هاجم مئات من أنصار الحشد الشعبي في العراق، مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في وسط بغداد، وأضرموا النار فيه، تنديداً بانتقادات القيادي في الحزب هوشيار زيباري لتحالفهم المؤلف من فصائل مسلحة موالية لإيران ومندمجة في الدولة العراقية.
واقتحم أنصار الحشد الشعبي مقر الحزب التابع للزعيم الكردي مسعود بارزاني، ودمروا محتوياته، قبل إشعال النار فيه على الرغم من الانتشار الكبير للشرطة في المكان.
ووسط أعمدة من الدخان الأسود، لوح المتظاهرون بأعلام الحشد، وبصور القائد السابق لفيلق القدس في الحرث الثوري الإيراني قاسم سليماني، والقائد السابق للحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا في غارة أميركية في بداية العام الحالي قرب مطار بغداد.
وحرق المحتجون أيضاً العلم الكردي وصور رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وهوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي الأسبق، المسؤول التنفيذي الأول في الحزب.
تنديد كردي
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وندد رئيس إقليم كردستان، نجيرفان بارزاني، بقيام "فئة خارجة عن القانون بإحراق مقر الحزب في بغداد، وإحراق علم كردستان وصور الرموز الكردية، ورفع علم الحشد الشعبي على المبنى". وقال في بيان، "ندين تلك الهجمة ونعدها عملاً تخريبياً".
رئيس الحزب ندد بدوره بالهجوم، وقال "ندين بشدة هذا الاعتداء الجبان"، مشيراً إلى أن "هذه الاعتداءات لن تقلل من مكانة الكرد والقيم العليا لشعب كردستان". وأضاف، "ننتظر من الحكومة الاتحادية اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد هذا الاعتداء".
وكان زيباري دعا قبل أسبوعين الحكومة العراقية إلى "تنظيف المنطقة الخضراء من التواجد المليشياوي الحشدي"، ووصف الحشد الشعبي بأنه "قوة خارجة عن القانون".
ويؤكد الحشد الشعبي أنه اندمج في القوات النظامية بعدما قاتل إلى جانب الدولة والتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".
"ثقافة الحرق"
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، دانت فيان صبري، رئيسة كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في مجلس النواب، الحادثة وقالت إن "ثقافة الحرق والسحل ما زالت موجودة لدى البعض"، مشيرةً إلى أنه "بالفعل كان هناك حرق سفارات وحوادث مماثلة غيرها".
وأضافت صبري، "هذه ليست تظاهرة، لأن التظاهر يجب أن يكون سلمياً وفق الدستور"، متهمةً "فصائل غير منضبطة بالوقوف وراء هذه الأعمال"، من دون ذكر تفاصيل.
واتهمت قوات مكافحة الإرهاب في كردستان الحشد بإطلاق صواريخ على مطار أربيل، حيث يتمركز جنود أميركيون، في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).
وقال الحشد الشعبي في بيان تعليقاً على الحادث "ندعم حرية الرأي والاحتجاج والتظاهر السلمي بما نص عليه الدستور، لكننا نرفض استخدام العنف والتخريب بأي شكل من الاشكال".