Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اشتباكات بين معارضي الانقلاب ومؤيديه في ميانمار

"فيسبوك" يغلق حسابات الجيش ولندن تفرض عقوبات على قائده وخطط لمزيد من الاحتجاجات وجهود دبلوماسية لإيجاد مخرج للأزمة

اشتبك مؤيدو جيش ميانمار ومعارضوه في شوارع رانغون، اليوم الخميس، 25 فبراير (شباط)، بينما منعت السلطات الطلاب من مغادرة الحرم الجامعي للخروج في مسيرة، وذلك غداة محاولة دبلوماسية لحل الأزمة تقودها إندونيسيا.

وتشهد البلاد اضطرابات منذ أن استولى الجيش على السلطة في الأول من فبراير، واعتقل زعيمة الحكومة المدنية أونغ سان سو تشي وكثيراً من قيادات حزبها، بعدما شكا من حدوث تزوير في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني).

تهديد الإعلام

وتُنظم احتجاجات يومية وإضرابات منذ نحو ثلاثة أسابيع، وتعهّد الطلاب بالخروج مجدداً في رانغون، مركز ميانمار التجاري، اليوم الخميس. لكن قبل احتشاد عدد كبير من معارضي الانقلاب، خرج نحو ألف من أنصار الجيش من أجل مسيرة في وسط المدينة.

وقال عاملون في مجال الإعلام وشهود، لوكالة "رويترز"، إن بعضهم هدّد مصوري المؤسسات الإخبارية، وإن مناوشات اندلعت ثم تطوّرت سريعاً إلى أعمال عنف خطيرة في مناطق عدة بالمدينة.

وتواجه ناشطون موالون للمجلس العسكري كانوا يحملون خراطيم ومقاليع، وسكان من رانغون في تصعيد مفاجئ للتوتر.

وتظاهر في وسط أكبر مدينة في ميانمار مئات الناشطين الموالين للجيش حاملين لافتات كُتب عليها "ندعم قواتنا الدفاعية"، وأعطتهم السلطات إذن الوصول إلى معبد "سولي" الرمزي، الواقع على تقاطع رئيس تم إغلاقه في الأيام الأخيرة لمنع المتظاهرين المناهضين للانقلاب من التجمع فيه.

صدامات

وبدأ السكان القرع على الأواني، في خطوة أصبحت رمزاً للمقاومة المناهضة للعسكريين، احتجاجاً على التظاهرة المؤيدة للجيش.

واندلعت صدامات ظهراً في محيط محطة القطارات المركزية في رانغون، واستهدف ناشطون موالون للجيش، وبعضهم كان يحمل خراطيم وسكاكين ويستخدم المقاليع لرشق الحجارة، السكان الذين كانوا يصرخون.

وقال شهود إن أشخاص عدة تعرّضوا لهجوم من مجموعات تسلّح بعض أفرادها، وأظهرت لقطات مصوّرة طعن ما لا يقل عن شخصين.

وقالت الناشطة ثين زار شون لي يي، لـ"رويترز"، "أحداث اليوم تظهر من هم الإرهابيون. إنهم خائفون من تحرّك الشعب من أجل الديمقراطية". وأضافت، "سنواصل احتجاجاتنا السلمية على الدكتاتورية".

"علينا نحن الطلاب أن نُسقط الديكتاتورية"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهرت مشاهد التقطتها كاميرات مراقبة في المكان وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، رجلاً يحمل سكيناً يطارد سكاناً في وسط المدينة.

وداخل حرم جامعة رانغون، تظاهر طلاب بشكل سلمي حاملين الأعلام الحمراء وهو لون رمزي لـ "الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية"، حزب الزعيمة البرومية أونغ سان سو تشي.

وقال كاونغ سات واي (25 عاماً) خارج حرم الجامعة الرئيس في رانغون، "يتعين علينا نحن الطلاب أن نُسقط الديكتاتورية"، وأضاف، "حياتنا أصبحت بلا أمل منذ الانقلاب وأحلامنا تبخرت".

وسيزيد العنف من القلق حيال بلد أصيب بالشلل إلى حد بعيد بسبب الاحتجاجات وحملة عصيان مدني مناهضة للجيش.

"فيسبوك" وحسابات الجيش

وفي تطور لافت، أعلن موقع "فيسبوك" في بيان أنه أغلق كل الحسابات المتبقية المرتبطة بجيش ميانمار بسبب استخدام المجموعة العسكرية "عنفاً قاتلاً" ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.

وهذا القرار الذي يطبق فوراً، يشمل حسابات الجيش والكيانات التي تسيطر عليها القوات المسلحة على "فيسبوك" و"إنستغرام".

وأفاد "فيسبوك" في بيانه بأن "الأحداث منذ انقلاب الأول من فبراير بما في ذلك أعمال العنف الدامية، سرّعت ضرورة فرض هذا الحظر"، وأضاف، "نعتقد أن مخاطر السماح للجيش (باستخدام) فيسبوك وإنستغرام كبيرة جداً".

واستخدم جيش ميانمار "فيسبوك" على نطاق واسع لنشر اتهاماته بتزوير الأصوات في الانتخابات التي فاز بها حزب الزعيمة السياسية أونغ سان سو تشي.

ويقول قائد الجيش، الجنرال مين أونغ هلاينغ، إن السلطات تستخدم الحد الأدنى من القوة. ومع ذلك قُتل ثلاثة محتجين وشرطي خلال العنف.

وقالت منظمة معنية بحقوق الإنسان، إن السلطات اعتقلت حتى الأربعاء 728 فرداً، ووُجّهت إليهم اتهامات أو أدينوا بتهم مرتبطة بالاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.

جهود دبلوماسية

وكانت قضية الانتخابات محور جهود دبلوماسية لإيجاد مخرج للأزمة، وتقود إندونيسيا هذه الجهود في إطار رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، وقالت وزيرة خارجيتها ريتنو مرسودي، الأربعاء، إنها عقدت محادثات مكثفة مع جيش ميانمار وممثلين عن الحكومة المقالة.

ووعد الجيش بإجراء انتخابات جديدة في البلاد بعد مراجعة قوائم الناخبين. ولم يحدد موعداً لتنظيم الاقتراع، لكنه فرض حال طوارئ لمدة عام عندما استولى على السلطة.

وقال الناشط المخضرم مين كو ناينغ، إنه يتعيّن إيقاف مساعي الجيش الرامية لإعادة الانتخابات، مثل تشكيل مفوضية انتخابات جديدة، وإن أي أحزاب تشارك فيها ستكون "متواطئة".

وأثار تدخّل إندونيسيا ارتياب معارضي الانقلاب، الذين يخشون أن يضفي الشرعية على المجلس العسكري وسعيه لإلغاء انتخابات نوفمبر وإعادة تنظيمها. ولم تأتِ ريتنو على ذكر الانتخابات في تصريحاتها للصحافيين بعد المحادثات، لكنها شدّدت على "عملية انتقال ديمقراطي شاملة".

لندن تفرض عقوبات على قائد الجيش

وعلى الصعيد الدولي، أعلنت بريطانيا، الخميس، فرض عقوبات على ستة مسؤولين من المجموعة العسكرية في ميانمار، بينهم قائد الجيش مين أونغ هلاينغ، لدورهم في الانقلاب العسكري.

ويُضاف العسكريون الستة الذين باتوا ممنوعين من دخول الأراضي البريطانية وإبرام أعمال تجارية مع شركات بريطانية، إلى 19 مسؤولاً آخر سبق أن فرضت الحكومة البريطانية عليهم عقوبات بسبب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، في بيان، إن هذه التدابير "تبعث رسالة واضحة للنظام العسكري الميانماري: سيُحمّل المسؤولون عن انتهاكات حقوق الإنسان المسؤولية وينبغي على السلطات أن تُعيد الحكم إلى الشعب".

وسبق أن فرضت لندن الأسبوع الماضي، عقوبات على ثلاثة جنرالات، من بينهم وزير الدفاع ميا تون أو، ووزير الداخلية سو هتوت.

المزيد من دوليات