Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بلينكن ينتقد السلوك التركي شرق المتوسط ويرحب بالتطورات الإيجابية

وزير الخارجية الأميركي تحدث خلال جلسة استماع في الكونغرس عن قضايا المنطقة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين خلال جلسة الاستماع في الكونغرس (أ ب)

أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، عن قلق واشنطن بشأن انتهاك القانون الدولي في شرق المتوسط بما في ذلك السلوك التركي تجاه اليونان. 

وتحدث خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب بالكونغرس الأميركي، (11-3-2021) حول عدد من قضايا المنطقة بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني، متوقعاً المزيد من الحزم تجاه طهران. 

انتهاك القانون الدولي

في المقابل، قال بلينكن: "لقد نظرنا بقلق حقيقي خلال العام الماضي وبالطبع في الآونة الأخيرة، في بعض الإجراءات التي اتخذت في شرق البحر المتوسط، بخاصة من قبل تركيا، من حيث الادعاءات المختلفة، ومن المهم جداً أن تقف الولايات المتحدة وتشارك في تعزيز الاستقرار والسيادة والسلامة الإقليمية لجميع الأطراف في شرق البحر المتوسط، وتصرّ على أن أي نزاع ينشأ سيتم حله سلمياً ودبلوماسياً وليس عسكرياً وليس من خلال أعمال استفزازية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ترفض تلك التصرفات "بما في ذلك من جانب تركيا، التي تنتهك القانون الدولي أو الالتزامات كعضو في حلف شمال الأطلسي ("ناتو") والتي تشمل أعمالاً استفزازية ضد اليونان مثل انتهاكات المجال الجوي".

غير أن وزير الخارجية الأميركي رحّب بالجهود الأخيرة لتهدئة التوترات في شرق المتوسط، معرباً عن تفاؤله بشأن ما وصفه بـ"التطورات الإيجابية في الأسابيع الأخيرة بالنسبة إلى تلك القضايا في ظل مشاركة تركيا مع الاتحاد الأوروبي، وغيره لمحاولة المضي قدماً بطريقة مثمرة على نحو أكبر". 

جولة محادثات جديدة

من جهة ثانية، تستعد أنقرة وأثينا لجولة جديدة من المحادثات الاستكشافية التي تعقد في 16 مارس (آذار) الجاري في العاصمة اليونانية، في إطار المساعي لتسوية النزاع القائم بينهما حول استكشاف موارد الطاقة في شرق المتوسط، وفق ما أعلنته وزارتَي الخارجية في البلدين.  

واستضافت إسطنبول الجولة الماضية من المحادثات التي عقدت في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد توقّف دام خمس سنوات وإثر توترات استمرت أشهراً بين البلدين الجارين والعضوين في حلف شمال الأطلسي، علماً أنه سبق أن أجريا 60 جولة محادثات بين عامي 2002 و2016 لم تفضِ إلى تسوية للنزاع الدائر بينهما حول السيادة على المياه والجزر والذي بلغ أشدّه عام 1996.

وفي ختام الجولة الماضية، لم يُعلن تحقيق أي تقدّم وسط عدم توصّل البلدين إلى اتفاق بشأن قائمة مواضيع البحث. وتريد اليونان حصر البحث بترسيم حدود الجرف القاري لجزرها في بحر إيجه، فيما تسعى أنقرة إلى توسيع نطاق المحادثات لتشمل المناطق الاقتصادية الخالصة والمجال الجوي للبلدين.

وتصاعدت الأزمة بين أثينا وأنقرة بعدما نشرت الأولى في أغسطس (آب) العام الماضي، سفينة "عروج ريس" للمسح الجيولوجي والتنقيب في مناطق متنازع عليها، لا سيما قرب جزيرة كاستلوريزو اليونانية الواقعة قرب الساحل التركي، إضافة إلى التنقيب عن الطاقة في مناطق واقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، ما أدى إلى تنديد من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرض عقوبات أورويية ضد أنقرة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.  

قضية احتلال قبرص

تناول بلينكن قضية قبرص التي تحتل تركيا الجزء الشمالي منها، مشيراً في رده على سؤال بشأن المحادثات التي سترعاها الأمم المتحدة في أبريل (نيسان) المقبل، إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن، انخرط كثيراً طوال حياته المهنية في هـذه القضية و"يأخذها على محمل الجدّ بشكل كبير".

وأضاف "نحن نؤيد بقوة التسوية الشاملة التي توحّد قبرص في اتحاد فيدرالي يتكوّن من منطقتين وطائفتين. سننخرط في الجهود المبذولة لدفع هذا الاحتمال، بما في ذلك دعم الدور الحاسم للولايات المتحدة وكذلك المشاركة الأميركية المباشرة في هذا الجهد. لذلك أعتقد أنك سترى الدبلوماسية الأميركية ملتزمة بشكل كامل". 

وترتبط نيقوسيا بعلاقات متوترة مع أنقرة التي تحتل الجزء الشمالي من الجزيرة، هذا التوتر يشمل مزاعم تركية بحقها في التنقيب عن الغاز في المياه الخاصة بقبرص الجنوبية، واستمرار الحصار التركي لمدينة فاروشا التي تعدّ جزءًا من منطقة فاماغوستا في الشرق والتي هجرها سكانها بعد الاحتلال التركي عام 1974.

وتشكّل قبرص عنصراً حاسماً في عمليات "ناتو" في منطقة المتوسط، على الرغم من أنها ليست عضواً في الحلف، وتعتبرها الولايات المتحدة مهمة للبقاء على السيطرة على مياه البحر المتوسط وتأمين وجود الأسطول السادس للبحرية الأميركية، كما تشكّل أهمية خاصة لفرنسا التي تربطها علاقات قوية بسوريا ولبنان، وتستضيف الجزيرة في الجزء الجنوبي قاعدتين جويتين للمملكة المتحدة.

في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، أنهى الكونغرس الأميركي حظراً فرضته الولايات المتحدة على جزيرة قبرص عام 1987 في محاولة لتجنّب سباق تسلح بعدما احتلّت تركيا الجزء الشمالي منها عام 1974 بحجة الدفاع عن القبارصة الأتراك في الشمال وهم أقلية، إذ يشكّل القبارصة اليونانيون غالبية سكان الجزيرة.

حزم تجاه إيران

وعلى صعيد الملف النووي الإيراني، أبلغ وزير الخارجية الأميركي الكونغرس أنه يتوقع الحزم في التعامل مع طهران، مؤكداً أن واشنطن لن ترفع أياً من العقوبات التي تفرضها على طهران قبل أن تعود الأخيرة إلى احترام كامل الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي، معتبراً أن الكرة في هذا الملف هي الآن في ملعب الإيرانيين.

وأكد بلينكن أن ما تردد عن أن واشنطن أعطت ضوءاً أخضر لدول معينة، مثل كوريا الجنوبية أو العراق، للإفراج عن مليارات الدولارات من أموال النفط الإيراني المجمدة لديها بموجب العقوبات الأميركية، ليس سوى معلومات "خاطئة"، موضحاً أن أي ضوء أخضر بهذا الشأن، لن يصدر إلا بعد أن تعود طهران إلى الاتفاق النووي.

المزيد من متابعات