Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توقيفات غير مسبوقة في العراق تطال أفرادا موالين لإيران

بعد إتمام العملية "تحركت جهات مسلحة بآليات حكومية ومن دون موافقات رسمية، نحو مقرات رسمية داخل المنطقة الخضراء وخارجها"

عناصر من قوات الأمن العراقية (رويترز)

بدأت القوات العراقية الجمعة 26 يونيو (حزيران)، التحقيق مع موقوفين ينتمون إلى فصيل "كتائب حزب الله" الموالي لإيران، اعتقلتهم فجراً على خلفية الهجمات الصاروخية ضد المصالح الأميركية في البلاد، في سابقة قد تمهد لمواجهة سياسية أو عسكرية في العراق، بسبب النزاع بين واشنطن وطهران.
ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) 2019، استهدف أكثر من 33 صاروخاً منشآت عراقية تستضيف دبلوماسيين أو جنوداً أجانب إضافة إلى السفارة الأميركية في بغداد، منها ست هجمات خلال الأسبوعين الماضيين فقط.
وليل الخميس - الجمعة، نفّذت قوة النخبة من جهاز مكافحة الإرهاب العراقي عمليات دهم استهدفت منفذي الهجمات.

صواريخ معدة للإطلاق
ويضم جهاز مكافحة الإرهاب قوات النخبة الأفضل عتاداً وتدريباً، وأنشأه الأميركيون بعيد الغزو عام 2003، وعادة ما تناط به المهمات الأكثر صعوبة.
وقال مصدر حكومي ومسؤولان أمنيان لوكالة "الصحافة الفرنسية"، إنه جرى اعتقال 14 شخصاً في منطقة الدورة في جنوب بغداد، ضبطوا وفي حوزتهم صواريخ معدة للإطلاق.
وأشاروا إلى أن الموقوفين ينتمون إلى فصيل "كتائب حزب الله" والذي اتهمته واشنطن مراراً باستهداف جنودها ودبلوماسييها بهجمات صاروخية في العراق.
لكن الجيش العراقي، الذي عادة ما يصدر بياناته مباشرة بعد أي هجوم صاروخي، لم يخرج عن صمته حتى ظهر اليوم الجمعة.
وأصدر الجيش بياناً عن الاعتقالات من دون تحديد انتماء الأشخاص المعتقلين.
وأوضح أن الأجهزة المعنية رصدت "نوايا جديدة لتنفيذ عمليات إطلاق نار على أهداف حكومية داخل المنطقة الخضراء. وتم تحديد أماكن وجود المجموعة المنفذة لإطلاق النيران استخباراتياً، وأعدّت مذكرة إلقاء قبض أصولية بحقهم مِن القضاء العراقي وفق قانون مكافحة الإرهاب".

14 متهماً

وقال مسؤول حكومي لـ "رويترز" إن أحد الزعماء المحتجزين في المداهمة إيراني، وأضاف أنه تم تسليم القادة الثلاثة المعتقلين إلى الجيش الأميركي. 

ونفى متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، ومصادر من الفصائل شبه العسكرية العراقية، صحة التصريح بأن القادة المعتقلين تم تسليمهم إلى الجيش الأميركي.

وقد تصل الأحكام بموجب قانون مكافحة الإرهاب في العراق إلى الإعدام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وأضاف البيان أن جهاز مكافحة الإرهاب ألقى القبض على "14 متهماً وهم عدد المجموعة الكامل مع المبرزات الجرمية"، مشيراً إلى أنه بعد ذلك أودع المتهمون "لدى الجهة الأمنية المختصة للتحفظ عليهم إلى حين إكمال التحقيق والبت بموضوعهم من قبل القضاء".

بيانات شجب خجولة
لم تصدر الحكومة السابقة سوى بيانات شجب خجولة، وأكدت في مناسبات عدة عدم تمكنها من إلقاء القبض على منفذي الهجمات.
لكن حكومة مصطفى الكاظمي التي تسلمت السلطة قبل حوالى شهرين، تبنت استراتيجية جديدة حازمة. وأكدت بعد كل هجوم العثور على منصات إطلاق الصواريخ متعهدة بملاحقة المسؤولين عنها.
وأشار بيان الجيش إلى أنه بعد إتمام العملية "تحركت جهات مسلحة بآليات حكومية ومن دون موافقات رسمية، نحو مقرات حكومية داخل المنطقة الخضراء وخارجها تقربت مِن أحد مقار جهاز مكافحة الإرهاب" في بغداد.
ومن دون ذكر الجهة، ألمح البيان بذلك إلى فصائل موالية لإيران، كـ "كتائب حزب الله"، وهي جزء من "الحشد الشعبي" الذي بات يشكل قوّةً نافذة في البلاد وثاني أكبر تمثيل في البرلمان.
لكن الحشد أكد مراراً أن لا علاقة له بالهجمات الصاروخية.

من جهته، رحّب فصيل "كتائب حزب الله" بالهجوم الصاروخي الذي أودى بجنود أميركيين وبريطانيين، من دون أن يتبناه، مندداً بما أسماها "قوات الاحتلال".
وبعيد عملية الاعتقال فجراً، علّق أحد المتحدثين باسم الكتائب ويدعى أبو علي العسكري قائلاً، "أراد هذا المسخ المسمى الكاظمي أن يضيع قضية مشاركته بجريمة قتل سليماني والمهندس ورفاقهما، ويقدم عربون عمالة جديد لأسياده الأميركان".


استعاد الكاظمي شعبيته

وبلغ التوتر ذروته بين واشنطن وطهران في يناير (كانون الثاني) عندما قتلت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس بغارة نفّذتها طائرة مسيّرة في بغداد.
ومنذ ذلك الحين، بدا الحشد جنباً إلى جنب مع الكاظمي لتشكيل حكومته، في بلد يمر بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، في حين واصلت "كتائب حزب الله" وحدها اتهام رئيس الحكومة بالتواطؤ في عملية الاغتيال.

وفي مؤشر على جاهزية الكاظمي للتعاون مع الحشد، قال مصدر في مديرية أمن "الحشد الشعبي" رفض ذكر اسمه لوكالة "الصحافة الفرنسية"، إن "المجموعة التي ألقي القبض عليها موجودة لدى أمن الحشد ويتم التحقيق معها لعرضها أمام قاضي الهيئة".
لكنه أضاف "تعرضنا لضغوط وتهديد من كتائب حزب الله" لإطلاق سراح أفرادها.
وبهذه الخطوة غير المسبوقة ضد فصيل كان يعتقد أنه لا يمكن المساس به، "استعاد الكاظمي شعبيته التي استنزفها بالقرارات الاقتصادية الأخيرة" ضمن سياسة التقشف، بحسب ما قال المحلل السياسي هشام الهاشمي.

التحالف الدولي "سعيد"
وتأتي الخطوة مع بدء الولايات المتحدة والعراق محادثات ثنائية انطلقت في 11 يونيو، تهدف إلى وضع إطار عمل لوجود القوات الأميركية في البلاد وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية، وخفض عدد الجنود الأميركيين في البلاد والذين بلغ حوالى5200  العام الماضي.
وقال الهاشمي إن "التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة سعيد للغاية بهذه الخطوة"، خصوصاً أن الكاظمي، بحسب مقربين منه، يستعد لزيارة واشنطن، وهي رحلة لم يحظ بها سلفه خلال عام ونصف عام في السلطة.

وتعهّد العراق أن يحمي على أراضيه العسكريين المنضوين في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش". وفي دلالة على خطورة الوضع، عقد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الأسبوع الماضي اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني لمناقشة مسألة الصواريخ، وتعهد ملاحقة المسؤولين عنها.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي