Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيارة إسبانية "مفاجئة" للجزائر تخفي وراءها أسرارا  

تأتي لإنهاء ملفات ساخنة أهمها مراجعة أسعار الغاز وترسيم الحدود البحرية

رئيس الحكومة عبد العزيز جراد ونظيره الاسباني (غيتي)

حلّ رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بالجزائر في زيارة "مفاجئة" بعد 24 ساعة من مغادرة وفد عسكري أمني تقوده المديرة العامة للحرس المدني الإسباني، ماريا غاميز غاميز، وفي وقت يعيش البلدان على وقع "مشكلات" اقتصادية وأمنية وجغرافية.

مدريد تبحث عن شراكة قوية مع الجزائر؟

وبينما فتحت الزيارة أبواب التأويلات على مصراعيها، جاء الرد من رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، ليبطل كل ما من شأنه التشويش على العلاقات بين البلدين، حيث أوضح خلال كلمة ألقاها في افتتاح منتدى الأعمال الجزائري- الإسباني بحضور رئيس الحكومة عبد العزيز جراد، أن إمكانات التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية غير مستغلة بالشكل الكافي مما يستدعي تكثيف الاستثمار ومشاريع الشراكة والتبادل التجاري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أنه أمام البلدين فرصة لتعميق وتعزيز تعاونهما الاقتصادي على المديين المتوسط والبعيد، بخاصة في ظل الفرص الموجودة في مجالات الطاقة والرقمنة والصناعات الغذائية والدفاع والبيئة والتكنولوجيات والهندسة ومكاتب الدراسات، إضافة إلى المجالات الصحية والطبية والصيدلة التي أثبتت أهميتها البالغة في الظرف الحالي التي تمر به مختلف دول العالم في ظل جائحة كورونا.

وتابع سانشيز، أن الشركات الإسبانية تتميز بقدرة تنافسية عالية وسمعة دولية، قادرة على المساهمة في مسار تنويع الاقتصاد الجزائري، موضحاً أن بلاده تعوّل على إقامة تحالفات قوية تجسد مقاربة جديدة للتنمية قائمة على التعاون والتشارك، و"الجزائر بلد تراهن عليه إسبانيا في استراتيجيتها على المديين المتوسط والطويل بالنظر إلى مكانتها الهامة في المغرب العربي وأفريقيا".

وشدد على أن بلاده تتفهم الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها الجزائر، غير أن إسبانيا مستعدة للتعاون البناء والتحاور بين الطرفين.

فتح الأبواب أمام الشركات الإسبانية

من جانبه، أكد رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز جراد، أن جائحة كورونا تمثل فرصة للجزائر وإسبانيا لتطوير أشكال جديدة لتعاونهما الاقتصادي، موضحاً أن العلاقات التجارية بين البلدين عانت من آثار أزمة كوفيد 19، غير أن اقتصاديهما يتوفران على إمكانيات كافية لمواجهتها. ولفت إلى أن الجائحة جاءت لتضخم الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد منذ سنوات، وهو الأمر الذي يؤكد بشكل واضح التحديات والقيود التي ينبغي أن يواجهها الاقتصاد الجزائري، مشيراً إلى أهم أهداف الحكومة في مجالات تطوير قطاعات المحروقات والطاقات المتجددة والصناعات التحويلية والتصنيع والسياحة واقتصاد المعرفة.

وواصل جراد، أنه يمكن للمؤسسات الإسبانية بالتنسيق مع نظيرتها الجزائرية، إيجاد فرص حقيقية لشراكات واستثمار في السوق الجزائرية والتي ستجد فيها الظروف المثلى للنمو والازدهار، معرباً عن أمله في أن يتوج الاجتماع الثنائي رفيع المستوى المقبل والمنتدى الاقتصادي اللذان سيعقدان بمدريد "بنجاح باهر يرقى لطموحات الشراكة الجزائرية- الإسبانية والصداقة القائمة بين البلدين".

تصريحات "براقة"

وقبل التصريحات "البراقة" المتبادلة، كان الإعلان عن توقيع مذكرة تعاون في مجال البيئة والتنمية المستدامة، التي لا تعبر عن حقيقة ما جاء من أجله المسؤول الإسباني، ما يجعل الزيارة تخفي وراءها أسراراً، بخاصة أنه حظي باستقبال جزائري رفيع بالمطار مع حضور كل من رئيس الوزراء عبد العزيز جراد، وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، ووزير الداخلية كمال بلجود.

زيارة تخفي وراءها أسراراً

وفي السياق ذاته، يعتقد الإعلامي حسان حويشة، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أن الزيارة لها خلفيات اقتصادية وسياسية، لكن أبرزها مراجعة أسعار عقود الغاز، حيث أنه سيتم تفضيل الشراكة الطويلة على الظرفية. وقال إن الجزائر فضلت التراجع خطوة إلى الخلف والتكيف مع الوضع من خلال مراجعة أسعار عقود الغاز التي خفضت، وهذا التراجع خطوة للخلف هدفه التمكن من القفز إلى الأمام مستقبلاً، مضيفاً أن الجزائر ومدريد فضلتا المستقبل والشراكة الاستراتيجية على الظرف الحالي.

ويرى حويشة أن الزيارة لها أيضاً أبعاد سياسية تتعلق بترسيم الحدود البحرية بين البلدين، التي أثارت جدلاً كبيراً بخاصة في إقليم جزر "الباليار"، لذلك من المنتظر تنصيب لجنة تقنية لترسيم الحدود البحرية، وأخيراً قضية الهجرة غير الشرعية حيث تسعى مدريد لإرساء تعاون مع الجزائر يسمح بكبح تدفق المهاجرين السريين في ظل اعتراف البلدين بوجود نشاط لمافيا تهريب البشر، موضحاً أن وصول مديرة الحرس المدني هدفه كبح تدفق قوارب المهاجرين على سواحل إسبانيا.

وفي الاتجاه ذاته، أشارت وسائل إعلام إسبانية، إلى أن الزيارة تأتي لإنهاء ملفات ساخنة في العلاقات الجزائرية- الإسبانية، وهي مراجعة أسعار الغاز المتضمنة في العقود المبرمة بين شركة "سوناطراك" الجزائرية وشريكها الإسباني "ناتيرجي"، إضافة إلى ملف ترسيم الحدود البحرية في إطار ما يعرف بالمنطقة الاقتصادية الخالصة أو الحصرية، بعد أن أثار نواب في البرلمان الإسباني مزاعم توضح أن الحدود البحرية الجزائرية باتت تضم جزيرة "كابريرا"، قرب أرخبيل جزر البليار، وأن الجزائر قررت من جانب واحد ترسيم حدودها البحرية، وأخيراً موضوع الهجرة غير الشرعية بعد أن أصبحت الجزائر تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد المهاجرين السريين الذين يصلون إسبانيا انطلاقاً من سواحلها، بعد أن ارتفعت معدلاتهم  بنسبة 606 في المئة.

الهجرة غير الشرعية تقلق البلدين

وسبق زيارة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، حضور المديرة العامة للحرس المدني الإسباني، ماريا غاميز، على رأس وفد عسكري أمني، في إطار التعاون العسكري بين البلدين، وفق ما ذكر بيان وزارة الدفاع، الذي أوضح أن قائد الدرك العميد قواسمية نور الدين، استقبل المسؤولة الإسبانية والوفد المرافق لها، وعقد جلسة عمل تطرق فيها الطرفان إلى سبل التعاون وتبادل الخبرات بين الدرك ونظيره الإسباني، في مجال الأمن العمومي ومكافحة الجريمة المنظمة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي