Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لندن أمام "قنبلة موقوتة" بسبب نقص مخزون الأكسجين

"نحن ننقل المرضى بين المواقع حفاظاً على سلامة الناس" كما يقول الأطباء مع انتشار الخوف في لندن بسبب نقص الأكسجين

أطباء يعبرون عن مخاوف بشأن انخفاض إمدادات الأكسجين في مختلف مستشفيات لندن (غيتي)

تزداد المخاوف بسبب عدد مرضى فيروس كورونا الذين يُدخلون إلى مستشفيات لندن، مع إصدار مستشفى جديد في العاصمة تحذيراً طارئاً بسبب انحسار مخزونه من الأوكسجين.

بعد ظهر يوم الثلاثاء، حذّر مستشفى نورث ميدلسيكس الجامعي طاقمه الطبي من أن عدد مرضى فيروس كورونا الذين يعالجهم "بات يشكل عبئاً" على نظام إمداد الأكسجين، مما أطلق صفارات إنذار عدة.

حالياً، يستخدم نحو 200 مريض الأكسجين في المستشفى الذي يستهلك 2400 ليتر منه في الدقيقة الواحدة، وهو يستهلك عادة نحو ألف ليتر في الدقيقة، فيما تصل قدرته القصوى إلى 3 آلاف ليتر، وفي حال تخطّت الحاجة هذا الحدّ، قد يتعطل نظامه.

وليس هذا المستشفى سوى أحدث مكان يواجه هذه المشكلة، التي يتسبب بها حجم الطلب على الأكسجين لإمداد مرضى كورونا، وهو أكبر من قدرة أنابيب المستشفى على التحمل عملياً.

يوم الإثنين، كشف مستشفى كوين إليزابيث في ووليتش Woolwich أنه أعلن عن حال طوارئ كبيرة، واضطرّ لتحويل مرضى قسم الطوارئ إلى مستشفيات أخرى، لأن حاجة مرضى فيروس كورونا للأكسجين فاقت قدرة نظامه على الإمداد.

وقال كبار الأطباء في لندن لـ "اندبندنت"، إن المشكلة منتشرة في المدينة مع الارتفاع الكبير في أعداد المرضى، فيما يناقش مسؤولو هيئة الخدمات الصحية الوطنية الإقليميين موضوع مخزون الأكسجين عدة مرات يومياً.

تخطى عدد مرضى فيروس كورونا في لندن حد الذروة الذي بلغه في أبريل (نيسان)، مع وجود 5371 مريضاً في المستشفيات يوم الثلاثاء، مقارنةً بـ 5201 مريضاً بتاريخ 8 أبريل.

في أنحاء لندن كافة يُنقل المرضى وبعضهم في حال حرجة بين المستشفيات، في محاولة للتعامل مع حجم الطلب، فيما تلغى العمليات الجراحية ويعاد تحويل الموظفين إلى أقسام مؤقتة للعناية المشددة داخل غرف العمليات، وغيرها من الأماكن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يوم الثلاثاء، سجلت المملكة المتحدة أعداداً قياسية من إصابات فيروس كورونا بلغت أكثر من 53 ألف حالة، وباتت الموجة الأخيرة للفيروس تهدد بالتفوق على المستويات السابقة لمرضى المستشفيات، فيما سجلت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا وجود 21787 مريضاً في المستشفى يوم الثلاثاء، أي بزيادة 1360 مريضاً عن الذروة المسجلة في أبريل. 

وقال أحد كبار المصادر في الهيئة لـ "اندبندنت"، إن مشكلة الأكسجين منتشرة عبر مستشفيات المدينة.

وقالوا "إنها قنبلة موقوتة". مضيفين، "ننقل المرضى بين المواقع حفاظاً على سلامة الناس عبر استخدام فرق نقل متخصصة بالحالات الحرجة".

"يُناقش الموضوع ثلاث مرات يومياً مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا. كنا نعلم أن هذا الموضوع يمثل مشكلة منذ فترة، ولا نهاية له في الأفق مع ارتفاع أعداد الإصابات، لكن كل التدخلات تحصل على المستوى الاستراتيجي بعد فوات الأوان، إذ تتأخر عملية اتخاذ القرار في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا أسابيع عن التوقيت الذي نحتاجها فيه، ومن الصعب جداً أن نعرف من المسؤول على المستويين الإقليمي والوطني".

وفي الرسالة التي وجهتها للموظفين بعد ظهر يوم الثلاثاء، قالت المديرة الطبية في مستشفى نورث ميدلسيكس، الدكتورة إيما ويتشر، إنه يمكن الحفاظ على سلامة المرضى حتى وإن خُفّض مستوى إمدادهم بالأكسجين بعض الشيء. 

وقالت، "مرة جديدة، يضع ارتفاع عدد مرضى "كوفيد-19" عبئاً على قدرات توفير الأكسجين، وهذا أمر يستطيع كل الموظفين أن يساعدوا فيه".

وقلصت الهيئة مستوى استخدام الأكسجين في المستشفيات، فانخفض حد إمداد البالغين إلى ما بين 90 و94 في المئة، وقد يُعطى بعض المرضى 88 في المئة، علماً بأن معدّل الأكسجين الطبيعي يتخطى الـ 95 في المئة.

وطُلب من الطاقم الطبي أن يراجع استخدام المرضى للأكسجين يومياً، وأن يحرص على حفظ الأكسجين غير المستعمل.

وحذرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا المستشفيات من قضية زيادة الطلب على الأكسجين في وقت سابق من هذا العام، بعد اضطرار مستشفيات عدة تابعة لها لتحويل المرضى (إلى مستشفيات أخرى) حين توقفت أنظمتها عن العمل، وأُرغم مستشفى "واتفورد" العام على إقفال قسم الطوارئ الخاص به في أبريل.

واستثمرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية 15 مليون جنيه استرليني (حوالي 20 مليون دولار أميركي) في أعمال هدفها تحسين بعض المستشفيات من أجل المساعدة على دعم أنظمة ضخ الأكسجين، كما عُمم تنبيه على أقسام المستشفيات يتعلق بخطر اندلاع الحرائق بسبب ارتفاع مستويات الأكسجين في الجو.

وأثارت المخاوف جراء الضغط الذي تتعرض له هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وسط عدم إقرار رسمي بالموضوع، انتقادات بعض الجهات ومنها جمعية الأطباء في المملكة المتحدة، وهي منظمة (نقابية) للأطباء (العملين في بريطانيا).

وقالت رئيسة الجمعية، الدكتورة سامانثا بات راودن، "إن مرافق هيئة الخدمات الصحية الوطنية في الجنوب الشرقي تنهار، ويشعر موظفو الخطوط الأمامية بالانكسار لعودتنا حيث كنا في أبريل، مع ارتفاع أعداد الإصابات بوتيرة لا دليل على أنها ستهدأ، حيث تفيض وحدات العناية المركزة في الجنوب الشرقي بالمرضى، فيما يخبرنا الأطباء أن مستشفياتهم نفذت لديها أجهزة التنفس غير الجراحية، ومسائل أساسية مثل الأكسجين".

وقالت نائب رئيسة المنظمة، الدكتورة جيني فون، إن صمت الحكومة "مدوٍ". وأضافت، "يشعر الموظفون بالقلق من الحديث عن الموضوع خوفاً من العقاب. لم يتعلم أحد الدروس، وتتكرر أخطاء الموجة الأولى فيما يعالج موظفو الخطوط الأمامية المرضى تحت ظروف تزداد شدة وقسوة".

وأضافت، "يجب الإعلان عن المشكلات التي تحدث على الأرض وليس نفيها أو تغطيتها".

من جهتها، حثت منظمة "إن إتش إس بروفايدرز" التي تمثل مستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية، الحكومة على اتخاذ خطوات حاسمة أثناء مراجعتها للقيود الحالية.

وقالت نائب الرئيس التنفيذي للمنظمة، سافرون كوردري، "لقد غيرت النسخة الجديدة دينامية وضع كان مقلقاً جداً في الأصل. يزيد الضغط على هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بعض مناطق البلاد بوتيرة لا يمكن احتمال استمرارها، ولحسن الحظ أن المستشفيات في مناطق أخرى تقدم يد المساعدة، لكن مع انتشار الفيروس بسرعة وتفاقم ضغوط الشتاء، تضيق الخيارات أكثر فأكثر".

وأشارت أن قرار وضع ملايين الأشخاص تحت أعلى مستوى من القيود قرار صعب، لكنها أضافت أن على الحكومة التصرف بشجاعة وسرعة ووضوح من أجل كبح خطر "كوفيد-19". 

وقال متحدث باسم مستشفى نورث ميدلسيكس الجامعي، "كما كل مستشفيات البلاد، نعالج عدداً متزايداً من المصابين بـ "كوفيد-19" الذين يحتاجون للأكسجين لمساعدتهم على التنفس، إنما لدينا خطط متينة للحفاظ على مخزون الأكسجين وعلى سلامة المرضى".

وتم طلب التعليق من الفريق الإقليمي في لندن التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، لكنه لم يستجب قبل موعد النشر.

© The Independent

المزيد من صحة