Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ربع البريطانيين يؤمنون بنظريات مؤامرة تنشرها حركة يمينية أميركية

ثلث من لم يتموا عقدهم الرابع يعتقدون أن شخصيات نخبوية مؤثرة تنتمي إلى طوائف شيطانية وفق استطلاع أجرته "أمل لا كراهية"

عبرت نظريات المؤامرة من أوساط اليمين الأميركي إلى نظرائهم في بريطانيا وتشمل رفض لقاح كورونا (أ. ب)

خلص استطلاع جديد إلى أن واحداً من كل أربعة بريطانيين يؤمن بما روجت له حركة "كيو أنون" (QAnon) من نظريات المؤامرة التي تتمحور مزاعمها حول تآمر عصابة عالمية قوامها أعضاء نخبويون ممن يمارسون الاعتداء على الأطفال، ويمتلكون انتماءات شيطانية أيضاً.

إذ يفيد بحث أجرته مجموعة "أمل لا كراهية" Hope not Hate (وهي مؤسسة خيرية بحثية بريطانية) أن 26 في المئة من البريطانيين يوافقون على الادعاءات القائلة بأن بعض المشاهير والسياسيين والشخصيات الإعلامية البارزة، منخرطون سراً في عملية واسعة النطاق للاتجار بالأطفال والاعتداء عليهم.

وكذلك أعرب 17 في المئة من المشاركين في الاستطلاع عن اعتقادهم بأن كوفيد-19 قد أطلق عمداً كجزء من "خطة خفض عدد سكان" Depopulation Plan (الكوكب) دبرتها منظمة الأمم المتحدة و"النظام العالمي الجديد".

واستطراداً، أشارت مجموعة "أمل لا كراهية" إلى أن النتائج التي توصلت إليها تدل على أن "كيو أنون" التي نشأت عبر الإنترنت وحازت موقعاً بارزاً ذات مرة في أوساط اليمين الأميركي، قد "حازت موطئ قدم صغير" في المملكة المتحدة.

ويظهر أن الشباب البريطانيين تأثروا في شكل خاص بنظريات المؤامرة، إذ يؤمن ثلث البالغين ممن هم دون سن الـ35 بوجود طوائف شيطانية سرية تضم أعضاء نخب مؤثرين، علماً أن ربع الجمهور برمته يشاطرهم هذا الاعتقاد.

ووجد الاستطلاع أن 29 في المئة من الناس في المملكة المتحدة يعتقدون أن مجموعة واحدة من الأشخاص تحكم العالم سراً بصرف النظر عمن ينتخب رسمياً لقيادة الحكومات. وارتفعت هذه النسبة إلى 38 في المئة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، كما وصلت إلى 43 في المئة في أوساط الذين بلغوا من 25 إلى 34 عاماً.

وأشارت مجموعة "أمل لا كراهية" إلى أن التهديد الذي تمثله حركة "كيو أنون" للمملكة المتحدة "يبقى هامشياً"، ولا سيما أن مجرد خمس الذين استطلعت آراؤهم قد سمعوا بها، بينما ادعى ما لا يزيد على 6 في المئة من المشاركين أنهم يؤيدون الحركة. في المقابل، حذرت مجموعة "أمل لا كراهية" من أن اليمين المتطرف قد يبحث عن فرصة لاستغلال "السرديات المهمة المتداخلة" على غرار نظريات المؤامرة المعادية للسامية. ولفتت أيضاً إلى أن ثمة مجازفة خطيرة تتمثل في احتمال أن تموه مزاعم "كيو أنون" الاعتداءات الحقيقية على الأطفال، وتحول دون رؤيتها على حقيقتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ذلك الصدد، كتب الباحثان ديفيد لورنس وغريغوري دايفيز في التقرير الذي نشر، الخميس الماضي، أنه "فيما يستحيل التعرف بدقة على مدى جدية إيمان أتباع (كيو أنون) بمقولاتها، ومتى سيتصرفون وفقاً لها، فإن السرديات الانفعالية للغاية الموجودة في صميم حركة (كيو أنون) تتمتع بقدرة كامنة على دفع الأفراد إلى التسبب بالتعطيل والمضايقة أو حتى استعمال العنف".

يشار إلى أنه جرى ربط حركة "كيو أنون" في أميركا بمؤامرات تفجير، وعمليات خطف، وتخريب وحتى بجرائم القتل، وقد حذر "مكتب التحقيقات الفيدرالي" FBI من أن أعضاء الحركة قد يمثلون تهديداً إرهابياً محلياً.

ففي تطور متصل، وجد استطلاع شركة "يو غوف" YouGov الذي نشرت نتائجه هذا الأسبوع أن 50 في المئة من أنصار دونالد ترمب يؤمنون بالادعاء الأساسي لحركة "كيو أنون" ومفاده أن الرئيس الأميركي يشن حرباً سرية على شبكة تابعة للدولة العميقة، مكونة من أشخاص يعتدون جنسياً على الأطفال.

واستطراداً، لقد رفض الرئيس الأسبوع الماضي النأي بنفسه عن "كيو أنون"، مشيراً في سياق تجمع انتخابي شعبي غطته شبكة "إن بي سي" إلى أن مؤيدي حركة "كيو أنون" يعتبرون "من ألد أعداء الاعتداء الجنسي على الأطفال".

وفي تطور متصل، ذكرت مجموعة "أمل لا كراهية" أن المملكة المتحدة باتت تعتبر حالياً ثاني أكبر مركز لنشاطات "كيو أنون" عبر الإنترنت، مشيرة إلى أن اثنين من الشخصيات الأكثر تأثيراً فيها بريطانيان.

وكذلك تتبع التقرير كيفية تخلي النسخ الأوروبية من تلك الحركة عن شطر كبير من الخطاب السياسي الذي توظفه الحركة الأميركية الأصلية. إذ فضلت الحركات الأوروبية شعارات "أكثر رقة" من نوع "أنقذوا الأطفال"، بينما انهمك مؤيدوها في نشر ادعاءات كاذبة عن مؤامرات للاتجار بالأطفال إلى جانب نظريات المؤامرة عن اللقاحات، و[شبكات الخليوي من] "الجيل الخامس"، والإغلاق الناجم عن جائحة فيروس كورونا.

وفي ذلك الصدد، حذر الباحثان لورانس ودايفيز من أن "إدماج نظريات المؤامرة الخاصة (بكوفيد- 1) ضمن سرديات (كيو أنون)، تعطيها القدرة على التقليل من الثقة بخبراء الطب وسلطاته المسؤولة، ونشر مزيد من المعلومات الصحية المضللة والعلمية الكاذبة، في خضم جائحة عالمية".

وفي نفس مماثل، سلط باحثون من "جامعة كامبريدج" الضوء الأسبوع الماضي على وجود "صلة واضحة" بين تصاعد نظريات المؤامرة ورفض تلقي لقاح كوفيد – 19 في المستقبل. ونبهوا أيضاً إلى أن ذلك التوجه قد يضعف فاعلية اللقاح حينما يصبح متوفراً.

© The Independent

المزيد من تقارير