Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تهديدات إسرائيلية بتغيير قواعد اللعبة مع "حماس" تقابلها دعوات للتهدئة

تفيد بعض المعلومات أن انطلاق الصواريخ جاء نتيجة صعقة كهربائية ولم يكن مقصودا

وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس يهدد بشن عمليات نوعية تستهدف أولاً قيادة الحركة ثم سكان القطاع (أ ف ب)

رفعت إسرائيل الجبهة الجنوبية إلى أولوية ضمن أجندتها الأمنية؛ فبعد أقل من شهر على رسائل التهديد التي بعث بها وزير الأمن، بيني غانتس، لحركة "حماس"، بعدم الاكتفاء بالرد على الصواريخ التي تعرض بلدات الجنوب الإسرائيلي للخطر بقصف مواقع تابعة للحركة، صعد غانتس تهديداته بتغيير قواعد اللعبة في حال استمر إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وبينما حمل وزير الأمن "حماس" المسؤولية الكاملة وراء إطلاق الصواريخ، التي وصلت إلى الساحل الإسرائيلي، دعا الحركة إلى الالتزام بالتهدئة، مهدداً بشن عمليات نوعية تستهدف أولاً قيادة الحركة، ثم سكان القطاع.

انتشار الجيش على طول الحدود

وتزامنت تهديدات غانتس مع تحذيرات شديدة اللهجة من قبل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي لمح إلى إعداد الجيش مخططات عملياتية، مكرراً عبارته الشهيرة "لا تجربونا"، مؤكداً عدم الصمت في حال استمر إطلاق الصواريخ.

وكشفت مصادر إسرائيلية عن نقل حركة "حماس" رسائل عبر وسيط ثالث، تفيد بأن إطلاق الصواريخ لم يكن مقصوداً، مطالبة بالامتناع عن التصعيد. وعلى الرغم من توقع أجهزة الأمن الإسرائيلية أن "حماس" صادقة في تبريرها، وأن القذائف الصاروخية الأخيرة أطلقت نتيجة صعقة برق أصابت منصة صواريخ جاهزة، فإن الجيش لم يسقط من استعداداته وحساباته إمكانية صدامات تصل إلى حد تنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة.

ونشر الجيش قواته على طول الحدود معززة بالمدرعات والآليات الحربية، كما نصب عدة منظومات للقبة الحديدية، المضادة للصواريخ، في منطقة واسعة في الجنوب، معلناً رفع حالة الطوارئ والاستعداد.

وقال غانتس إن النشاط الإسرائيلي لم يقتصر على العمل العسكري، في محاولة لتحقيق الهدوء، وإنما تجري بالتوازي مفاوضات على تهدئة طويلة الأمد، ومن دون ذلك، هدد غانتس "بإطلاق المخططات العسكرية حيز التنفيذ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حالة استثنائية، كانت تل أبيب قد رفعت حالة التأهب في مطار بن غوريون في اللد، وأجرت تغييرات على مسارات حركة الطيران المدني، عقب سقوط قذيفة صاروخية على شاطئ "بلماحيم"، جنوب تل أبيب، وقد ألحقت شظايا صاروخ دفاعي أطلق من منظومة "القبة الحديدية" أضراراً خفيفة في مدينة بات – يام في المركز، وفق الجيش الإسرائيلي. كما تم توجيه الرحلات الجوية المتجهة إلى إسرائيل والخارجة منها إلى المسارات الشمالية للمطار، لإبعادها عن قطاع غزة.

وكما هو متبع لدى المؤسسة العسكرية، فإن التغييرات في مسارات حركة الطيران تتخذ في حال توقعات باندلاع قتال أو عمليات عسكرية نشطة، وهو أمر استبعدته جهات أمنية وعسكرية.

الخطوط الحمراء

اعتبرت إسرائيل أن استمرار إطلاق الصواريخ من قبل "حماس"، خصوصاً نحو المركز ومنطقة تل أبيب، تجاوز للخطوط الحمراء التي وضعتها، وبموجب ذلك ستتخذ إجراءات تصعيدية إزاء وضعية كهذه.

