Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب تشرشل الكيماوية السرية

لو مضى الألمان قدماً في غزو بريطانيا عام 1940 لاتّخذت الحرب العالمية الثانية منحى مختلفاً مع استخدام غاز الخردل في صدّهم

لو وضع جيش هتلر قدمه على شاطئ إنجلترا، لأباده غاز الخردل (آي أن سي.كوم)

في صيف 1940، وضعت بريطانيا خططاً مستعجلة لمواجهة القوات الألمانية التي بات تهديدها بالغزو ممكناً فجأة، بعد النصر الذي حقّقته في فرنسا. وقد سُمّيت العملية حينها بـ"أسد البحر" Sea Lion. وتوخّت في صيغتها النهائية، إنزال 90 ألف عنصر ألماني على طول الساحل الجنوبي الشرقي لإنكلترا بين فولكستون وبرايتون، وتكليفهم مهمة اجتياز القناة البريطانية على متن أسطول غير متجانس من بوارج مؤلّلة وسفن بخارية وقاطرات وزوارق آلية مُستقدمة من كلّ أنحاء أوروبا الغربية.

وترى الغالبية الساحقة من المؤرّخين أنّ عملية "أسد البحر" ما كانت لتتحقّق وتنجح في ظلّ هيمنة "البحرية الملكية البريطانية" على القناة الإنجليزية وفشل "سلاح الجو الألماني" في هزيمة "سلاح الجو الملكي البريطاني" في سمائها. وبرأيهم، كان بوسع الألمان إنزال الدفعة الأولى من قواتهم الغازية عند جبهة ضيّقة، مستفيدين من ليلة ضبابية بامتياز والكثير من الحظ. لكنّهم لم يفعلوا ذلك، إدراكاً منهم أنّ هذه القوات لا تملك أدنى فرص الصمود، حتى لو حقّقت نصراً أوّلياً، إذ يُمكن للبحرية البريطانية أن تقطع عنها التعزيزات والإمدادات وتتسبّب بخسارة ألمانية محتّمة.

حاضراً، بعد مضي ثمانين عاماً، تبقى هذه النتيجة الأكثر احتمالاً وترجيحاً. في المقابل، لم تكن السفن والطائرات والقوات البرّية هي العناصر الوحيدة التي تُعوّل عليها القيادة العليا البريطانية في دحر الألمان عن شواطئها. وقد تبيّن بعد سنوات عدّة من الحرب أنّ القادة العسكريين والسياسيين الإنجليز كانوا ينوون رشّ غاز سامّ بواسطة الطائرات لضرب القوات الألمانية فور وصولها إلى اليابسة. وفي 30 يونيو (حزيران)، أكّد ونستون تشرشل في مذكّراته أنه "لو كان لنا أن ننفّذ إجراءاتنا الدفاعية على طول الساحل، لما وجدنا أفضل من هذه المواقع والشواطئ نقاطاً لاستخدام ]غاز[ الخردل".

ولم يكن رئيس الحكومة البريطاني آنذاك الوحيد الذي رأى في ذلك الغاز السام سلاحاً حاسماً ضدّ الألمان، بعد معركة "دنكرك". ففي 15 يونيو (حزيران)، بعد يومين من جلاء آخر قوات إنجليزية عن شواطئ "دنكرك" [في البر الفرنسي لبحر المانش]، كتب رئيس هيئة الأركان العامة الإمبراطورية السير جون ديل، مقالةً عنوانها "استخدام الغاز في الدفاع عن الوطن". وقد أوضح فيها أنّ "قوات العدو المتجمهرة عند الشواطئ والواقعة في حالة من الارتباك بعيد إتمامها أوّل عملية إنزال، هدفٌ أكثر من رائع". وأشار أيضاً إلى أنّ الغاز الذي قد يُطلقه "سلاح الجو الملكي البريطاني" في مثل هذه الظروف، أكثر فعالية من المواد الشديدة الانفجار، نظراً إلى امتلاكه ميزة إضافية تتمثّل في تلويث الشواطئ والمخارج بشكل دائم وعرقلة تحرّكات الألمان وهجماتهم.

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهة أخرى، لم يكن القادة العسكريون البريطانيون الآخرون، من رأي تشرشل، إذ اعتبروا استعانة المملكة المتحدة بالغاز تشكّل انتهاكاً صارخاً لبروتوكولات ما قبل الحرب التي حظّرت استخدامها، وستُلحق الضرر أيضاً بالبلاد على المستويَيْن الأخلاقي والسياسي، وستترتّب عنها ردود فعل انتقامية من النوع ذاته تنفّذها قاذفات ألمانية قوية تأتي من مدرّجات الطائرات في فرنسا والدول المنخفضة القريبة من إنجلترا. ومع ذلك، أصرّ تشرشل على استخدام ذلك الغاز السام بأقصى كمية ممكنة. ولاحقاً، سخر مِنْ كُلّ مَنْ اعترض على هذه الخطوة، واصفاً إيّاهم بمجموعة "الانهزاميين النظاميين والانشقاقيين". وفي المقابل، أظهر ذلك الاعتراض أكثر من مجرّد ردّ فعل مذعور قصير الأجل، إزاء الوهن الذي أصاب دفاعات بريطانيا بعدما فقد جيشها 40 ألف سجين وكلّ معدّاته الثقيلة تقريباً في معارك في فرنسا.

ولمّا اكتشف تشرشل أنّ مخزونات بلاده من الغاز السام ضئيلة ولا تزيد على 450 طناً من غاز الخردل وكميات قليلة من غاز "الـفوسجين"، أُصيب بالصدمة. ومن دون تأخير، أوعز بزيادتها والتوسّع في طرق حملها وإيصالها [إلى هدفها]. وإبّان "معركة بريطانيا" الجوية، جرى سحب طائرات قاذفة إلى اسكتلندا كي يُعاد تجهيزها بخزّانات تحتوي الغاز وكي يُعاد تدريب طواقمها على كيفية رشّه على الشواطئ. بالتوازي مع ذلك، طلبت بريطانيا كميات غاز إضافية من مصانع في الولايات المتحدة وتفاجأ الملحق بالسفارة الأميركية في لندن من حجم الجهود التي تبذلها إنجلترا في سبيل تطوير قدراتها الحربية الكيماوية. في هذا الخصوص، كتب الجنرال آلن بروك، القائد الذكي والمخضرم للقوات البريطانية في جنوب شرقي البلاد بعد الحرب أنه "كان ينوي رشّ [الألمان] بغاز الخردل" لو أتمّوا عملية الإنزال المتوقّعة "على شواطئنا".

واستطراداً، لو حدث ذلك الإنزال فعلاً وتصدّت له بريطانيا باستخدام الغاز السام، لاختلفت أساليب القتال في الحرب العالمية الثانية من دون أن يكون لذلك تأثير في نتائجها. تالياً، كان من شأن الألمان الذين امتلكوا عشرين ضعف كمية الغاز السام التي امتلكها البريطانيون، أن يوجّهوا ضربة انتقامية موجعة للمدنيين والأهداف العكسرية. وكذلك لوُضِعت أقنعة الغاز الموزّعة على البريطانيين بالملايين، تحت الاختبار ولتوسّعت رقعة انتشار الأسلحة الكيماوية إلى سائر الجبهات.

والمستغرب أنّ الغاز السام لم يُستخدم كسلاح من قِبَل كل الأطراف المتنازعة في الحرب العالمية الثانية، على عكس ما حدث في الحرب العالمية الأولى، مع العلم أنّ الحربين اتّسمتا بالقدر ذاته من الوحشية وانعدام ضبط النفس. وقد امتلكت ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي واليابان مخزونات وافرة من الغاز، لكنّها لم تلجأ إليها خوفاً من الضربات الانتقامية. هل هذا يحسم مسألة استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب العالمية الثانية من عدمه؟ كلا.

 

"كادت [الأسلحة الكيماوية] أن تُستخدم، لكنّها لم تُستعمل في ظلّ الظروف العسكرية الدقيقة التي كانت سائدة في ذلك الوقت"، وفق روبرت هاريس وجيريمي باكسمان في كتابهما "شكل أعلى من أشكال القتل: القصة السرية للأسلحة البيولوجية والكيماوية"  A Higher form of Killing: The Secret Story of Chemical and Biological Warfare الذي صدر في 1982 وكان أوّل كتاب يستعين بأوراق سرية سابقة كي يوضح الخطط الحكومية الشاملة في استخدام الأسلحة الكيماوية بهدف مواجهة الاحتلال الألماني في 1940. وتُضاف إلى ذلك عبارة تشرشل "كانوا سيستخدمون الإرهاب وكنّا سنذهب إلى أبعد مدى"، ملمّحاً في الجزء الأخير من عبارته إلى الحرب الكيماوية.

واستطراداً، لم تغزُ ألمانيا آنذاك بريطانيا. وبما أنّ غزواً مماثلاً ما كان لينجح أساساً، يُمكن القول إنّ خطط المملكة المتحدة في استخدام الغاز السام ضدّ الألمان كانت أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة. في المقابل، لا يعني أبداً فشل هتلر في إصدار الأمر النهائي بالغزو، أنه لم يكن ينوي تنفيذه أو أنّ التهديد برمّته زائف. ففي إطار حديثٍ له في مقرّه الرئيس عام 1943، أعرب هتلر عن ندم كبير "لإصغائه إلى البحرية والتراجع عن [عملية] "أسد البحر" في خريف 1940". والمعروف عن هتلر أنه كان مقامراً فذّاً. وعام 1940، كانت رهاناته في مكانها وكان بإمكانه أن يمضي قدماً في الغزو، بغضّ النظر عن الأصوات المعارضة في صفوف البحرية الألمانية.

ولربما كان لدى القادة العسكريين الألمان شكوكهم، لكن لم يكن هناك شيء مزيّف بشأن التحضيرات المتقنة والمنظّمة لعبور القناة، إذ بدأ العمل الفعلي عليها قبل أسبوعين من إصدار هتلر الأمر التوجيهي رقم 16 الذي يقضي بتنفيذ عملية "أسد البحر" في 16 تموز (يوليو). "من الخطأ التقليل من شأن الدافع وسعة الحيلة اللذين مكّنا الألمان من تجهيز أنفسهم من الصفر وجمع السفن التي يحتاجون إليها لإتمام العملية في غضون أسابيع قليلة"، وفق ما جاء على لسان بيتر فليمينغ في كتاب "اجتياح 1940" Invasion 1940. وأضاف، "يُمكن القول إنّ الأمر برمّته عبارة عن إنجاز هائل من التنظيم".

وبعد انتصارات حقّقها الألمان على مدار سنوات سابقة، أحكموا قبضتهم على الموارد الاقتصادية لمعظم دول أوروبا الغربية. ومع ذلك، لم يكن من السهل عليهم مصادرة 1722 بارجة و155 ناقلة و471 قاطرة و1161 زورقاً آلياً ونقلها إلى مرافئ القناة الفرنسية، إذ يستوجب ذلك تزويد عدد كبير من البوارج بمحرّكات وتحويلها من الاستخدام النهري إلى الاستخدام البحري وإعدادها لعملية عبور القناة وإعادة عبورها. وكذلك بدا محتّماً أن تتعرّض تلك البوارج لهجمات من البحرية البريطانية التي لا تُقهر وما كان ليردعها هجوم جوي، حتى لو مُنيت بخسائر فادحة.

آنذاك، رأى هتلر أنّ احتلال بريطانيا مخاطرة كبيرة، مع أنّه معتاد على الدخول في مثل هذا النوع من المخاطر وتحقيق النصر فيها. كان يعلم أنّ العائق الأكبر في وجه حملة عسكرية عن طريق البحر هو عدم سيطرة ألمانيا على الممرّات البحرية قبالة الشواطئ المستهدفة. في المقابل، لم يشكّل ذلك حجّته الحاسمة لنقض عملية غزو كما تُسمّى أحياناً، لا سيما أنّه سبق لقواته أن اجتاحت النرويج واحتلّتها بنجاح في 1940 من دون أن يكون لها سلطان في البحر، وستفعل ذلك مجدداً في جزيرة "كريت" اليونانية في 1941. من جهة أخرى، بدا الوضع في النرويج وكريت مختلفاً تماماً عن وضع إنجلترا في 1940. ففي العمليّتين الأوليين، سيطر "سلاح الجو الألماني" بشكل كبير على الأجواء. في المقابل، احتاج الألمان [لو أرادوا إنجاز العملية الثالثة] إلى السيطرة على أجواء القناة الإنجليزية التي تربط بين بريطانيا وفرنسا، وكذلك الساحل الممتدّ على 60 ميلاً بين برايتون وفولكستون. كذلك، برز خطر من نوع آخر متمثّل في إمكانية استيلاء القوات الألمانية على مهابط الطائرات في كِنت وشرق ساسِكس واستغلالها في استقدام الإمدادات والتعزيزات. وقد فعلت [القوات الألمانية] ذلك بنجاح في معركة جزيرة "كريت" في السنة التالية.

وصحيح أنّ هذا السيناريو غير متوقّع ولكنّه ممكن. ولو تحقّق فعلاً، لعجّل في لجوء البريطانيين إلى غاز الخردل. فخلال ساعات الفوضى الأولى بعد الإنزال، سيكون الألمان عند أضعف مستوياتهم. ومع احتواء الموجة الأولى من سفن الإنزال على 60 ألف جندي لا يحملون سوى أسلحة خفيفة، كان ممكناً أن يشكّل إطلاق الغاز السام أفضل طريقة في منعهم من تعزيز مواقعهم. في المقابل، كان البريطانيون، على الرغم من تحدّيات تشرشل الخطابية كلها، على بيّنة من إمكاناتهم العسكرية الضعيفة بعد خسارتهم أعداداً من الدبابات والعتاد في فرنسا. وبحسب التقديرات الواقعية لقوّة المملكة المتحدة العسكرية التي صدرت عن رؤساء أركانها في نهاية مايو (أيار)، لو أرسل الألمان قواتهم إلى الشواطئ، لما "استطاع الجيش البريطاني ردعهم والتصدّي لهم".

 

 

هل كان الغاز السام ليستطيع أن يؤدّي المهمة بدلاً من الجيش؟ لمَ لا؟ إذ يبثّ الرعب في النفوس أكثر من غالبية الأسلحة بسبب قدرته على إتلاف الرئتين وإصابة الجلد بحروق وتقرّحات هائلة، متسبباً بفقدان البصر والاختناق في ثوانٍ قليلة. وفي حالات التسمّم بالغاز، يُمكن للمراهم وأقنعة الحماية أن تقلّل من احتمال حدوث موت بطيء ومعذِّب، ولكنّها لا تُلغيه تماماً. وآنذاك، جُهِّزَتْ القوات الألمانية بأقنعة واقية من الغاز وأجهزة مضادّة للغاز، لكنها احتفظت بها، إلى جانب معدّات أخرى، داخل صناديق كبيرة من الزنك، ما يعني وجوب حملها ونقلها إلى الشواطئ قبل أن تعمل تلك القوات على فتحها. واستناداً إلى ذلك، يُمكن القول إنّ البريطانيين ربما كانوا على حقّ عندما فكّروا أنّ عدداً كبيراً من الجنود الألمان سيكونون من دون أقنعة غاز أثناء شقّهم طريقهم إلى الداخل الإنجليزي.

وفي سياق متصل، هل كانت طائرات رشّ الغاز السام فاعلة بقدر ما عُقدت عليه آمال تشرشل وسواه؟ لطالما شكّل الاستهداف الدقيق للعدو مهمة أشدّ صعوبة بكثير ممّا تميل القوات الجوية إلى الإقرار به. وبالنسبة إلى حرب الغاز السام تحديداً، من الواضح أنها محفوفة بمخاطر خاصة. وإبان الحرب العالمية الأولى، ظهرت أمثلة عدّة على تغيّر مسار الغاز أو انتشاره في الاتجاه الخطأ بسبب الرياح. واستطراداً، توجّب آنذاك على الطائرات القاذفة البريطانية من طراز "باتل" (Battle) و"بلينهايم" (Bleinheim) و"ويلينغتون" (Wellington) و"لايساندر" (Lysander) أن تُحلّق فوق الشواطئ والمناطق الساحلية على علوّ منخفض كي ترشّ الغاز السام على القوات الألمانية تحتها.

بالتالي، يتوجّب الأخذ في الاعتبار أيضاً أن القاذفات البريطانية [لو أنها عملت على رشّ قوات ألمانية على الشاطئ الإنجليزي من القناة بالغاز]، كانت ستواجه في الوقت ذاته نيران الطائرات الحربية الألمانية التي ما كانت لتدعها وشأنها. إذاً، كان من المستبعد جداً أن تستكمل القاذفات [البريطانية] مهمتها حتى النهاية، لا سيما أنها ليست بالدقة والفعالية التي تغنّى بها مؤيّدوها قبل الحرب، وليست سلاحاً رابحاً كما أثبتت التجارب القاسية.

استطراداً، لم يكن ذلك النوع من التفكير الذي تحفّزه الرغبة وحدها، واضحاً بما فيه الكفاية في بداية الحرب. "من الممكن لهجوم بإطلاق الغاز السام من مستوى منخفض على عدو يحطّ رحاله على شواطئنا أو يقترب منها على متن قوارب مفتوحة، أن يُؤتي ثماراً نافعة لو تكرّر، ومن الممكن أن يتسبّب بوقوع خسائر بنسبة 100 في المئة في صفوف مَن يتعرّضون له"، بحسب كلمات مقطع أورده هاريس وباكسمان في كتابهما المُشار إليه آنفاً، نقلاً عن مفتّش الحرب الكيماوية آنذاك. وما لم تكن قوات العدو ترتدي أقنعة واقية للعينين، فإنّ قسماً كبيراً من أفرادها سيفقد بصره لا محال"، وفق تعبير المفتش نفسه.

وكخلاصة، من المرجّح أن فاعلية الغاز السام كانت لتكون أخفّ وطأة على قوات مدرّبة ومجهّزة، ممّا تصورّه البريطانيون آنذاك. في المقابل، لو نفّذ الألمان تهديدهم بغزو إنجلترا وجُوبهوا بالغاز، لقرّروا اعتماد التكتيك ذاته ضد لندن وسواها من مدن المملكة المتحدة بين سبتمبر (أيلول) 1940 ومايو (أيار) 1941، ولقابلهم البريطانيون بضربات انتقامية ضدّ ألمانيا، ولعادت الغازات السامة إلى الواجهة بمثل ما فعلته في الحرب العالمية الأولى. في تلك الحالة، الأرجح أن نتيجة الحرب العالمية الثانية لم تكن لتتبدّل كثيراً، لكن حصاد الموت فيها كان سيغدو أشدّ سوءاً.

© The Independent

المزيد من تحلیل