زعيم "العمال" البريطاني: لا بد من تمديد الحجر ما لم يحسن نظام الاختبار والتتبع

اعتبر السير كير ستارمر زعيم حزب "العمال" البريطاني المعارض، أن تمديد الإغلاق الثاني في إنجلترا هو أمر لا مفر منه ما لم يتم إصلاح نظام الاختبار والتتبع الذي أثبت فشله.

ورأى ستارمر أن الثاني من ديسمبر (كانون الأول) سيكون "تاريخاً لمراجعة التدابير المطبّقة وليس تاريخ انتهائها" إذا لم يستخدم رئيس الوزراء بوريس جونسون بكفاءة، عملية الإغلاق أربعة أسابيع لتتبع حالات الإصابة بفيروس "كوفيد - 19".

وأشار السير كير إلى أنه سيكون من الأفضل إبقاء المدارس مفتوحة حتى لو كان الثمن لذلك إطالة أمد الإغلاق الشامل، مضيفاً: "أدعو إلى إبقاء المدارس مفتوحة وفي الوقت نفسه إدارة المخاطر(التي قد تترتب على ذلك)".

وفي ما يتعلق بنظام الاختبار والتتبع، قال السير كير إن الحكومة "ماطلت في التوصل إلى نتائج فاعلة طوال أشهر طويلة" محذراً من أنه "يتعين عليها استخدام مرحلة الإغلاق لإصلاحه، وإلا فسنعود إلى هذه الدوامة شهوراً إلى الوراء". وتوقع "ألا يكون هناك خروج فعلي من الإغلاق في الثاني من ديسمبر ما لم تستغل الحكومة هذا الوقت لإصلاح نظام الاختبار والتتبع والعزل".

وقد أدت هذه التعليقات إلى التقليل من احتمالات إطالة أمد الإغلاق، بعد وقت قصير من تأكيد مايكل غوف وزير شؤون مجلس الوزراء، أنه لن تتم أي "مراجعة" إلا عند تاريخ الانتهاء المقرر له، على الرغم من إصرار رئيس الوزراء على أنه  محدد زمنياً.

في المقابل، حذر مارك وولبورت العضو في "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارىء" Sage، من أن فترة الإغلاق قد تكون أطول من الأولى، بقوله إن "هذا الاحتمال وارد".

وكان غوف قد نفى في وقت سابق، أن يكون النهج الثلاثي المستويات الذي اتّبعته الحكومة على المستوى المناطقي "خطة فاشلة"، وأعرب عن إصراره على أن وباء "كوفيد - 19" انتشر قبل بضعة أسابيع بسرعة فاقت أي توقعات.

ورداً على سؤال عن التوصية التي كانت قد قدمتها "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارىء" في الحادي والعشرين من سبتمبر بشأن تطبيق إستراتيجية "كسر دائرة الانتشار" circuit-breaker أسبوعين قال وزير شؤون مجلس الوزراء إن ذلك "لم يكن ضرورياً في تلك المرحلة".

لكن السير كير قال لبرنامج Andrew Marr Show الذي تبثه قناة BBC One: "لقد اطّلع الجميع على أرقام الإصابات ومعدلاتها وتفاقم الحالات الاستشفائية وعدد الوفيات المأسوية. لهذا السبب طالبنا قبل ثلاثة أسابيع، بتطبيق إستراتيجية "كسر دائرة الانتشار" circuit-breaker. وكانت الحكومة قد رفضتها في تلك المرحلة رفضاً قاطعاً وسخرت منها، لتذعن أخيراً للأمر وتعود اليوم إلى اعتمادها، غير أن كلفة هذا التأخير باهظة".

وأضاف زعيم حزب العمال أن "الإغلاق الآن سيكون أطول وأشد صعوبة. لقد فاتتنا فرصة منتصف الفصل الدراسي للقيام بمثل هذه الإجراءات الاحترازية، وهناك كلفة بشرية كبيرة نتيجة ذلك".

ولفت إلى أنه "في اليوم الذي أوصت "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارىء" بتطبيق "كسر دائرة الانتشار"، كان المعدل اليومي للوفيات 11 حالة. لكن بالأمس سُجلت 326 وفاة، من هنا فإن الكلفة البشرية لذلك باهضة وتطبيق الإجراءات بات أمراً ضرورياً".

وكشف السير كير أنه لم يتحدث مع الزعيم السابق للحزب جيريمي كوربن منذ قرار عزله عن حزب "العمال" الخميس، لرفضه قبول تقرير هيئة مراقبة المساواة، الذي يحمل شواهد دامغة بشأن فضيحة معاداة السامية. وكرر في المقابل إصراره على وجوب تفادي حرب أهلية داخلية (داخل حزب العمال)، وعلى أنه لم يكن يريد أن يتم تعليق عضوية كوربن، لكن الحزب لم يكن لديه خيار آخر.

وقد تفادى زعيم حزب "العمال" سؤالاً عمّا إذا كان يريد إعادة سلفه إلى صفوف الحزب، معتبراً أنه يخشى أن يُفهم ذلك بأنه دعوة إلى التدخل في الإجراءات التأديبية المعمول بها، مبرراً موقفه بأن الأعضاء دعموا هذا الإجراء حتى الآن.