ورفضت بعض الجهات الإسرائيلية قبول الإعلان في غزة بأن سقوط الصواريخ الأخيرة نحو مركز إسرائيل، كان جراء احتكاك كهربائي نتيجة حالة الطقس. ودعت متخذي القرار إلى عدم الوقوع بالخطأ "والمرور مر الكرام على حقيقة أن إطلاق الصواريخ، ومن ثم صفارات الإندار قضت مضاجع مئات آلاف السكان في ظلمة الليل وهرعوا إلى الأماكن المحصنة"، وفق ما كتبت صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي دعت إلى إحداث نقلة نوعية في طريقة الرد لتوضيح منع تجاوز الخطوط الحمراء.

وأضافت الصحيفة في انتقادها متخذي القرارات، أن "الامتناع الإسرائيلي عن التصرف بهذا الشكل من شأنه أن ينقل إلى حماس رسالة مغلوطة، وبموجبها أن إسرائيل هي التي تخاف التصعيد، ولهذا فهي تبحث عن سبيل لإنهاء كل حدث بسرعة. صحيح أنه على المستوى الاستراتيجي ليس لإسرائيل أي مصلحة في التورط بالتصعيد، وهي تفضل الهدوء، ولكن ينبغي أن يكون واضحاً لـ(حماس) أنه لا يوجد طرف واحد فقط يصعد ويخفض اللهيب كما يشاء، وأنه في الطريق إلى التصعيد مسموح لإسرائيل أيضاً بأن يجن جنونها عندما يتم تجاوز خطوطها الحمراء".

ما بين بدائل الأنفاق والتهدئة

حتى في خضم المواجهات الأخيرة بين إسرائيل وقطاع غزة، كانت الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية تشمل حماية الحدود من عمليات تسلل ضمن الأنفاق، ولكن، بحسب التقارير الإسرائيلية، تخشى تل أبيب في أعقاب كشف النفق الأخير قبل استخدامه وإقامة العائق المزود بأجهزة استشعار الحركة، من مخطط لـ"حماس" بديل عن الأنفاق يشكل أكثر خطورة على أمن إسرائيل وسكانها.

فبعد كشف النفق الأخير الشهر الماضي، اعتبرت إسرائيل العائق بمثابة منظومة دفاعية مهمة تعوق عمليات تسلل، لكن ذلك لم يخفف من القلق الإسرائيلي من أن تكون التنظيمات الفلسطينية، وفي مقدمتها "حماس"، تخطط لايجاد وسائل بديلة تتجاوز نجاح القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ، أو كشف أنفاق لاستخدامها في عمليات ضد إسرائيل. ولا تستبعد تل أبيب أن تكون التنظيمات الفلسطينية قد أدخلت تطويرات على طائرات من دون طيار لتكون البديل الأقوى. وبحسب تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فقد واصلت "حماس" بناء قوتها العسكرية تمهيداً لمواجهة مستقبلية.

في موازاة ذلك، هناك في إسرائيل من يعتقد أن الحركة، بالفعل، غير معنية بتصعيد مع إسرائيل، وبأنها تسعى، في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، خصوصاً بعد جائحة كورونا، إلى تحسين أوضاعها. وفي هذا الجانب، خصوصاً بعد الرسالة التي بعثت بها "حماس" حول الخطأ في سقوط القذيفة الصاروخية الأخيرة، هناك من يرى في إسرائيل أن الحاجة الضرورية اليوم تتطلب الإصغاء إلى الأصوات الداعية إلى تكثيف الجهود لإنجاح تهدئة طويلة الأمد والإقدام على تنفيذ سلسلة مشاريع مدنية وإنسانية تساهم في الحفاظ على التهدئة.

ولدى جهات أمنية عدة في إسرائيل قناعة بأن زعيم حركة "حماس"، يحيى السنوار، معني بتحسين الوضع الصعب لسكان القطاع وتأمين المساعدة القطرية، بما يتجاوز الـ30 مليون دولار شهرياً، التي تعهدت بها قطر حتى نهاية هذا العام.

المزيد من الشرق الأوسط