Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فرض حظر تجول في منيابوليس لاحتواء الاضطرابات عقب مقتل فلويد

ترمب يتفهم ألم العائلة ويصف الحادثة بـ"الدنيئة والمفجعة" وأوباما يشدد على عدم اعتبارها "أمراً عادياً"

متظاهرون يحيطون بسلسلة عربات للحرس الوطني في منيابوليس يوم الجمعة 29 مايو الحالي (أ. ب.)

تظاهر مئات الأشخاص مساء الجمعة خارج البيت الأبيض تعبيراً عن غضبهم بعد مقتل مواطن أسود يُدعى جورج فلويد خلال قيام الشرطة بتوقيفه واستخدام أحد عناصرها العنف في ذلك، بينما فُرض حظر تجوّل الجمعة في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأميركية لإعادة الهدوء إلى المنطقة بعد اضطرابات أعقبت مقتل فلويد.
وخلال تجمّعهم أمام البيت الأبيض، طالب المتظاهرون بـ"العدالة لجورج فلويد"، ملوّحين بشعارات بينها "توقّفوا عن قتلِنا" و"حياة السود مهمّة".
ووُجّهت إلى ديريك شوفين الشرطي الأميركي الذي ركع على رقبة فلويد الذي توفي لاحقاً في المستشفى، تُهمة القتل غير المتعمّد الجمعة، وفق ما أعلن مدّعون. وقال المدّعي مايك فريمان لصحافيّين إنّ "عنصر الشرطة السابق ديريك شوفين وُجّهت إليه تهمة القتل غير المتعمّد من قبل مكتب مدّعي منطقة هينبين" في إطار قضية جورج فلويد، لكن هذا الإجراء جاء "متأخّراً" بحسب عائلة فلويد التي اعتبرت أيضاً أنّه غير كافٍ.
وقالت العائلة في بيان إنها تريد أن يتمّ توجيه "تُهمة القتل العمد مع سبق الإصرار" لذلك الشرطي. وأضافت "نريد أن نرى اعتقال عناصر الشرطة الآخرين (المتورّطين)" في القضية.



ترمب وأوباما

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة أنه تحدث إلى عائلة فلويد. وقال في البيت الأبيض "أتفهّم الألم"، مضيفاً "عائلة جورج لها الحقّ في العدالة".
كما عبّر ترمب عن استيائه عندما شاهد الفيديو، واصفاً الحادثة بأنها "دنيئة ومفجعة"، على حد قول الناطقة باسمه كايلي ماكيناني.
وتابعت الناطقة أن الرئيس "أجرى اتصالاً هاتفياً على الفور" للتأكد من أن تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) يتقدم بسرعة"، مشددةً على أن ترمب "يريد تحقيق العدالة".
وصرح الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الجمعة، أن وفاة فلويد يجب ألا تُعتبر "أمراً عادياً" في الولايات المتحدة. وأضاف أوّل رئيس من أصول أفريقية للولايات المتحدة "إذا أردنا أن يكبر أولادنا في بلد يكون على مستوى أعظم قيَمه، بإمكاننا ويجب علينا القيام بما هو أفضل".
ونشر أوباما بيانه على "تويتر"، موضحاً أنّه بحث مع أصدقاء له في الأيام الماضية الفيديو الذي أظهر آخر لحظات فلويد وهو "يلفظ أنفاسه ووجهه أرضاً على الأسفلت تحت ركبة شرطي".


تحركات في المناطق

وفي نيويورك، تجمّع نحو ألف متظاهر للتّنديد بما حصل لفلويد على أيدي الشرطة، بينما تمّ إغلاق طريق سريع في دنفر.
في لويزفيل بولاية كنتاكي، دارت اشتباكات في الوقت الذي كان عدد من السكّان يُطالبون بالعدالة لبريونا تايلور وهي امرأة سوداء قتلتها الشرطة داخل شقّتها في مارس (آذار) الماضي.
وتجاوزت مشاعر التعاطف حدود الولايات المتحدة، إذ شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في بلدان عدة دعوات إلى إحقاق العدالة في قضيّة فلويد.
وأثار مقتل فلويد أثناء توقيفه، اضطراباتٍ واسعة دفعت بالحرس الوطني الأميركي إلى نشر 500 من عناصره لإعادة الهدوء.
وتوفي فلويد (46 سنة) بعيد توقيفه على أيدي الشرطة للاشتباه في أنه كان يريد ترويج عملة ورقية مزورة بقيمة عشرين دولاراً. وخلال توقيفه ثبته شرطي على الأرض واضعاً ركبته على رقبته لدقائق. وسُمع صوته على تسجيل فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يقول "لم أعد قادراً على التنفس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تصاعد التظاهرات


وكانت معظم التظاهرات سلمية في البداية. وأقامت قوات الشرطة سلاسل لاحتواء الحشود. لكن جرت صدامات وعمليات نهب لاحقاً لحوالى 30 متجراً وأُضرمت حرائق، بينما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع أمام المركز الذي كان يعمل فيه العناصر المتّهمون بالتسبّب بموت الرجل الأسود.
وبدأت التظاهرات قبيل مساء الخميس بعدد كبير من المحتجّين الذين وضعوا كمّامات واقية من فيروس كورونا المستجد، بينما تحدثت شرطة مدينة سانت بول المجاورة عن أضرار وسرقات أيضاً.
وأفاد بيان عسكري بأن عناصر الحرس الوطني في ولاية مينيسوتا "سيُقدّمون دعماً للسلطات المدنيّة خلال الفترة التي يُطلب منهم ذلك فيها، لضمان سلامة الأرواح والممتلكات".
ووقّع حاكم الولاية تيم والز أمراً تنفيذياً بعد ظهر الخميس يسمح بتدخّل الحرس الوطني. وتابع البيان أن عناصر الحرس شاركوا في مهمات عدة مع الدفاع المدني لوضع حدّ "للاضطرابات المدنية"، واستمروا في الوصول إلى المدينة، ووصل عددهم الى 500.
كذلك، تمّ نشر مئتي شرطي تابعين للولاية، إضافة إلى طوافات.
وتمّ فصل الشرطيين الأربعة المشاركين في عملية توقيف فلويد، وفتحت السلطات المحلية والفيدرالية تحقيقاً. ويحتج المتظاهرون على عنف الشرطة.
وأحرق عدد من المتظاهرين مركزاً للشرطة في مينيابوليس. وساعد آلاف المتظاهرين في إضرام حريق في الأحياء الشمالية للمدينة.
وقالت قوات الأمن إنّ رجال الشرطة كانوا أخلوا المكان، "من أجل سلامة طاقمنا".
وأعلن مدير شرطة المدينة تود أكستيل "نعرف أن هناك غضباً كبيراً ونعرف أن هناك جروحاً كثيرة، لكن لا يمكننا السماح للبعض باستخدام ذلك فرصة لارتكاب جنح".
ونشر ترمب تغريدة على موقع "تويتر" تعليقاً على الاضطرابات في مينيابوليس قال فيها "تكلمت للتو مع الحاكم تيم والز وقلت له إن الجيش سيكون إلى جانبه. عند أي مشكلة، عندما تبدأ عمليات السطو، يبدأ إطلاق النار. شكراً".
فعمد موقع "تويتر" الى وضع إشارة "تمجيد للعنف" على التغريدة، معتبراً أنه "يمكن تأويل هذه الرسالة بأنها تحريض لقوات الأمن على استعمال أسلحتها".


مشاعر العنصرية


وطالب فيلونيز فلويد، شقيق المتوفى، في تعليق مع شبكة "سي أن أن" بإنزال عقوبة الإعدام بالمسؤولين عن موت شقيقه. وأضاف "ضاق ذرعي برؤية الرجال السود يموتون". وتابع "أريد أن يكون المتظاهرون سلميين، لكنني لا أستطيع إجبارهم على ذلك، إنه أمر شاق".
كذلك، ربطت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بين سلسلةٍ من الحوادث، أبرزت مشاعر عنصرية في الولايات المتحدة.
وعبّرت ميشال باشليه في بيان عن أسفها "لهذا الحادث الأخير في سلسلة طويلة من جرائم القتل لأفارقة أميركيين عزّل ارتكبها رجال الشرطة الأميركيون". وأكدت أن "على السلطات الأميركية اتخاذ إجراءات جدّية لوضع حدّ لجرائم القتل هذه والتأكد من تحقيق العدالة عند حدوثها".
وتُذكّر هذه القضية بموت إيريك غارنر، الرجل الأسود الذي توفي اختناقاً خلال توقيفه في نيويورك في عام 2014 على أيدي شرطيين بيض. وكان هو أيضاً قال حينذاك "لم أعد قادراً على التنفس"، الجملة التي أصبحت شعاراً تردّده حركة "حياة السود تهمّ".
وشهدت ولاية مينيسوتا أيضاً موت سائق سيارة أسود، يُدعى فيلاندو كاستيلي في عام 2016، خلال عملية تدقيق عادية في الهويات أمام صديقته وابنته.
ودعا القس جيسي جاكسون الذي وصل إلى مينيابوليس، إلى مواصلة التظاهرات. ودان عملية "قتل في وضح النهار"، مطالباً بتحقيق العدالة. وقال أمام مصلين في كنيسة معمدانية "قلنا للحاكم إنه يجب تسمية القتل قتلاً".
وقال قائد شرطة مينيابوليس ميداريا أروندوندو الخميس "ينقصنا الأمل" في المدينة.
وأكد احترام حقوق السكان في التظاهر والتعبير عن الألم، وقال إنه "لن يُسمح بأي عمل إجرامي" يمكنه أن يزيد من صدمة السكان.
وقُتل رجل الأربعاء في مينيابوليس بعدما أصابته رصاصة بالقرب من تظاهرات وتم توقيف مشتبه فيه.
في لوس أنجليس، أغلق المتظاهرون لفترة قصيرة طريقاً سريعاً وحطموا زجاج نوافذ آليتين للشرطة.

المزيد من دوليات