Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا أهدرت كمية ضئيلة من لقاحات كورونا

بين 8 ديسمبر و8 يناير الماضيين أعطى 40 مركز تلقيح 156 ألفاً و262 جرعة من لقاح "فايزر-بيونتيك" في حين ذهبت سدى ألف و55 جرعة فقط

امرأة تتلقى جرعة من اللقاح المضاد لكورونا في "مستشفى كورنوال الملكي" في 9 ديسمبر 2020 (غيتي)

في المملكة المتحدة، وجد تحليل صدرت نتائجه أخيراً أن 0.67 في المئة فقط من جرعات لقاح "كورونا" ضاعت هدراً خلال الشهر الأول من التلقيح في إنجلترا، مسلطاً الضوء على النجاح المستمر الذي تحققه حملات التطعيم المضادة لكوفيد-19 على نطاق البلاد.

وبين 8 ديسمبر (كانون الأول) و8 يناير (كانون الثاني) الماضيين، أعطيت 156 ألفاً و262 جرعة من لقاح "فايزر"، وشريكتها الألمانية "بيونتيك" Pfizer/BioNTech عبر 40 مركز تطعيم تابعة لمستشفيات في المملكة المتحدة، وذلك وفق بيانات قدمتها "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" البريطانية ("أن أتش أس" NHS) بموجب حق الحصول على معلومات (FoI).

أهدرت تلك المؤسسات التابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، أو تخلصت مما مجموعه ألف و55 جرعة، أي ما يعادل جرعة واحدة من كل 150 جرعة، أو 0.67 في المئة من الجرعات التحصينية.

أما أسباب عدم الاستفادة من تلك الجرعات فشملت ما يلي: سقوط قوارير أو تعرضها للتلوث، وخطأ بشري في عملية تحضير اللقاح، ومخزون منتهي الصلاحية، جرعات أخفق الموظفون في سحب كل المحلول منها، فضلاً عن أدوات حقن معطوبة.

تشير تلك الأرقام المتدنية من هدر الجرعات إلى طبيعة برنامج التطعيم المعتمد في المملكة المتحدة الذي يتسم بالكفاءة والتنظيم والتبسيط، وقد قدم 12.2 مليون جرعة أولى (يفترض تلقي جرعتين من اللقاح) حتى الآن.

تولى ما يربو على 50 مركزاً تابعاً للمستشفيات في مختلف أنحاء بريطانيا المراحل الأولى من طرح اللقاحات على الصعيد الوطني، وذلك نظراً إلى التحديات اللوجستية المحيطة بلقاح "فايزر"، علماً بأنه النسخة الأولى من اللقاحات المضادة التي نالت ترخيصاً بالاستخدام من "الهيئة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" في المملكة المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتسلم المراكز إمداداتها من اللقاحات على شكل دفعات تضم الواحدة منها 975 جرعة، وينبغي الإبقاء عليها محفوظة في برودة 70 درجة مئوية تحت الصفر عند نقلها من مكان إلى آخر، واستخدامها في غضون خمسة أيام من تذويبها، وهي ضرورات يعجز الأطباء العامون [في مراكز اللقاح] عن تلبيتها.

لذا عوضاً عن ذلك، كانت العيادات المحلية مسؤولة بالدرجة الأولى عن إعطاء جرعات لقاح (صنع بشكل مشترك بين) شركة "أسترازينيكا" AstraZeneca))، وجامعة "أكسفورد" (Oxford).

في الواقع، للمرة الأولى تحصل "اندبندنت" على بيانات مفصلة حول الجرعات المهدورة من اللقاحات المضادة، بعد أن أرسلت طلبات في هذا الشأن بموجب حق الحصول على معلومات إلى أكثر من 70 مستشفى تابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية" الوطنية في إنجلترا.

في النتيجة، أرسلت 39 مؤسسة صحية ردودها في حين قدمت 29 مؤسسة أخرى معلومات في شأن التطعيمات التي اضطلعت بها. والشهر الماضي، رفض مات هانكوك، وزير الصحة البريطاني، الإفصاح عما إذا كانت حكومة بلاده تعتزم نشر أرقام تبين معدلات اللقاحات المهدورة في المملكة المتحدة.

