تتجه الأكاديميات الرياضية في السعودية إلى الاهتمام بالتكوين الرياضي الأمثل ذهنياً وبدنياً ونفسياً، والتركيز على اكتشاف المواهب ورعايتها وصنع الأبطال من الجنسين في المجالات الرياضية المختلفة كركيزة أساسية في استراتيجية عالمية التوجه.
وتهدف برامج الأكاديميات إلى تنمية المواهب الرياضية الشابة من خلال التعليم والتدريب الرياضي، في بيئة مميزة لتحضير أبطال الغد والتألق الرياضي العالمي.
ونشرت أكاديمية "مهد" الرياضية عبر حسابها في منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" فيديو باللغتين العربية والإنجليزية يحمل اسم "جاء الوقت" يعرض مقاطع رياضية عدة لأطفال يمارسون لعبة كرة القدم وكرة المضرب والسباحة، للتعريف بجهودها في اكتشاف المواهب ورعايتها وتطويرها وصقلها، وصولاً إلى مراحل المنافسة والإنجاز، لخلق هوية رياضية.
وتسعى هذه الأكاديمية إلى ترسيخ الرغبة في النجاح الرياضي للطلاب والطالبات والتفاعل ومواكبة التطورات الحديثة في عالم الرياضة وصناعة جيل جديد من الأبطال الرياضيين مستقبلاً في المحافل الإقليمية والقارية والعالمية، واضعةً نصب عينيها في المنظور القريب حصد العديد من المراكز المتقدمة.
وتأتي هذه الجهود إثر سلسلة إخفاقات رياضية كبيرة كان آخرها خسارة المنتخب السعودي لكرة القدم بنتيجة صفر مقابل 5 أهداف في مواجهة المنتخب الروسي خلال افتتاح كأس العالم 2018، فضلاً عن أن السعودية لم تحقق طوال تاريخها إلا 3 ميداليات في دورة الألعاب الأولمبية وهي ميداليتين فضية وبرونزية في بطولة سيدني عام 2000، وأخرى برونزية في دورة لندن 2012.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفيما يرى المهتمون بالشأن الرياضي السعودي أن الأكاديميات تُعد جزء من استراتيجيات البلد للاستثمار في المجال الرياضي، تشكل هذه الخطوات جهوداً انتظرها المجتمع منذ عقود لصناعة أبطال رياضيين من خلال تطوير المواهب الصاعدة في الألعاب الفردية والجماعية في مختلف مناطق ومدن السعودية، مع التركيز على اتاحة فرص متكافئة للجنسين من الذكور والإناث، للفئة العمرية، من 6 إلى 12 سنة.
وتقول معالي العبدلي مديرة أكاديمية "جدة يونايتد" الرياضية "إن أهم أهداف الأكاديميات الرياضية، تتلخص في تنمية المواهب الرياضية الشابة وتخريج رياضيين متفوقين قادرين على المنافسة عالمياً". وأضافت "نضطلع بمهمتين، الأولى هي تدريب طلاب من الجنسين ليكونوا أبطالاً على المستوى المحلي، والمهمة الثانية هي السعي إلى تحقيق نجاح على المستوى الدولي في المستقبل".
وترى العبدلي أن" الأكاديميات الرياضية تقدم مناهج تربوية رفيعة المستوى وهي تحولت إلى وجهة تقصدها المواهب الرياضية وتؤدي إلى رفع مستوى الأداء الرياضي للراغبين وفي الوقت ذاته تقدم للطلبة تدريباً مميزاً لتطوير أدائهم".
وفي سياق متصل، يرى المحلل الرياضي خالد الشنيف، إن تأسيس أكاديميات متخصصة في الرياضة خاصة بهذه الفئة العمرية الناشئة سيكون بيتاً دافئاً يمنحهم متسعاً من الوقت لممارسة مهاراتهم وصقل مواهبهم والانخراط في الأنشطة الرياضية والتعليمية والتدريبية.
ويعتبر الشنيف، "أن الرياضة جزء لا يتجزأ من النمو والتطور لذا يجب الكشف عن المواهب الرياضية بعدة طرق متنوعة أهمها الكشافين وعمل اختبارات داخل الأندية أو الأكاديميات بشكل عشوائي للاعبين، كما يعول على الكشافين، أصحاب العين الثاقبة في اكتشاف الموهبة الرياضية"، وحول السن المناسبة لصقل الموهبة يوضح، "أن أفضل سن هو عمر 11 عاماً، باعتبارها السن الذهبية لصقل الموهبة".
وتعمل الأكاديميات على توفير برامج تتضمن فعاليات تسهم في تطوير قدرات ومهارات الأطفال الرياضية والحياتية لإيمانها بأن اللاعب الناجح هو من يتحلى بشخصية قادرة على الانخراط في المجتمع المحيط والمساهمة في تطويره بجميع المجالات.
ويوضح المحلل الرياضي دور الأكاديميات الرياضية في كشف الموهبة بدءاً من اختيار الكشاف والخضوع لمعايير ومؤشرات كالموهبة وكشف السجل الطبي للأسرة ومعرفة الأمراض الوراثية والسمات الشخصية للمتقدم بما فيها الحالة النفسية والوقوف على جميع جوانب حياته الخاصة والأسرية
ويؤكد الشنيف أن هناك علاقة كبيرة بين سن بداية الموهبة وبين استمرار عطائها حيث إن بداية الاحتراف وعدد ساعات التمرين والدخول في أجواء المنافسة والتطور من جميع الجوانب الفنية والشخصية والحياة الخاصة سبب في استمرار العطاء، كما أن العلم سبب رئيس في صناعة البطل الرياضي لكن الأهم هي الموهبة ويأتي العلم ليصقل الموهبة من خلال نوعية التمارين والبرامج والأنشطة التدريبية
وكانت وزارة الرياضة السعودية عقدت أخيراً أكثر من 40 اتفاقية رياضية مع جامعات ومراكز تعليم عريقة في العالم وأوفدت طلاباً من الجنسين للالتحاق ببرامج ودورات تدريبية في مراكز مختلفة، منها جامعة "ريال مدريد" وجامعة "هارفارد" الأميركية وجامعة "يوهان كرويف" الهولندية، بهدف صناعة كفاءات لتحقيق طفرة رياضية قد تؤدي إلى تغيير كبير بعد 10 سنوات من الآن لمواكبة رؤية 2030.