Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دليلك إلى لغات جديدة في نظريات المؤامرة

تمتد من "مخطط الجائحة" إلى "فتات الخبز" ويستخدمها من يعتقدون أن العالم مملوء بالحيل والتواطؤ

تظاهرات مطالبة بلقاح كورونا في البرازيل تتحدى ميل الرئيس جايرو بولسينارو إلى تبني نظريات المؤامرة المشككة بالتطعيم (رويترز)

ليس أمراً جديداً أن يبحث البشر عن إجابات. وفي وقت يتراجع تأثير الدين في عدد من الدول، تلجأ أعداد من الناس إلى نظريات بديلة بشأن الحياة والكون، خصوصاً في أوقات الاضطراب وانعدام اليقين. ومع انتشار فيروس كورونا، انتشرت معه نظريات المؤامرة. إذ يتجمع محتجون كي يرفضوا ارتداء الكمامة واللقاحات وشبكات "الجيل الخامس" من الخليوي. وكذلك تكتظ وسائط التواصل الاجتماعي بمواد إعلامية تحمل أشرطة فيديو هستيرية عن مجموعات سرية غامضة. والأرجح أن الأسوأ يتمثّل في أنها تصل إلى أسرتك عبر مجموعات الـ"واتسآب".

في المقابل، إذا اعتزمت الخوض في نقاش مع مؤيدين لنظرية المؤامرة، فمن الأفضل أن تجيد الحديث بلغتهم. وحينما تسمع أحدهم يستخف بالـ"أشباه النعاج"، قف بفخر وأعلن أنك من تلك القطعان. وبالنتيجة، الأرجح أنه يصعب دحض الأكاذيب إن لم تكن على دراية كافية بها.

في هذا التقرير الذي نشرته "ذي إيكونوميست"، مراجعة وشروحات لمصطلحات "لغة المؤامرة" التي يستخدمها البشر:

 

"البشر النعاج"  Sheeple

يستخدم ذلك المصطلح (بصيغة الاسم) في وصف الأشخاص المرنين الذين يمكن التأثير فيهم.

"لقد وضعوا بعضاً من الصوف على عيونهم"

ثمة شيء مشترك بين المؤمنين بأنواع نظريات المؤامرة، سواء تلك المتعلقة بوصول نداء حضارة كونية أو بغيرها من الأفكار بشأن السياسة والمجتمع. ويتمثّل ذلك الشيء المشترك في أن أولئك الناس متصلبون في التمسك بأنهم على صواب دائماً. ويحتاج الأمر التزاماً كي تتراكم قناعة راسخة بأنك واحد من قلة قليلة تقدر على رؤية "الحقيقة" بجلاء، في عالم مجنون. واستطراداً، تمثّل المكافأة على ذلك في تلك السعادة المتأتية من توجيه النقد الحاد والتوبيخ إلى بقية البشر الذين لا يشاركونهم تلك المعتقدات الهاذية المفتقدة إلى البرهان.

مصطلح "البشر الحملان" [تلفظ "شيبل" Sheeple]، يأتي من دمج كلمتين في اللغة الإنجليزية هما "نعاج" Sheep و"ناس" (أو شعب) People. ويستخدم أصحاب نظرية المؤامرة ذلك المصطلح في وصف الناس جميعاً، ما عداهم بالطبع. إذ يعتبرون بقية البشر سلبيين وخاضعين ويتبعون الأسباب الراسخة في الحكمة بلا تفكير. وتذكيراً، لقد استُخدِم المصطلح للمرة الأولى في 1945، وأدرجه قاموس "ماريام- ويبستر" الأميركي المرجعي ضمن كلماته في 2017. لكن استعماله تصاعد بشكل ذروي أثناء الأيام الصعبة في انتشار جائحة كورونا أثناء مطالع أبريل (نيسان) 2020. ووفقاً لنوع نظرية المؤامرة، يشير مصطلح "البشر النعاج" إلى جمهور غُسِلتْ أدمغته كي لا يُصدّق أن "الإيدز" هو كذبة تروجها الشركات الكبرى في صناعة الواقيات الذكرية. وكذلك غُسِلَتْ الأدمغة كي لا تُصدق أن موجات شبكات الخليوي تنقل فيروس كورونا. في المقابل، يعتبر من يحتقرون "البشر النعاج" أنهم مستنيرون وشجعان، وبالطبع أنهم لا يجارون بقية الناس.

(شرح من لوك ليتش)

 

تتبّع "فتات الخبز"   

يشير "فتات الخبز" إلى الإشارات التي تتضمنها إحدى نظريات المؤامرة المعروفة باسم "كيوآ نو" QAnon، وتستخدمها بصيغة الفعل، بمعنى "تتبع فتات الخبز".

"يحتاج الناس أحياناً أن يستخدموا خبزهم"

تشير تلك الجملة إلى قصة معروفة من بين تلك التي ألفها الإخوة غريمز، عنوانها "هانزل وغريتل"، تتحدث عن طفلين يتوغلان في غابة، ويعمد هانزل إلى ترك خيط من فتات الخبز كي يستعملها الطفلان في الاسترشاد إلى طريق العودة إلى المنزل.

وبفضل نظرية "كيوآ نو"، صار لجملة "تَتَبّع فتات الخبز" استعمال آخر. وبدل من أن يدلك على طريق العودة الآمنة إلى المنزل، فإنه بات يقودك إلى مواقع أصحاب تلك النظرية في المؤامرة. 

واستطراداً، يعتقد أصحاب نظرية "كيوآ نو" أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يشن حرباً على مجموعة نخبوية ممن يستمرؤون الجنس مع الأطفال ويتّبعون عبادة الشيطان. وبرزت إلى العيان في صيف 2017، مع ظهور اعتقاد بأن مجموعة من الأشخاص يشيرون إلى أنفسهم بحرف "كيو"، شرعوا في وضع رسائل مشفّرة على بعض منصات الإنترنت.

ويُشار إلى تلك الرسائل باسم "القطرات" أو "الفتات". وتحمل معلومات عن جرائم مزعومة يرتكبها أفراد تلك المجموعة النخبوية المفترضة، أو تتحدث عن مدى التقدّم في تحقيق ينهض به ترمب عن تلك الحرب السرية التي تشنها المجموعة النخبوية الغامضة. ويستعمل مصطلح "سي بي تي أس" CBTS [من عبارة "هدوء قبل العاصفة"  Calm Before The Storm]، في الإشارة إلى التحقيق الترمبي ضد تلك المجموعة. وتالياً، يتلهف المؤمنون بنظرية المؤامرة "كيوآ نو"، على التقاط تلك القطع من "فتات الخبز" عبر الإنترنت، كي يفكوا أسرارها، فتصبح في القلب من معتقداتهم.

واستكمالاً، لم تعد نظريات المؤامرة مجرد أمور تجري على هوامش الإنترنت. إذ بات بعض من يعملون في البيت الأبيض يؤمنون بنظرية "كيوآ نو". وقد لمّح ترمب إلى أنصاره من المؤمنين بنظرية "كيوآ نو"، عبر بعض تغريداته ومؤتمراته الصحافية، وكذلك أعرب ترمب عن تأييده عدداً من المرشحين إلى الكونغرس ممن يتبنون نظرية "كيوآ نو"، على غرار مارجوري تيرنر غرين، عضوة مجلس النواب عن الحزب الجمهوري التي يُشار إليها بـ"ببغاء كيو".

الأرجح أن من يعتقدون بنظرية "كيوآ نو" يعرفون أيضاً على أي من جانبي قطعة الخبز قد وُضِعَتْ الزبدة.

(شرح من عليا صهيب)

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

البدلاء

تستخدم كلمة "البدلاء" بصيغة الاسم، للإشارة إلى وجود أفراد متطابقي الشبه مع سياسيين بارزين.

"هل يعقل أن يغدو رئيس روسيا أكثر شباباً؟"

وصل فلاديمير بوتين إلى السلطة في روسيا قبل عشرين سنة، ومن المرجح أن يستمر فيها سنوات كثيرة أخرى. إذاً، ليس مستغرباً أن يتشكك بعض الناس في وجود شيء ما أكثر مما يظهر، بشأن مظهره الذي يقاوم الزمن. وثمة من يحاجج بأن لدى الرئيس الروسي بدلاء شبيهين به، ويمثلونه في بعض المناسبات العامة. ويذهب بعض المؤمنين بتلك النظرية إلى حد القول بأن بوتين قد مات. ويظن آخرون أن أولئك البدلاء يستخدمون لأسباب أمنية، على غرار ما يحصل مع الممثل - البديل [الـ"دوبلير"] الذي يحل محل نجم ما في أداء مشاهد فيها خطورة. وتذكيراً، راجت نظريات مماثلة بشأن وجود بدلاء للرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وتكتظ مواقع الإنترنت الروسية بصور تظهر وجوهاً متجاورة لبوتين. ويصر بعضها على وجود فوارق كثيرة بين تلك الصور، ما يعني أنها لا تعود إلى الشخص نفسه. وكذلك يرفض هؤلاء إرجاع تلك الفوارق إلى عمليات تجميل أجراها بوتين الذي يتندر عليه بعض الروس بأنه "مصنوع من بوتوكس".

واستطراداً، وصل الأمر إلى حد أن بوتين نفسه أشار إلى ذلك الأمر، في وقت مبكر من السنة الحالية. وأشار إلى أن الحكومة الروسية اقترحت عليه عبثاً استعمال بدلاء في الفترة التي عانت فيها البلاد اضطرابات أمنية وتهديدات إرهابية، لكنهم لم يستخدموا أبداً.

وفي المقابل، لم يؤد النفي الرسمي لسوى زيادة رسوخ القناعة لدى من يعتقدون بالبدلاء، خصوصاً مع معرفة أن أدولف هتلر وجوزيف ستالين استخدما بدلاء عنهم لأسباب أمنية.

وبصورة عامة، تعبّر نظريات المؤامرة عما ينتشر حاضراً من قلق ومخاوف. إذ تستند الهواجس بشأن بدلاء بوتين إلى غياب الثقة بالحكومة. ولعلها تعبّر أيضاً عن خوف أشد عمقاً يتعلق بتقدم بوتين في السن، وإن مقاومته الشيخوخة ربما تعني أن روسيا لن تتخلص منه.

(شرح من ساشا راسبوبينا)

 

"أبيغآ" -Abega 

يلفظ مصطلح "آبيغآ" (= إنه "آبي") في اليابانية بكلمة "آبيغآ" -Abega. ويشير بصيغة الاسم إلى من يلوم رئيس الوزراء الياباني آبي شينزو على كل كبيرة وصغيرة.

"من المفيد وجود كبش فداء"

غداة اعتقال ممثلة يابانية معروفة في 2019 بسبب حيازتها عقاقير ممنوعة، شهد "تويتر" فورة في التغريدات التي تشير إلى تورط آبي شينزو في ذلك. أليس ممكناً أن آبي قد لجأ إلى ذلك الاعتقال كي يصرف الأنظار عن فضائح فساده؟ لقد رددت مجموعات "آبيغآ" كثيراً ذلك الزعم، وشملت صفوفهم رئيساً سابقاً للوزراء ينتمي إلى المعارضة.

تشمل نظريات "آبيغآ" مجموعة واسعة من القضايا. إذ يزعم بعضها أن آبي تآمر مع كيم جونغ أون، ديكتاتور كوريا الشمالية، في تنفيذ تجارب صاروخية. ويلقي البعض على آبي مسؤولية تحريك زلازل وإحداث فيضانات للتغطية على مخادعاته السياسية. وكذلك يجمع أصحاب نظرية "آبيغآ"، من الأكثر تطرفاً إلى الأشد اعتدالاً، على أن آبي تعمّد عدم التوسع في اختبارات "كوفيد" كي يخفض منحنى التصاعد في أرقام الإصابات بالفيروس في اليابان. وعلى الرغم من انتهاء سنوات ولايته الثمانية في سبتمبر (أيلول) 2020، إلا أن قوة نظرية "آبيغآ" لم تتخافت. ويبرز سؤال حاضراً عن انتقال مؤيدي نظرية "آبيغآ" إلى نظرية "سوغاغآ"، اشتقاقاً من اسم رئيس الوزراء الياباني سوغا يوشيهيد الذي خلف آبي في ذلك المنصب.

(شرح من ميكي كوباياشي)

 

"مخطط الجائحة" ("بلانديمك")

في صيغة الاسم، يشير مصطلح "مخطط الجائحة" ("بلانديمك" Plandemic، وهو مزيج من كلمتي "مخطط" Planned و"جائحة" Pandemic) إلى الاعتقاد بأن نخبة خططت لنشر فيروس "كوفيد- 19".

"من الصعوبة بمكان أن يبقى منظّرو المؤامرة عالقين"

قبل مايو (أيار) 2020، لم يكن ميكي ويليس سوى شخص يهوى نشر مقاطع فيديو "دافئة" عن ابنه، وقد نالت شهرة ذائعة. في المقابل، جاء آخر فيديو نشره أقل إثارة للاحترام، لكنه نال شهرة مدوية. حمل ذلك الشريط اسم "بلانديمك". ويتضمن تعرّف ويليس إلى الحقيقة الواضحة بشأن "كوفيد- 19" عبر مقابلة مع د. جودي ميكوفيتش، وهي عالِمة ثبت بطلان أفكارها لكنها تعتبر شخصية معبودة لدى حركة مناهضة اللقاح.

في ذلك الشريط "الوثائقي"، تعرِبْ ميكوفيتش عن اعتقادها بأن نخبة عالمية شريرة عملت على نشر الفيروس عالمياً بهدف الحصول على المال والسلطة (ليس من شيء أصيل في ذلك الزعم)، وفيروس "كوفيد- 19" جاء من المختبرات، بما في ذلك مختبر في مدينة "ووهان" الصينية، وارتداء الكمامة "يُنشّط" الفيروس. من الناحية النظرية، تبدو آراؤها كأنها صادرة من وحي روايات الرعب للكاتب الأميركي جون غريشام، لكن الحبكة التي تقدمها ميكوفيتش ملتوية ومعقدة بشدة. وتستمر في عرض نظرياتها بشكل رتيب في ذلك الفيديو "بلانديمك" الذي تصل مدته إلى 26 دقيقة، وقد تغفو الأعين أثناء السماع إليها، بل ربما تسقط رؤوس مشاهدين كثيرين في النعاس، قبل أن يصل الأمر إلى إقناعهم بتلك الآراء المتطرفة.

على الرغم من عمل منصات التواصل الاجتماعي على إزالة ذلك الشريط بسبب نشره آراءً خطيرة، إلا أن الفيديو جرى تداوله على نطاق واسع قبل ذلك. (لا يزال موجوداً في بعض الزوايا الخبيئة في الإنترنت). وقد حاز موقع عَرَضَهُ في وقت سابق عبر "يوتيوب"، على 7 ملايين مشاهدة وكذلك حفلت شعارات الحملات المناهضة للإغلاقات العامة في أميركا، باقتباسات منه. ويشترك شريط "بلانديمك" مع نظريات المؤامرة في إلقائه اللوم بشأن جائحة فيروس كورونا على أشياء كثيرة تمتد من شبكات "الجيل الخامس" للخليوي وصولاً إلى بيل غيتس. وقد ترافق انتشار تلك النظريات مع التشكيك بالكمامات واللقاحات. وفي كتابها الأكثر مبيعاً، عنوانه "طاعون الفساد"، تقارن ميكوفيتش نفسها مع عالم الفلك الشهيرة غاليلي غاليليو وكذلك القس مارتن لوثر كينغ، رائد حركة الحقوق المدنية في ستينيات القرن العشرين.

ولا يحول ذلك كله دون القول بأنه حتى منظّري المؤامرة قد يفقدون الاهتمام بهم. وعقب شريط "بلانديمك"، ظهر شريط مماثل يُكمِله، وحمل اسم "بلانديمك، التلقين"، لكنه غرق سريعاً في غياهب الإهمال.

(شرح من بو فرانكلين)

 

"اللوبي الأزرق"

في صيغة الاسم، يستعمل مصطلح "اللوبي الأزرق" Blue Lobby في وصف جماعة سرية مكوّنة من "المثليين والسحاقيات وأصحاب الهوية الجنسية المزدوجة والمتحوّلة وغير المحددة" (اختصاراً "أل جي بي تي كيو" LGBTQ).

"الكبرياء والفخر في روسيا"

وفق مزاعم أصحاب نظرية المؤامرة، ثمة تنظيم سري يمتلك خلايا متغلغلة في دواخل الحكومة الروسية وصناعة الترفيه فيها وكذلك الكنسية الأرثوذكسية. ما هدف ذلك التنظيم؟ إنه يسعى إلى تدمير "قيم العائلة". إذ ينتمي أعضاء التنظيم كلهم إلى "أل جي بي تي كيو"، ويعملون على وضع السلطة والنفوذ في أيديهم.

إنها نظرية مؤامرة من نوع غير مألوف. إذ تنص على أفراد تلك المجموعة السرية المتواطئة قد تمكنت من السيطرة على الحزب الشيوعي في الحقبة السوفياتية. ويشير أصحاب النظرية إلى أن تلك المجموعة باتت اليوم أشد قوّة مما مضى، على الرغم مما يُعرف عن حكم فلاديمير بوتين من كراهية عُصابية للمثليين. وفي شكل ممنهج، تفشل الحكومة في التحقيقات المتعلقة بالاعتداءات على المثليين. وكذلك سنّت الحكومة في 2013 قانوناً يحظر "الدعاية المثلية" بمعنى حظر كل ما من شأنه إظهار المثلية الجنسية بوصفها شيئاً عادياً.

واستطراداً، تُنسَبْ نظرية "اللوبي الأزرق" إلى آندريه كوراييف، وهو شمّاس من الكنيسة الأرثوذكسية ذاع صيته بعد احتجاجه على حفلات المغنية مادونا في روسيا. وحتى قبل كوراييف بوقت طويل، عُرِفَت كلمة "أزرق" بالروسية (تُنطق "غولوباو")، باعتبارها وصفاً تحقيرياً للمثليين من الرجال. وعلى غرار إهانات محملة بالكراهية للمثليين، صار لقب "أزرق" يطاول كل أفراد مجتمع الـ"أل جي بي تي كيو". في معنى ما، سوف يمر وقت طويل قبل أن يكون بوسع أفراد ذلك المجتمع إقناع روسيا كلها بأن "حياة الزُرق مهمة".

(شرح من ساشا راسبوبينا)

المزيد من تحقيقات ومطولات