Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصحف درع القراء ضد الأخبار الكاذبة والتضليل

كانت الصحف تنشر قصصاً تبعث على الأمل وتعزز الإحساس بالانتماء للمجتمع بينما كان الجميع يُواجه صعوبات

الصحافة الرصينة مازالت أساسية في المجتمع رغم تعدد وسائل الاتصال ونقل المعلومات في عصر الانترنت (غيتي) 

قبل أسبوعين فقدنا أحد أكثر الصحافيين إثارة للإعجاب في المملكة المتحدة – بل وفي العالم - على الإطلاق. كان السير هارولد إيفانز نموذجاً لما كان يصبو إليه كل صحافي شاب، أي تلك الشخصية التي واجهت المؤسسة الحاكمة، وانتصرت عليها.

لقد كان يُجسّد تلك الصحافة التي يُشار إليها بعبارة "المصلحة العامة" المثيرة للجدل عادة، من خلال دوره في كشف تأثيرات عقار ثاليدوميد (تناولته العديد من الحوامل في ستينيات القرن الماضي على أساس أنه دواء مهدئ، لكنه تسبب في ولادة جيل من الأطفال المشوهين)، والأحد الدامي (مذبحة مدينة ديري في شمال أيرلندا عام 1972، حيث قُتل 14 شخصاً بعد أن أطلق الجيش البريطاني النار على تظاهرة سلمية) وفضح كيم فيلبي (جاسوس بريطاني) كعميل سوفياتي.

كانت وفاته لحظة مهمة لاستحضار التغيير الذي يمكن أن تحدثه الصحافة. ولقد أسهمت الجائحة في إبراز ذلك بصورة حادة، حيث لعبت الصحف خلالها دوراً حيوياً في توفير معلومات واضحة للقراء لحمايتهم من الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة التي تنتشر على نطاق واسع عبر الإنترنت.

كما تقاسمت الصحف مواضيع تبعث على الأمل، مثل قصص جنود الخفاء الأبطال (الطواقم الطبية والمنظمات الإنسانية)، وعززت الشعور بالانتماء للمجتمع عندما كان الجميع يواجه الصعوبات، ومع ذلك كان للوباء تأثير مدمر على الوضعية المالية للصحف التي كانت تعاني أصلاً من صعوبات مادية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فقد أدت خسارة عائدات الإعلانات بسبب كوفيد-19 إلى تسريع استفحال وضعها الذي كان متأزماً أصلاً، ومع أن حضور الصحف في الشبكات الإلكترونية لا يزال غير مكتمل، فإن بعض الجرائد تجني الأموال من الإعلانات عبر الإنترنت بينما تنجح أخرى في كسب موارد مالية من خلال فرض رسوم الاشتراك.

في غضون ذلك، تستمر الصحف المحلية في الإغلاق، وما تبقى منها يضطر في كثير من الأحيان إلى تقليص عدد الموظفين، ما يعني وجود عدد أقل من الصحافيين، يفتقرون إلى الوقت الكافي للعثور على القصص المهمة. ولا يتمنى أي صحافي أو محرر أن يكون في مثل هذا الوضع. وهذا يعني أنه على المستوى المحلي، لا يخضع السياسيون وصناع القرار المحليون الآخرون للمحاسبة المطلوبة. كما يعني ذلك انقطاع خط إمداد المواهب (المحلية) إلى الصحف الوطنية.

بطبيعة الحال، لم يبدأ إيفانز مسيرته المهنية من "صنداي تايمز". لقد ترك بصمته كمحرر للمرة الأولى في صحيفة "نورثرن إيكو" خلال الستينيات، حيث أجبرت الحملات الصحافية التي قام بها إيفانز، الحكومة إلى وضع برنامج وطني لفحص سرطان عنق الرحم، كما أدت تحقيقاته الصحافية إلى العفو ما بعد الوفاة، على شاب بريء نُفِّذَ فيه حُكم الإعدام شنقاً عن طريق الخطأ عام 1950.

لذا فإن الصحافة، أكثر من العديد من المهن الأخرى، تستفيد من زيادة تنوع الأصوات التي لا ترفض الوضع الراهن، فحسب، بل تضع تساؤلات بشأنه أيضاً، وهذا التوجه يهمُّنا اليوم أكثر من أي وقت مضى.

(جو ستيفنز وزيرة ثقافة في حكومة الظل [المعارضة] وعضوة البرلمان من حزب العمال عن مقاطعة كارديف سنترال في ويلز)

© The Independent

المزيد من آراء