وفق البيانات التي راجعتها "اندبندنت"، تبين أن أدنى معدلات الهدر سجلتها "نورث تيس أند هارتلبول أن أتش أس فاونديشن ترست"North Tees and Hartlepool NHS Foundation Trust، و"ميدستون أند تونبريدج ويلز أن أتش أس ترست" Maidstone and Tunbridge Wells NHS Trust، و"مستشفيات ليفربول الجامعية أن أن أتش ترست" Liverpool University Hospitals NHS Foundation Trust، بالإضافة إلى "مستشفى كينغستون أن أتش أس فاونديشن ترست" Kingston Hospital NHS Foundation trust، وكلها تابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية".

وأفادت المستشفيات الأربعة المذكورة آنفاً بأن موظفيها في المراكز الخاصة بها لم يهدروا أو يرموا جرعة واحدة خلال الشهر الأول من بدء توزيع اللقاحات.

في المقابل، سجلت مؤسسة "كلدردل أند هادرسفيلد أن أتش أس فاونديشن ترست" Calderdale and Huddersfield NHS Foundation Trust واحداً من أعلى معدلات الهدر المذكورة في البيانات. أعطت المؤسسة متلقي اللقاحات أربعة آلاف و97 جرعة خلال الشهر الأول من التطعيم حتى تاريخ 7 يناير، بينما ضاعت سدى 135 جرعة أخرى، أي ما يعادل جرعة واحدة من كل 31 جرعة، أو 3.2 في المئة من الجرعات.

وفي تفسيرها أسباب إهدار تلك الكمية من الجرعات، قالت المؤسسة إنه "جرى التخلص من جرعات عدة نتيجة خطأ بشري في تخفيف الجرعة بالمحلول المخصص، أو انتهاء صلاحية الجرعات، أو لأن الأخيرة لم تكن مناسبة للاستخدام لأنها بدت متعكرة بعد تحضيرها.

وسجلت "والسال هيلث كير أن أتش أس ترست" Walsall Healthcare NHS Trust معدلاً مماثلاً من الهدر، إذ أعطت 12 ألفاً و825 جرعة للناس، في حين استبعدت 390 جرعة من دون الاستفادة منها.

وقال المستشفى إن "عدداً كبيراً" من القوارير احتوى على جسيمات سوداء، وأن أخطاء في عملية تحضير اللقاح أفضت إلى التخلص من بعض الجرعات.

"مستشفيات ليستر الجامعية" التابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، ذكرت أن 37 جرعة قد ذهبت سدى بعد "وقوع القوارير من دون قصد، وبذلك تكون غير صالحة للاستعمال". وقد بلغ عدد الجرعات التي نفذتها المؤسسة الصحية ستة آلاف و606 جرعات في الشهر الأول من بدء حملة التلقيح الوطنية.

"مستشفى سالفورد الملكي" التابع لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية"  Salford Royal NHS Foundation Trust، الذي أعطى أربعة آلاف و160 جرعة فيما أهدر 95 جرعة أخرى، ذكر أنه أبلغ مسؤولين كباراً في "أن أتش أس" بما وصفه "مشكلة متكررة" ناجمة عن عيوب تشوب إبر الحقن فيكون "من العسير إعداد جرعة كاملة أو إعطاء الجرعات".

"الكمية النهائية غير الصحيحة المسحوبة بالحقنة"، كانت مشكلة أخرى أشار إليها المستشفى "نظراً إلى طبيعة المنتج، ما إن تسحب الجرعة بالإبرة لا يعود في وسعك تصحيح الكمية (إن لم تكن صحيحة)، لذا يجب رمي الجرعة في المهملات (يحدث ذلك غالباً أثناء تدريب الموظفين الجدد)."

وقال أحد الأشخاص من داخل "مستشفى كونكويست"، في هاستينغز، إن " محاولة ضمان إعطاء جميع الجرعات الـ975 من لقاح "فايزر" في الإطار الزمني المحدد كانت أكثر صعوبة مما تعتقد"، وذلك نظراً إلى تحديات يطرحها الإلغاء في الدقائق الأخيرة لمواعيد أخذ اللقاح (من جانب المتلقين في وقت يكون العاملون قد حضروا اللقاح فعلاً)، أو النقص في أعداد الموظفين .

"في تلك الحالات عندما ينقضي النهار وقد تبقت جرعات من دون استخدام، تبذل محاولات عدة في وقت متأخر من المساء في سبيل إعطائها لموظفين في هيئة الخدمات الصحية أو مرضى في مستشفياتها. وأضاف "عندما نعجز عن الاستفادة من جميع الجرعات في الوقت المسموح به، علينا أن نتخلص من كل ما فسد منها"، حسبما أفاد المصدر نفسه.

منيرة ويلسون، عضو البرلمان البريطاني عن تويكنهام والناطقة باسم "الديمقراطيين الأحرار" لشؤون الصحة والرعاية الاجتماعية، قالت من جهتها إن ذلك (عدم الهدر) كان بمثابة "برهان لكل شخص" منخرط في الحملة الوطنية البريطانية للتلقيح ضد كورونا على أن عدداً قليلاً جداً من الجرعات فحسب قد ذهب سدى.

وجاء في تصريح أدلت به إلى "اندبندنت": "لقد بذل موظفو "أن أتش أس" ومتطوعون في صفوفها جهوداً دؤوبة من أجل تلقيح أكبر عدد ممكن من الأشخاص بكفاءة وأمان قدر المستطاع. وأعلم من خلال زيارتي إلى مراكز التطعيم، كم يكد العاملون في حملة التطعيم في سبيل التأكد من استخدام اللقاح حتى آخر قطرة."

وأضافت: "ببساطة، لم نكن لننجح في تطعيم هذا العدد الكبير من الناس لولا العمل الجاد الذي يضطلع به موظفو "أن أتش أس" وآلاف المتطوعين الذين هبوا لمد يد العون... "الديمقراطيون الأحرار"، وأنا نشكر كل من جعل هذا ممكناً. البلد بأسره مدين لهؤلاء بكثير من العرفان".

 الدكتور كيت ييتس، وهو محاضر كبير في العلوم الرياضية في "جامعة باث" University of Bath البريطانية وعضو في المجموعة الاستشارية المستقلة المعروفة بـ"اندبندنت سيج" Independent Sage، قال إن من "الأنباء السارة حقاً" أن المعدلات الأولى الواردة في شأن توزيع اللقاحات كانت "أدنى كثيراً من الحد الأقصى المسموح به من الهدر بالنسبة إلى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، ألا وهو 5 في المئة".

"الاستراتيجيات (التي اتبعتها المراكز) بما فيها المجموعات البديلة، من بينها السماح لأشخاص على لوائح الاحتياط يرغبون بأخذ اللقاح بتلقي الجرعات المخصصة لمن تغيبوا عن موعدهم، أو حجز مواعيد لعدد أكبر مما هو متوفر، وهي خطط تمارسها شركات الطيران غالباً كي تضمن امتلاء مقاعد رحلاتها، قد تكون أبقت مستويات الهدر عند الحد الأدنى،" حسبما أخبر الدكتور ييتس "اندبندنت".

"أتاحت مراكز التلقيح الجماعية تحقيق توازن بين عرض الجرعات والطلب عليها بسهولة أكبر. إنها تفسح في المجال أمام تحسين كفاءة استعمال القوارير المتعددة الجرعات المستخدمة في إعطاء اللقاح، وقد تساعد أيضاً في خفض "الهدر في القوارير المغلقة عبر تيسير النقل الآمن للتخزين الموثوق به."

ومع ذلك، فقد حذرييتس من أن يصبح من الصعب الحفاظ على الهدر عند مستويات منخفضة مع وصول برنامج التطعيم إلى المجموعات التالية على سلم الأولويات، والبدء في إعطاء الجرعات للمرضى.

وأضاف الدكتور ييتس: "ضرورة أن تكون الجرعات التحصينية الأولى والثانية التي يتلقاها الأفراد من الشركات المصنعة نفسها قد تحول دون إعطاء الجرعات الزائدة لأفراد موضوعين على قائمة الاحتياط، وذلك بسبب عدم تطابقها مع جرعاتهم الأولى".

 "هيئة خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا "أن أتش أس إنغلاند"  NHS England قالت إنها غير قادرة على التحقق من البيانات، لذا لم تتمكن من إبداء تعليق في شأنها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة