Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المحتجون السودانيون يردون على قائد الانقلاب... سنكمل المشوار

المعارضة ترفض المجلس العسكري وتطالب بحكم مدني ديمقراطي

بعد مخاض عسير وتشبث بمقعد السلطة استمر 30 عاماً، توجت ثورة الشعب السوداني التي انطلقت في 19 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي باقتلاع الرئيس عمر البشير من كرسي الحكم بانحياز القوات المسلحة للجماهير التي اعتصمت ستة أيام متوالية في محيط القيادة العامة للجيش.  

وانبلج فجر يوم الخميس على أصوات "المارشات" العسكرية التي سيطرت على الإذاعات وشاشات التلفزة المحلية، وهي تدعو السودانيين لترقب بيان مهم للجيش سيذاع عليهم، وانفجر الشارع بسيول بشرية تدفقت في طرقات العاصمة المثلثة وأطلقت أبواق السيارات، وتعالت زغاريد النساء لتختلط بهتافات الثوار "حرية سلام وعدالة" و"سلمية سلمية" و"سقطت سقطت يا بشير".

استمرار الاحتجاجات

واحتج آلاف السودانيين على بيان القوات المسلحة السودانية الذي عزل الرئيس البشير وأعلن مجلس حكم عسكرياً لإدارة فترة انتقالية لمدة عامين، وردد المحتجون على البيان "ثوار، ثوار سنكمل المشوار". وتحولت مشاعر المحتجين في موقع الاعتصام، الذين كانوا يحتفلون برحيل البشير، إلى الغضب وهتف الكثيرون "تسقط تاني"، بعد أن كانوا يرددون سابقاً هتاف "تسقط بس" ضد البشير، كما هتفوا "ما بنبدل حرامي بحرامي "، في إشارة إلى رفضهم تسلم أحد رجال النظام السلطة.

واستقبل الآلاف الناطق باسم تجمع المهنيين محمد ناجي الاصم بعد الافراج عنه حيث اعتقل في ديسمبر الماضي وحمل ناشطون الاصم على اكتافهم وهم يهتفون "حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب". وتدفق عشرات الآلاف مساء الخميس الى موقع الاعتصام امام مقر قيادة الجيش وهم يحملون اعلام السودان بينما كان آخرون يغادرون الموقع الى منازلهم بعدما امضوا ليلة طويلة في الموقع.

 خراف في ساحة الاعتصام

استمرت شركات المياه الغازية والمطاعم الكبيرة في توفير المياه والوجبات الجاهزة للمعتصمين، وصنعت شابات كميات كبيرة من الشاي والقهوة للمحتجين. كما تبرع رجال أعمال ومصدرو ماشية بخراف ذُبحت أمام المعتصمين، وجرى تلطيخ بعض السيارات بدمائها في خطوة رمزية على الفرح. كما قدم الى موقع الاعتصام شعراء ومطربون مع فرقهم الموسيقية قدموا اناشيد وأغان وطنية ما رفع حماس المعتصمين.

إزالة لافتة تحمل صورة البشير

ووفر منظمو الاعتصام مسرحاً متحركاً يصعد اليه من يريد مخاطبة المحتجين، بالإضافة الى الشعراء والمطربين الشباب الذين يتغنون بالثورة وشعاراتها. وأظهر مقطع فيديو عدداً من السودانيين وهم يزيلون لافتة تحمل صورة البشير في شوارع الخرطوم، على إيقاع أغان وطنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اعتقالات قيادات اسلامية

ونفذت القوات الامنية حملة اعتقالات واسعة شملت قادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وبحسب معلومات، فان وزير الدفاع السابق الفريق عبد الرحيم محمد حسين كان اول من طاله الاعتقال، ثم تواصل مسلسل الاعتقالات بالقبض على النائب الاول السابق للرئيس علي عثمان محمد طه من منزله بسوبا، وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن اعتقال طه جرى من دون مقاومة عكس اعتقال مساعد الرئيس السابق نافع علي نافع الذي قاوم حرسه الخاص الاعتقال وجرى إطلاق النار عليهم من قبل القوة المكلفة باعتقاله من منزله.

 ثم طالت يد الاعتقال كلاً من الامين العام للحركة الاسلامية الزبير احمد الحسن وحاكم ولاية الخرطوم الفريق هاشم عثمان الحسين، بينما كان رئيس حزب المؤتمر الوطني المفوض احمد هارون هو الآخر على موعد مع الاعتقال إذ اعتقل وأرسل للإقامة الجبرية. 

لن نسلم الرئيس

وفي تطور لافت، أعلن المجلس العسكري الانتقالي الذي تسلم السلطة في السودان أنه لن يسلم الرئيس عمر البشير الى "الخارج"، ورداً على سؤال حول ما اذا كان المجلس العسكري سيسلم البشير الى المحكمة الجنائية الدولية، قال عضو المجلس الفريق ركن أول عمر زين العابدين في مؤتمر صحافي عقده الجمعة في الخرطوم "نحن كمجلس عسكري لن نسلم الرئيس في فترتنا الى الخارج".

تصاعد المعارضة للانقلاب

 وتصاعدت مواقف القوى السياسية المعارضة الرافضة لبيان القوات المسلحة الذي عزل البشير وتحفظ عليه وأعلن مجلس حكم عسكري لإدارة فترة انتقالية، وطالبت بتسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية، مهددة بمواصلة التظاهرات إلى حين تحقق مطالب الحراك الشعبي. وفي بيان رسمي، قالت قوى إعلان الحرية والتغيير التي تضم عدداً من الأحزاب المعارضة وتجمع المهنيين، إن بيان المؤسسة العسكرية يعد "انقلاباً عسكرياً تعيد به إنتاج الوجوه والمؤسسات ذاتها التي ثار شعبنا العظيم عليها، ويسعى من دمروا البلاد وقتلوا شعبها أن يسرقوا كل قطرة دم وعرق سكبها الشعب السوداني العظيم في ثورته التي زلزلت عرش الطغيان".

وتابع البيان "أننا في قوى إعلان الحرية والتغيير نرفض ما ورد في بيان انقلابيي النظام، وندعو شعبنا العظيم للمحافظة على اعتصامه الباسل أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة وفي بقية الأقاليم وللبقاء في الشوارع في كل مدن السودان". وقالت مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة في تصريح إن النظام نفذ انقلاباً عسكرياً وإن بيان وزير الدفاع "امتهان للجيش السوداني وكرامته"، وأضافت أن ما قاله الوزير يعبر عن "توازنات داخل نظام البشير"، داعية الشعب السوداني إلى مواصلة التظاهر في الميادين.

استبدال عسكري بآخر

وأعلن المتحدث الرسمي باسم تحالف "قوى الإجماع الوطني" المعارض ساطع الحاج، أن القوى بدأت اجتماعاً، أكدت في مستهلّه رفضها أي عملية استبدال للسلطة العسكرية بسلطة عسكرية أخرى. وشدد الحاج على أن مطلب الثورة السودانية واضح جداً، وهو تغيير نظام البشير بشكل كامل، مع استبدال السلطة نهائياً بحكومة مدنية، وأكد الحاج أن موقف تحالف "قوى الإجماع الوطني" يتناغم تماماً مع مواقف قوى إعلان الحرية والتغيير، التي تقف وراء تحريك الشارع، لافتاً الى أن جميع فصائل المعارضة في اجتماعات مفتوحة لتقييم الموقف.

من جانبه قال رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض عمر الدقير، وهو أيضا أحد قادة قوى إعلان الحرية والتغيير، إن بيان وزير الدفاع مرفوض جملة وتفصيلاً، ويمثل محاولة لإعادة إنتاج نظام البشير، مطالباً "بإسقاط النظام بكامل أجهزته ورموزه"، وأضاف الدقير أن قوى إعلان الحرية والتغيير تدعو إلى مواصلة الاعتصامات في مناطق البلاد كافة لحين تلبية مطالب المتظاهرين.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي