Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أنا ناجية من أوشفيتز... ما حدث في المحرقة يجب عدم نسيانه أبدا

في ذكرى المحرقة، أطلب من القراء أن يكونوا شهودي – وأروي قصتي من أجل منع تكرار فظائع الماضي مرة أخرى

 صورة لمعتقل أوشفيتز بيركينو في بولندا (غيتي) 

اسمي فريدا واينمان وقد نجوت من المحرقة. وأبدأ بمشاركة اسمي لأن النازيين حاولوا أخذه مني. فقد وشموني بالرقم A.7181، وحاولوا أن ينتزعوا مني كل شيء يمت بصلة إلى إنسانيتي. وقتلوا والديّ وأخي وعدداً لا يُحصَى من أفراد عائلتي الآخرين. لكنني نجوت وعشت لأروي قصتي.

نحتفل هذه الأيام في ذكرى المحرقة Holocaust. في هذا اليوم نتذكر الملايين الستة من الرجال والنساء والأطفال اليهود – بمن فيهم أصدقائي وأقاربي وجيراني – الذين قُتِلوا ببساطة لأنهم كانوا يهوداً. وبالنسبة إلي هذا اليوم مهم في شكل خاص لأنه يوافق الذكرى السنوية لتحرير مخيم اعتقال أوشفيتز-بيركينو، المكان الذي تغيرت فيه حياتي إلى الأبد.

وُلِدت عام 1923 في فرنسا. كانت طفولتي طبيعية وسعيدة مع والديّ وأشقائي الثلاثة. عام 1939، مع اقتراب الحرب العالمية الثانية، أُخلِيت بالكامل بلدتي الواقعة بالقرب من الحدود (الفرنسية) الألمانية وتنقلنا قبل أن نستقر في سانت إتيان بالقرب من مدينة ليون. وأصبحت الحياة متزايدة الصعوبة، بالنسبة إلى اليهود في شكل خاص. عام 1944، تواصلت أمي مع أحد الأديرة لكي ترى ما إذا كانوا سيخبئوننا. ووافقوا، لكن الأوان فات. أُلقِي القبض علينا وأُرسِلنا إلى معسكر درانسي في شكل مؤقت.

ومن درانسي، رُحِّلت عائلتي بالكامل إلى أوشفيتز-بيركينو، حيث وصلنا في 2 يونيو (حزيران) 1944. وبمجرد وصولنا، وقف أحد الأطباء على المنحدر وقيّمنا جميعاً لتحديد من سيُرسَل مباشرة إلى غرف الغاز، ومن سيعمل لمدة أطول قليلاً قبل أن يُقتَل. وجاءتنا إحدى السجينات وبدأت تهمس بأن النساء الأكبر سناً يجب أن يأخذن الأطفال. وطلبت من أمي أن تأخذ طفلة سيدة تقف بجانبها – وهي غريبة. وفعلت. وأُرسِلتْ إلى الجانب الآخر مع أخي مارسيل. وأُرسِلتُ أنا وأم الطفل إلى جانب آخر. وقيل لنا إن أمي ستهتم بالأطفال وإن علينا ألا نقلق.

كانت كذبة. فقد أُخِذت أمي وأخي إلى غرفة الغاز (مباشرة). وكانت أمي تحمل معها طفل الامرأة الغريبة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما أنا فقد جرى رشي بمادة معقمة ووشمي وأُرسِلتُ إلى العمل. في البداية كنتُ أحفر الخنادق قبل أن أُختَار للعمل في "كانادا كوماندو" – أي وحدة العمل المسؤولة عن فرز متعلقات الوافدين الجدد. عملنا في مخزن كبير، قريب جداً من غرف الغاز. وأُرسِلتُ في ما بعد لأحفر الخنادق خارج المحارق، حيث شهدت حرق الجثث، في حين عشتُ على نظام غذائي يومي من الحساء الخفيف المصنوع من الخضروات الفاسدة وقشرة من الخبز إذا كنت ومن معي محظوظين.

في أواخر عام 1944، نُقِلتُ في قطار للماشية إلى معتقل بيرغن-بيلسن. ومن هناك أُرسِلتُ مع 750 امرأة أخرى إلى راغون، معسكر الاعتقال التابع لـ "بوخنوالد" Buchenwald، حيث عملتُ في مصنع للطائرات.

ومع تقدم الحلفاء، وُضِعتُ مرة أخرى على متن قطار للماشية وأُرسِلتُ إلى معتقل تيريزين في تشيكوسلوفاكيا حيث حُرِّرتُ في نهاية المطاف يوم 9 مايو (أيار) 1945.

بعد التحرير علمت أن والديّ وأخي الأصغر مارسيل قُتِلوا في أوشفيتز.

وفي نهاية المطاف، جرى لم شملنا أنا والشقيقين اللذين بقيا على قيد الحياة. كنت محظوظة، فلم أعد بمفردي. تزوجت عام 1950 وأسست منزلي في المملكة المتحدة. ولدي ابنتان وستة أحفاد وسبعة أبناء أحفاد. لقد نجوتُ لأشارك قصتي اليوم.

أعلم أنني لا أستطيع الاستمرار في مشاركتها إلى الأبد، لكن ما حدث في المحرقة ينبغي ألا يُنسَى أبداً. يتعين على العالم أن يدرك دوماً ما حدث لنا.

عندما أتكلم في المدارس، أطلب من الطلاب أن يخبروا أصدقاءهم وعائلاتهم ما سمعوه مني. وأقول لهم إنهم في المستقبل، إذا سمعوا أي شخص يتساءل عما حدث، يتعين عليهم أن يخبروه أنهم سمعوا فريدا واينمان، وأنها نجت من المحرقة. أطلب منهم أن يكونوا شهودي. واليوم، أسألكم الشيء نفسه. يُرجَى مشاركة قصتي. من فضلكم كونوا شهودي.

© The Independent

المزيد من آراء