محكمة مصرية تؤيد حكما بإعدام شاب قتل رجل دين مسيحيا

أيّدت محكمة النقض في مصر الحكم الصادر من "جنايات القاهرة" بإعدام متهم قتل كاهناً قبطياً طعناً بالسكين، في القضية المعروفة إعلامياً بـ"قتل كاهن المرج"، إذ رفضت المحكمة، اليوم الخميس، الطعن المقدم من دفاع المتهم أحمد سعيد. وتضمن منطوق الحكم قبول عرض النيابة العامة وإقرار حكم الجنايات بالإعدام ليصبح نهائياً.

وتعود الجريمة إلى 12 أكتوبر (تشرين الأول) 2017، عندما انهال المتهم أحمد سعيد إبراهيم السنباطي، 19 سنة، على القمص سمعان شحاتة رزق الله، 45 سنة، بطعنات مستخدماً سلاحاً أبيض (سكين) في حي المرج شمال القاهرة، وسط إصرار الجاني على تعقّب ضحيته الذي حاول الهرب من دون جدوى، ليلفظ أنفاسه الأخيرة بعد تسديد الشاب طعنات عدة إليه. وكشفت التحقيقات الجنائية عن اعتناق المتهم فكراً متطرفاً، دفعه إلى ترصّد رجل دين مسيحي وقتله.

وأكدت تحقيقات نيابة حوادث شرق القاهرة الكلّية، أن المتهم لا يعاني مرضاً نفسياً، وكان بكامل وعيه في أثناء قتل المجني عليه، مشيرة إلى أنه قبل الحادثة خطّط لقتل أي كاهن يراه أمام الكنيسة. وأقرّ السنباطي بأنه اشترى سلاحاً أبيض من أجل تنفيذ جريمته، وانتظر في الشارع بالقرب من الكنيسة، وما إن لمح المجني عليه حتى سارع إليه، وباغته بطعنات متفرقة، مؤكداً أنه لا يعرف القمص شخصياً، إلا أنه رأى رجلاً يرتدي زيّ الكهنة، فقرر قتله.‏

وأحال النائب العام المتهم إلى المحاكمة العاجلة، بعد اكتمال التحقيقات معه باعترافه وتسلّم تقرير الطب الشرعي، الذي أشار إلى إصابة المجني عليه بـ6 طعنات بسكين في الرأس والبطن والظهر، ما سبب له كسراً في الجمجمة وكسراً طولياً في الرأس ونزيفاً حادّاً.

وفي 12 فبراير (شباط) 2018، قضت محكمة جنايات القاهرة بإجماع الآراء بمعاقبة المتهم بالإعدام شنقاً، وإحالة أوراق القضية إلى مفتي الجمهورية لاستشارته،  فصدّق على الحكم، قائلاً إنه بعد مطالعة الأوراق وما جاء فيها من تحقيقات وأقوال المتهم والشهود، ولم تظهر في الأوراق شبهة تدرأ عن المتهم القصاص، فكان جزاؤه الإعدام عقاباً لقتله المجني عليه عمداً.

وبحسب صحف مصرية، فإنه أثناء محاكمة الجاني، في فبراير 2018، وجّه المتهم السباب إلى الحضور داخل قاعة المحكمة، وتوعّدهم مذكّراً إياهم بالنار، قائلاً "سادتي في العالم يتحكمون، عليكم اللعنة، أخاف أن تقتلوني اقتلوني، والله ستكونون أبطالاً. عليكم اللعنة كفار".