Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد 75 عاما... على البريطانيين ألا ينسوا أبدا أهوال المحرقة

وقفت مع الناجين من المحرقة في الذكرى 75 لتحرير أوشفيتز - بيركيناو، أدرك أننا متحدون في معرفة أن هذه الفظائع لا يمكن أن تُنسى وهي لن تُنسى أبداً

ناجون يحيون مع أعضاء البرلمان الأوروبي ذكرى المحرقة (أ.ب.) 

في كل مدينة وفي كل ركن من العالم، تجد التماثيل والنصب التذكارية والأبنية الأثرية، فهذه معالم بارزة  أُقيمت لتذكير السكان المحليين والزوار على حد سواء بثقافة المنطقة وتاريخها وأبطالها.

لقد شُيدت تلك المعالم تكريماً للرواد الأوائل، وتذكيراً بأولئك الذين قاتلوا من أجل حريتنا وضمان تعلمنا دروس الماضي.

هناك دعوات محقة من أجل تمثيل أفضل بين نصبنا التذكارية، وهناك حاجة لضمان تكريم جميع أولئك الذين ساعدوا حقاً في صياغة شكل حياتنا والاحتفاء كذلك بنسخة أكثر شمولاً من تاريخنا. يجب أن تُقام النصب التذكارية لتعميق فهمنا لأنفسنا وتذكيرنا بالحقائق غير المريحة من تاريخنا وأيضاً تعزيز التزامنا بعدم ارتكاب الأخطاء نفسها مرة أخرى.

لهذا السبب نصبنا تمثال ميليسنت فوسيت، وهي الناشطة المدافعة عن حقوق النساء، في ساحة البرلمان. ولهذا السبب أيضاً شعرت بفخر كبير لكوني عضواً في لجنة تحكيم المركز الوطني التذكاري والتعليمي للهولوكوست في وستمنستر، وهو أيضاً ما يجعلني حريصاً على دعم تخليد جديد لتأثير العبودية على مدينتنا ومجتمعاتها.

وعلاوة على تكثيف جهودنا لزيادة التمثيل، فإنه من الضروري المحافظة على تراثنا الحالي. هناك حقاً صدمة وإدانة عالمية لما تسببه الحرب من دمار ثقافي. إن مثل هذا التخريب الطائش يحرم المجتمعات من مواقع تاريخية مهمة ويهدد بمحو عناصر مهمة من تاريخنا لا ينبغي نسيانها أبداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومثلما لن ندمر، أو نهدد بتدمير، مؤسسة ثقافية، لا يمكننا أيضاً أن نسمح بمحو المواقع ذات الأهمية التاريخية العميقة من ذاكرتنا الجماعية أو نتركها تتداعى. يجب أن نضمن الحفاظ عليها حتى تتمكن الأجيال المقبلة من التعلم منها والبقاء يقظة دائماً للتصدي للتعصب والكراهية.

لهذا السبب أشعر بالفخر أن لندن منحت 300 ألف جنيه إسترليني لمؤسسة أوشفيتز بيركيناو. لقد انضممنا إلى باريس وحكومات وطنية من جميع أنحاء العالم، في دعم عمل المؤسسة البالغ الأهمية في الحفاظ على البقايا الأصلية لموقع أوشفيتز-بيركيناو، بما في ذلك البنية التحتية لمعسكر الاعتقال والإبادة النازي السابق والأشياء الشخصية للضحايا.

قد يظن البعض أنه ينبغي ترك غرف الغاز والمحارق القديمة في الماضي، لكن هذا الموقع يلعب دوراً حيوياً في تثقيف سكان لندن والناس من جميع أنحاء العالم حول أهوال المحرقة. بوسعنا جميعاً أن نتعلم من كتب التاريخ عن هذه الفظائع التي لا يمكن تصورها، لكنني رأيت بنفسي الأثر الهائل الذي خلّفته زيارة أوشفيتز بيركيناو على تلاميذ لندن. إنهم يرون الحقيقة المرة لموقع قُتل فيه أكثر من مليون رجل وامرأة وطفل، بينهم ما يزيد على 950 ألفاً من اليهود، في الحرب العالمية الثانية.

لقد كانت المحرقة واحدة من أحلك الفصول في تاريخ البشرية وجريمة ضد الإنسانية. مع مرور السنين وتضاؤل أعداد مَن تبقوا مِن الناجين، من المهم أن نعمل بجدية أكبر لضمان تعلم الأجيال الشابة الدروس من التاريخ. وتكتسب هذه الدروس أهمية أكبر مع تزايد معاداة السامية وجرائم الكراهية من جديد.

لذا فإنه عندما أسافر إلى بولندا في نهاية هذا الأسبوع للوقوف مع الناجين من المحرقة وأفراد الأسر المالكة الأوروبية ورؤساء الحكومات في الذكرى 75 لتحرير أوشفيتز-بيركيناو يوم الاثنين، أدرك أننا متحدون، متحدون في معرفة أن هذه الفظائع لا يمكن أن تنسى ولن تُنسى أبداً.

( صديق خان هو محافظ العاصمة البريطانية لندن )

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء