Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يلتقط أنفاسه وتكلفة الشحن المرتفعة أزمة جديدة تلوح في الأفق

توقعات إيجابية بشأن تخمة المعروض تدعم السوق و"برنت" أعلى 23 دولاراً

الطلب العالمي على الطاقة ربما يتراجع 6 في  المئة بسبب القيود المفروضة (رويترز)

بينما ارتفعت أسعار النفط إلى ما يقرب من عشرة في المئة، قالت وكالة الطاقة الدولية، إن القيود الاقتصادية المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "ستخفّض الطلب العالمي على الطاقة"، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بـ"معدلات قياسية".

وأوضحت الوكالة، في تقرير حديث، أن الطلب العالمي على الطاقة ربما يتراجع ستة في المئة، بسبب القيود المفروضة على نشاطات الحياة العامة والقطاعات الاقتصادية، بينما سيكون أكبر انكماش يسجّل على الإطلاق.

وتشير الوكالة، التي تصف تقديرها بالمتحفّظ، إلى أن ذلك التراجع سيؤدي إلى انخفاض 80 في المئة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بما يتجاوز ستة أمثال معدل الانخفاض القياسي المسجَّل في 2009 عقب الأزمة المالية العالمية، الذي بلغ وقتها 400 مليون طن.

وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة فاتح بيرول، "بعض الدول ربما يؤجِّل رفع إجراءات العزل العام، أو قد تثبت موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا أن توقعاتنا الحالية متفائلة".

امتلاء الطاقة الاستيعابية لتخزين الخام منتصف يونيو
وتعطّلت النشاطات الاقتصادية في أنحاء العالم، بسبب إجراءات احتواء المرض، ما يرسّخ توقعات الاقتصاديين لركود عالمي عميق. وتضرر الطلب على الفحم، المتسبب في انبعاثات كثيفة، بأكبر قدر حتى الآن بسبب الجائحة، إذ هبط الطلب في الربع الأول من العام، وتوقعات 2020 بأكمله بنحو ثمانية في المئة، مقارنة بذات الفترتين من العام الماضي.

وقد تصل نسبة انخفاض الطلب العالمي على الغاز الطبيعي إلى خمسة في المئة خلال العام 2020، بينما تراجع توليد الكهرباء 2.6 في المئة في الربع الأول، لكن توليدها من المصادر المتجددة ارتفع بنحو ثلاثة في المئة خلال تلك الفترة مع بدء تشغيل مشروعات جديدة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وقال بيرول، "في ضوء عدد الوفيات والصدمة الاقتصادية في أنحاء العالم، فهذا التراجع التاريخي للانبعاثات الضارة عالمياً ليس أمراً يدعو إلى الابتهاج". وحثّ الحكومات على انتهاز فرصة التعطيلات لتشييد بنية تحتية لطاقة صديقة للبيئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واقتربت حصة مصادر الطاقة المتجددة من إمدادات الكهرباء العالمية من 28 في المئة خلال الربع الأول من 2020، ارتفاعاً من مستوى 26 في المئة بالربع الأول من عام 2019، ومن المتوقع أن تصل إلى 30 في المئة بنهاية العام.

وحذّرت الوكالة من أنّ اتفاقاً غير مسبوق بين الدول الكبرى المنتجة النفط هذا الشهر لخفض الإنتاج لمواكبة تهاوي الطلب ربما "لا يكلل بالنجاح" مع نفاد الطاقة الاستيعابية لتخزين الخام الفائض عن الاستهلاك. وشهد الطلب على النفط تراجعاً يفوق خمسة في المئة خلال الربع الأول من العام الحالي، لكنه قد يشهد في النهاية أسوأ تراجع بين أنواع الوقود، وبما قد يصل إلى تسعة في المئة خلال 2020 بأكمله.

وأضاف بيرول، "بالمعدل الحالي في سوق النفط، قد نرى امتلاء الطاقة الاستيعابية لتخزين الخام في أنحاء العالم بحلول منتصف يونيو (حزيران)"، مشيراً إلى أن المشكلة "أكثر احتداماً في أميركا الشمالية".

ومن المتوقع أن ينخفض الطلب العالمي على النفط بمقدار غير مسبوق يبلغ 9.3 مليون برميل يومياً في 2020. واتفقت الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ودول كبرى أخرى منتجة الخام، مثل روسيا، على "خفض ما يقرب من عشرة ملايين برميل يومياً"، تعادل نحو عشرة في المئة من الإنتاج العالمي، اعتباراً من أول مايو (أيار) المقبل.

الأسعار تصعد و"برنت" أعلى 23 دولاراً
وفي سوق النفط، قفزت الأسعار مدعومة بمؤشرات على أنّ تخمة الخام الأميركي لا تنمو بالسرعة المتوقعة، وأن الطلب على الوقود المنكوب جراء قيود "كوفيد 19" بدأ يتحسّن.

وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى 17.75 دولار للبرميل، وكانت مرتفعة 9.2 في المئة إلى مستوى 16.45 دولار. وصعد خام القياس الأميركي 22 في المئة خلال تعاملات أمس الأربعاء.

وزاد خام "برنت" 5.6 في المئة، أو 1.27 دولار، مسجلاً مستوى 23.81 دولار للبرميل في معاملات خفيفة، نظراً إلى حلول أجل عقد يونيو (حزيران) اليوم. وصعد العقد إلى 25 دولاراً في وقت سابق من الجلسة، بعد أن ارتفع بنسبة عشرة في المئة أمس الأربعاء. وارتفع عقد خام برنت الأنشط لشهر يوليو (تموز) المقبل بنحو 1.15 دولار أو نحو خمسة في المئة إلى مستوى 25.38 دولار للبرميل.

وزادت مخزونات الولايات المتحدة من الخام تسعة ملايين برميل الأسبوع الماضي، لتصل إلى 527.6 مليون برميل، حسبما أظهرته بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، وهو ما جاء أقل بكثير من زيادة قدرها 10.6 مليون برميل. ونزلت مخزونات البنزين الأميركية 3.7 مليون برميل عن مستويات قياسية مرتفعة سجّلتها في الأسبوع السابق، إذ عوّضت زيادة طفيفة في الطلب على الوقود إثر انتعاش في إنتاج المصافي.

وقفزت تكاليف الشحن عالمياً، بسبب الحاجة إلى مزيدٍ من السفن لنقل النفط بعد أن رفعت السعودية ومنتجون آخرون بالشرق الأوسط الإنتاج عقب فشل محادثات تمديد اتفاق خفض الإنتاج، الذي كانت تقوده "أوبك". وطعن هذا الجدوى الاقتصادية لاستيراد البراميل الإضافية في مقتل، حسبما ذكر أحد المصادر.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد