اتفاقات مغربية- إسرائيلية في شأن الطيران والنظم المالية والمياه

فيما التقى الملك المغربي محمد السادس، في الرباط، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي ومهندس عمليات التقارب العربي الإسرائيلي، وقع مسؤولون مغاربة وإسرائيليون اتفاقات في شأن ربط الطيران والنظم المالية وإعفاءات التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية وإدارة المياه.

وقد وصل كوشنر والوفد الإسرائيلي على متن طائرة لشركة العال الإسرائيلية في الرحلة المباشرة الأولى لطائرة تجارية من تل أبيب إلى الرباط.

واعتبر القصر الملكي المغربي في بيان عقب اللقاء أن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة الأميركية يمثل تطوراً كبيراً لمصلحة السلام والاستقرار في المنطقة.

وجدد الملك، بحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، موقف المغرب الثابت بشأن القضية الفلسطينية والقائم على حل الدولتين.

وأفاد البيان أن الملك محمد السادس أعرب أثناء استقباله الوفدين الأميركي والإسرائيلي عن ارتياحه للنتائج التاريخية للاتصال الذي أجراه مع الرئيس الأميركي. وسلط الضوء على "العلاقات الوثيقة" مع الجالية اليهودية في المغرب.

بيان مشترك

وصدر بيان ثلاثي مغربي أميركي إسرائيلي، جدد اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على كامل إقليم الصحراء الغربية، ودعم مقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والواقعي، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول جهة الصحراء الغربية.

وأكد أن الولايات المتحدة ستشجع التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك في إقليم الصحراء الغربية، وستقوم، لهذا الغرض، بفتح قنصلية في جهة الصحراء الغربية، في مدينة الداخلة، من أجل تعزيز الفرص الاقتصادية والاستثمارية لفائدة المنطقة".

وذكّرت الدول الثلاث بوجهات النظر المتبادلة خلال الاتصال بين الملك محمد السادس والرئيس دونالد ترمب، في شأن الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط، والذي جدد خلاله الملك موقف المملكة المغربية المتوازن والثابت بخصوص القضية الفلسطينية والموقف المعبر عنه في ما يخص أهمية المحافظة على الطابع الخاص لمدينة القدس بالنسبة للديانات السماوية الثلاث.

في الأثناء، ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه دعا الملك محمد السادس لزيارة إسرائيل.

وكشف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة للصحافيين أن إسرائيل والمغرب يعتزمان إعادة فتح مكتبي الاتصال في غضون أسبوعين وتدشين رحلات جوية تجارية مباشرة.

حدود التعاون

ويتوقع البلدان زيادة النشاط السياحي، لا سيما وسط مئات آلاف الإسرائيليين ذوي الأصول المغربية.

وقال بن شبات وهو يتحدث العربية باللهجة المغربية "لا حدود للتعاون... في الطيران والابتكار والصحة والزراعة. بصفتنا أصدقاء وشركاء سنحدث تغييراً في المنطقة".

كذلك جرى التوقيع على اتفاق ستقدم بموجبه مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية 3 مليارات دولار لدعم الاستثمارات الخاصة في المغرب وأفريقيا جنوب الصحراء بالشراكة مع الشركات المغربية.

مزايا ثنائية

ويصف مسؤولون مغاربة اتفاقهم مع إسرائيل بأنه استعادة لعلاقات متوسطة المستوى جمدتها الرباط عام 2000 تضامناً مع الفلسطينيين الذين يسعون لإقامة دولة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.

ورحبت أحزاب مغربية رئيسة باستئناف العلاقات مع إسرائيل، لكن رفضته جماعات من أقصى اليسار والجماعات الإسلامية.

ورداً على سؤال عما إذا كان البلدان سيقيمان علاقات دبلوماسية كاملة قبل ترك ترمب منصبه الشهر المقبل، قال وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين لتلفزيون (واي نت) "ما أفهمه هو أن احتمالات ذلك ليست كبيرة".

وحصل شركاء إسرائيل الجدد على مزايا ثنائية من واشنطن، وفي حالة الرباط، اعترفت الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.