Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زعماء أوروبا يسعون إلى توحيد العالم ضد فيروس كورونا

ليس بيننا مَنْ هو محصّن ضد الجائحة، ولا يستطيع أي منا وحده التغلب على الفيروس

"إن الحظّ يفضّل أصحاب العقول المستعّدة"، كان هذا هو شعار لويس باستور، أحد أعظم العلماء في العالم والعقل المدبّر للقاحات وإنجازات أنقذت ملايين الأرواح على مدى ثلاثة قرون.

وكما كان الحال في الماضي، يواجه العالم اليوم فيروساً ينتشر عبر البلدان والقارات، مُقتحماً منازلنا وقلوبنا. لقد تسبّب هذا الفيروس في دمار وألم للعالم بأسره، واحتجزنا بعيداً عن ملامسة الأشخاص الذين نحبهم، وعن متعة الأشياء التي نزاولها عادة، وعن مَشاهدة الأماكن التي نريد أن نكون فيها.

وساعدتنا هذه التضحيات، والجهود البطولية للعاملين في مجالات الصحة والرعاية في أنحاء العالم كافة، على إبطاء الانتشار في أصقاع كثيرة. وبينما يخرج البعض بحذر من حالة الحجر، ما يزال البعض الآخر في عزلة، يرون حياتهم الاجتماعية والاقتصادية اليومية مقيّدة بشدة. وقد تكون العواقب مأساوية بشكل خاص في أفريقيا ودول الجنوب بشكل عام.

لكن القاسم المشترك بيننا هو أن أياً منا لا يستطيع التفكير أو التخطيط للمستقبل بأي قدر من اليقين بشأن ما تخبئه فعلاً الجائحة في الأيام والأشهر والسنوات الآتية.

هذا يعني أن ثمة مصلحة لنا جميعاً في مكافحة الفيروس. ليس بيننا من هو محصّن ضد الجائحة، ولا يستطيع أي منا وحده التغلب على الفيروس. والواقع، لن نكون آمنين حقاً حتى نكون جميعاً آمنين، عبر كل قرية ومدينة ومنطقة وبلد حول الكوكب. ففي عالمنا المترابط، يكون النظام الصحي العالمي قوياً بقدر ما تكون أضعف حلقاته قوية، لذلك سنحتاج إلى حماية بعضنا بعضاً لكي نحمي أنفسنا.

يطرح هذا تحدياً فريداً وعالمياً حقاً، ما يُحتّم علينا أن نعطي أنفسنا أفضل فرصة لهزيمته. وهذا يعني الجمع بين أفضل العقول في العالم، وأكثرها استعداداً، للعثور على اللقاحات وأنواع المداواة والعلاج التي نحتاجها لجعل عالمنا يستعيد عافيته، وذلك بالتوازي مع تعزيز النظم الصحية التي ستجعلها متاحة للجميع، ومع إيلاء اهتمام خاص لأفريقيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إننا نبني على التزام قادة مجموعة العشرين تطوير استجابة ضخمة ومنسّقة ضد الفيروس. ونحن ندعم الدعوة إلى العمل التي وجهتها "منظمة الصحة العالمية" مع  الهيئات الصحية العالمية الأخرى. ولهذا السبب، أطلقنا أخيراً برنامجاً للتعجيل في توفير أدوات التصدي لكوفيد-19 (Access to Covid-19 Tools (ACT) Accelerator). ويعتبر هذا البرنامج منصة تعاون عالمية لتسريع البحث والتطوير والوصول والتوزيع العادل للقاح وغيره من العمليات التشخيصية والعلاجية المنقذة للحياة، وتوسيعها. وقد شكّل هذا الأساس لتحالف دولي حقيقي لمحاربة (كوفيد -19).

إننا مصممون على العمل معاً، إلى جانب جميع أولئك الذين يشاركوننا الالتزام بالتعاون الدولي، ونحن على استعداد لقيادة ودعم الاستجابة العالمية.

