذي قد تبقى فيه المباعدة الاجتماعية وكمامات الوجه جزءاً من حياة الناس، قال "لقد عشنا مع الإنفلونزا لسنوات طويلة، ونحن الآن للأسف ينبغي أن نعيش مع فيروس كورونا. لكننا نعرف أنه مع الوقت سيُغيّر (الفيروس) علاقته بنا، وذلك على ضوء اكتساب المزيد من البشر خاصية المناعة". كذلك ذكر والبورت أن القيود على السفر الدولي تبقى عاملاً أساسياً في إبقاء معدلات الإصابة منخفضة، إذ يمكن للبلاد (بريطانيا) "تجنّب استيراد بعض سلالات (كوفيد 19) التي قد تكون قادرة على مقاومة اللقاح". كما أضاف "لن يكون بوسعنا تجنّب هذه السلالات على نحو تام، ونحن نعرف تماماً أن السلالة المتحورة الجنوب أفريقية باتت هنا وبأعداد قليلة جداً. لكن، مع ذلك، علينا إعطاء اللقاحات أطول وقت ممكن كي تتكيف وتتمكن من التعامل مع تحويرات الفيروس المستقبلية حين تظهر. وهذه التحويرات الجديدة سوف تستمر بالظهور في كل انحاء العالم".
© The Independent