في خطوة على طريق تنفيذ اتفاق الرياض، وصل محافظ عدن الجديد أحمد حامد لملس إلى المدينة لمباشرة مهماته في ظل جملة من التحديات التي تنتظر حلحلتها على يد المحافظ الآتي من شبوة.
وفور وصوله إلى مطار عدن الدولي، آتياً من العاصمة السعودية الرياض، أدلى لملس بتصريح صحافي دعا فيه إلى "وحدة الصف في عدن ونبذ الخلافات والسعي لإنقاذ المدينة".
وأكد أن من ضمن أولوياته توفير الخدمات لأبناء عدن الذين ذاقوا الويلات نتيجة نقص الخدمات إثر الحروب والصراعات التي شهدتها المدينة.
وقال "إن لدينا دعماً تنموياً من الأشقاء في البرنامج السعودي لإعادة إعمار اليمن ودعماً حكومياً للتنمية في عدن".
وحث لملس "كل الأطراف على تناسي خلافاتها والعمل بصورة مشتركة"، مؤكداً أن "المدينة تحتاج إلى جهد الجميع".
ودعا إلى التعاون لبناء عدن وعودتها إلى طبيعتها، متعهّداً أنه "لن يسمح بالعبث والمتاجرة بمعاناة الناس".
كما وعد ببذل قصارى جهده لما فيه مصلحة عدن وأبنائها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نبذ الخلافات
ولملس الذي ما زال يشغل منصب "الأمين العام للمجلس الانتقالي" شدّد على أن "المرحلة تستوجب نبذ الخلافات بين كل الأطراف والسعي لإنقاذ المدينة والعمل بروح الفريق الواحد"، من دون إيضاح ما إذا كان عازماً على العمل في منصبه الحكومي الجديد بمعزل عن العمل السياسي مع الانتقالي، أو بتماهٍ معه كما حدث خلال توليه المنصب ذاته في محافظة شبوة الذي أقيل بسببه، الأمر الذي قد يوجد ازدواجية في المهمات والتبعية في اتخاذ القرار، ما ينذر ببقاء الحال في عدن على ما هي عليه.
لهذا، اعتبر الصحافي في الرئاسة اليمنية ثابت الأحمدي، أن وصول لملس إلى عدن لا يحمل دلالة مهمة.
وقال "إنه سواء عاد بصفته محافظاً أو تابعاً للانتقالي، فسيفرض الأخير شروطه عليه بأية طريقة".
وأرجع ذلك إلى قرار الانتقالي "تعليق مشاركته في المفاوضات الجارية أخيراً، ورأى أن إعلان التعليق يحمل دلالتين: إما فرض مزيد من الضغوط على فريق الشرعية لنيل امتيازات أكبر، أو عرقلة واضحة حتى إن تنازل فريق الشرعية للانتقالي بما يريد".
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي قد أصدر قراراً نهاية الشهر الماضي بتعيين أحمد حامد لملس محافظاً لعدن، والعميد محمد أحمد الحامدي مديراً لأمن العاصمة، وفقاً لاتفاق الرياض.
وفي أواخر يوليو (تموز)، قدمت السعودية آلية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي عبر نقاط تنفيذية تتضمن استمرار وقف إطلاق النار والتصعيد بين الجانبين.
كما تضمنت الآلية إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي التخلي عن الإدارة الذاتية وتطبيق اتفاق الرياض وتعيين محافظ ومدير أمن لمحافظة عدن، وتكليف رئيس الوزراء اليمني تشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يوماً، وخروج القوات العسكرية من عدن إلى خارج المحافظة وفصل قوات الطرفين في أبين وإعادتها إلى مواقعها السابقة، وإصدار قرار تشكيل أعضاء الحكومة مناصفة بين الشمال والجنوب بمن فيهم الوزراء المرشحون من المجلس الانتقالي الجنوبي، فور إتمام ذلك، وأن يباشروا مهماتهم في عدن والاستمرار في استكمال تنفيذ اتفاق الرياض.
هذا وتنتظر المحافظ الجديد جملة من التحديات والمهمات الجسيمة والملحة منها ما يتعلق بالخدمات العامة للمواطنين وفي مقدمتها انقطاع الكهرباء والماء عن المدينة التي تعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة والرطوبة العالية، إضافةً إلى المهمات السياسية والعسكرية المرتبطة بحلحلة التوترات الأمنية بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الذي ينتمي إليه، وفق بنود اتفاق الرياض الموقع بين الطرفين في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.
الاستقرار بالحل السياسي
المحلل السياسي اليمني محمد المقبلي، قال إنه من المبكر الحكم على إنجاز استقرار في عدن لأن الحد الأدنى من أسس الاستقرار تتمثل في أن الحل السياسي هو أحد المداخل الأساسية لإرسائه في أي بلد.
وأضاف لـ"اندبندنت عربية"، ما هو حاصل أن عدن دخلت ضمن تسوية سياسية بين الشرعية وميليشيا الانتقالي وهذه التسوية مؤشراتها الأولية حسم ملف محافظ عدن وهو ما تم فعلاً بوصول لملس المدينة.
وفي توقعه لما تحمله المرحلة المقبلة لعدن، قال إن الأيام ستفصح ما إذا كانت المدينة ستشهد استقراراً أمنياً بعد الحل السياسي الذي يقوم على تطبيق ثلاث نقاط، أولها: الاستقرار الأمني ووضع حد للانفلات الذي تشهده المدينة بسبب انتشار الميليشيات في أحيائها، وثانيها، الخدمات بشكل عام والكهرباء بشكل خاص، والثالثة فتح مناخ الحريات.
وأحمد حامد لملس، سياسي يمني، ولد في مدينة عتق، بمحافظة شبوة عام 1970. بدأ نشاطه السياسي بالالتحاق بحزب المؤتمر الشعبي العام (حزب الرئيس الراحل صالح) وتولى مواقع قيادية فيه، وعيّن مديراً عاماً لعدد من المديريات في محافظتي شبوة وعدن، ثم عينه الرئيس هادي محافظاً لشبوة قبل أن يقيله في يوليو 2017، لاتهامه بالتقصير في أداء مهماته وتماهيه مع أهداف الانتقالي الجنوبي الساعي لفصل جنوب اليمن عن شماله، فوجد في ذلك فرصة لإعلان التحاقه بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المناهض للرئيس هادي، وعيّن عضواً في هيئة رئاسته، ثم أميناً عاماً له.