إن هدفنا بسيط، وهو جمع 7.5 مليار يورو في مرحلة أولى (أي 6.6 مليار جنيه إسترليني) من مؤتمر للتبرعات على الإنترنت جرى في 4 مايو (أيار)، لتعويض النقص في التمويل العالمي، حسب التقديرات التي وضعها "مجلس مراقبة الجهوزية العالمية" وآخرون.

سنطرح جميعاً تعهداتنا على الطاولة، ويسعدنا أن شركاء من جميع أنحاء العالم سينضمون إلينا. وستطلق الأموال التي سنجمعها تعاوناً عالمياً غير مسبوق بين العلماء والمنظمين وقطاع الصناعة والحكومات والمنظمات الدولية والمؤسسات والمتخصصين في الرعاية الصحية.

ندعم "منظمة الصحة العالمية" ويسرنا ضمّ جهودنا إلى جهود المنظمات التي تتمتع بالخبرة، مثل "مؤسسة بيل وميليندا غيتس" و"صندوق ويلكم".

فكل يورو أو دولار نجمعه معاً سيُرصد، من خلال منظمات دولية معترف بها عالميا، أمثال  "تحالف ابتكارات الجهوزية الوبائية" (CEPI) و"التحالف العالمي للقاحات والتحصين" (GAVI)، و"الصندوق العالمي"، ومنظمة "يونيت إيد" ، لتطوير الاختبارات والعلاجات واللقاحات التي من شأنها مساعدة العالم على التغلب على هذه الجائحة، ونشرها كلها، وذلك بأسرع ما يمكن وعلى أوسع نطاق ممكن أيضاً.

فإذا استطعنا تطوير لقاح ينتجه العالم، من أجل العالم بأسره، سيكون ذلك فضيلة عالمية فريدة من نوعها في القرن الواحد والعشرين. لذلك نلتزم مع شركائنا العمل لجعل هذا اللقاح متاحاً وبتكلفة معقولة ويسهل الحصول عليه، للجميع.

وهذا هو واجب جيلنا ونحن نعرف أنه بإمكاننا فعل ذلك. فالتكنولوجيات الصحية ذات التكلفة المنخفضة والجودة العالية ليست من أحلام اليقظة. وقد رأينا كيف تمكنت الشراكات بين القطاع العام والخاص من توفير العديد من اللقاحات المنقذة لحياة الناس الأشد فقراً على وجه الأرض على امتداد العقدين الماضيين.

إننا ندرك أن هذا السباق سيكون طويلاً. وسننطلق بحماس نحو هدفنا الأوّلي، لكن سرعان ما سنكون جاهزين لخوض سباق ماراثون. فالهدف الحالي سيغطي فقط الحاجيات الأولية، إذ ستتطلب صناعة الأدوية وتوزيعها على نطاق دولي موارد أكبر بكثير من الهدف المحدد.

لذا علينا جميعا ضمان استمرار حشد الموارد وإحراز التقدم في سبيل تعميم توفير اللقاحات والعلاجات والاختبارات للجميع.

إن هذه لحظة فارقة للمجموعة الدولية. فمن خلال التسلح بالعلم والتضامن، سنزرع اليوم بذور وحدة أكثر تماسكاً للغد. وبالاسترشاد بأهداف التنمية المستدامة، يمكننا أن نعيد صياغة قوة الجماعة والمجتمع والتعاون الدولي لضمان عدم ترك أحد وراءنا متخلفاً عن الركب.

هذا هو العالم يقف بمواجهة (كوفيد-19)، وباتّحادنا سنتغلب عليه.

جوزيبي كونتي، رئيس وزراء الجمهورية الإيطالية

إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية

أنغيلا ميركل، مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية

تشارلز ميشيل، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي

إرنا سولبرغ، رئيسة وزراء مملكة النرويج

أورسولا فون دير لين، رئيسة المفوضية الأوروبية

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار