Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحشرات حول العالم فقدت ربع أعدادها في 3 عقود

يقول العلماء إن النتائج "ترسم صورة كارثية" بالنسبة إلى هذه الكائنات الحية في كوكب الأرض

ينجم تراجع أعداد الحشرات عن التلوث الضوئي وتدمير موائلها والاستخدام الواسع النطاق لمبيدات الحشرات (غيتي)

تشير دراسة عالمية حول مجموعات الحشرات إلى أن كوكبنا يشهد تدهوراً هائلاً في التنوع البيولوجي، مع انخفاض في أعداد هذه الكائنات الحية بمقدار الربع في الأقل، في السنوات الثلاثين الماضية فقط. وتسارع هذا الاضمحلال في بعض المناطق، من بينها أوروبا، بيد أن التحليل كشف عن تباين كبير في الاتجاهات، حتى بين المواقع القريبة إلى بعضها بعضاً.

في التفاصيل، تعاون فريق دولي من العلماء على جمع بيانات من 166 مسحاً طويل الأجل أُجري في 1676 موقعاً حول العالم، كانت قد سُجلت بين عامي 1925 و2018. ووجدوا لدى دراسة هذه البيانات أنه بينما كانت أعداد بعض حشرات المياه العذبة مرتفعة، شهدت حشرات أرضية تمضي حياتها كلها على اليابسة، على غرار الفراشات أو النمل أو الجنادب، انخفاضاً في نسبتها بلغ متوسطه 0.92 في المئة سنوياً.

تحدث عن هذه الظاهرة الدكتور رويل فان كلينك، كبير مؤلفي الدراسة، وهو عالِم في "المركز الألماني لبحوث التنوع الحيوي التكاملية" (آي دي آي في) وجامعة لايبزيغ الألمانية، فقال "قد لا تبدو نسبة 0.92 في المئة كبيرة، غير أنها في الواقع تعني انخفاض أعداد الحشرات بنسبة 24 في المئة في غضون 30 عاماً، و50 في المئة على مدى 75 عاماً... في الواقع، تحدث الانخفاضات في أعداد الحشرات بطريقة هادئة ولا نلحظها من عام إلى آخر... الأمر أشبه بالعودة إلى المكان الذي نشأت فيه. فقط لأنك لم تكن هناك طوال سنوات، تدرك فجأة مقدار التغيير الذي طرأ، وليس نحو الأفضل غالباً".

مثلاً، كان تراجع أعداد الحشرات أقوى في بعض أجزاء الولايات المتحدة الأميركية (الغرب والوسط الغربي) وفي أوروبا، لا سيما في ألمانيا. ووجد الباحثون أنه بالنسبة إلى أوروبا بشكل عام، أصبحت الاتجاهات بمعدلها الوسطي أكثر سلبية بمرور الوقت، مع تسجيل أشد التراجعات منذ عام 2005.

والحال أن الحشرات تعتبر من الكائنات الحية الأكثر وفرة وتنوعاً على كوكب الأرض، إذ إن إجمالي كتلتها الأحيائية (البيولوجية) أكبر 17 مرة من البشرية برمتها، وتؤدي أدواراً حيوية لا حصر لها عبر النظم البيئية وفي شبكة الغذاء. ويُعد هبوط أعدادها مؤشراً على تفاقم أزمة التنوع البيولوجي الناجمة عن النشاط البشري، إذ يتأتى فقدان الحشرات عن التلوث الضوئي، وتدمير موائلها، والاستخدام الواسع النطاق لمبيدات الحشرات.

إلى ذلك، وجد فريق الباحثين أن أعداد الحشرات الموجودة في الهواء انخفضت، وذكروا ما يُسمى "ظاهرة الزجاج الأمامي"، بمعنى معرفة الناس أن ثمة عدداً أقل من الحشرات تتناثر على الزجاج الأمامي لسياراتهم الآن مقارنة مع بعض العقود الماضية.

تؤكد الدراسة الجديدة هذه الرؤية، بوجه عام في الأقل. تناول هذا الأمر الباحث الرئيس جوناثان تشيس، البروفيسور في "المركز الألماني لبحوث التنوع الحيوي التكاملية" وجامعة "مارتن لوثر في هاله- فيتنبرغ" الألمانية، قائلاً "في مقدور كثير من الحشرات أن تطير، وهي تلك التي تُسحق بواسطة زجاج السيارات. يظهر تحليلنا أن متوسط الحشرات الطائرة تناقص فعلاً. مع ذلك، فإن غالبية الحشرات أقل ظهوراً وتعيش بعيداً من الأنظار، في التربة أو في رقعة الغطاء النباتي أو في الماء".

كذلك أشاد البحث بدراسات حديثة عدة أفادت بحصول انخفاضات أكثر حدة في أعداد الحشرات وثراء أنواعها، إذ تقدر خسائر الكتلة الإحيائية في بعض مناطق العالم بنسبة تصل إلى 25 في المئة في العقد الواحد.

هكذا قدر فريق دولي من علماء الأحياء في عام 2014، أنه على سبيل المثال انخفضت  في السنوات الـ 35 الماضية أعداد اللافقاريات، على غرار الخنافس والنحل، بنسبة 45 في المئة. وأظهرت دراسة أجريت عام 2017 تناقص الحشرات الطائرة في محميات طبيعية ألمانية في السنوات القليلة الماضية بنسبة 76 في المئة.

وقال الباحثون، إن دراسة النتائج عالمياً "ترسم صورة كارثية لحشرات كوكب الأرض"، وهو رأي أثار قلقاً كبيراً بين صانعي السياسات والعلماء والناس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الرغم من هذا الإنذار، فإن الحشرات لا تنال سوى النذر اليسير من الاهتمام البحثي الذي يعتبر أقل بكثير مما تستحق، وليس مؤكداً إلى أي مدى تنتشر أنساق التراجع في الأعداد تلك.

وقال العلماء إن متوسط الانخفاض في أعداد الحشرات الأرضية الذي توصلوا إليه، وهو نحو 9 في المئة في العقد الواحد، يؤكد الاتجاه العام، مع أنه أقل من المعدلات المنشورة الأخرى.

في المقابل، تشير البيانات إلى زيادة بنحو 11 في المئة لكل عقد في أعداد حشرات المياه العذبة (مثل البراغيث والذباب)، وتُعزى جزئياً، بحسب العلماء، إلى الجهود الناجحة في مجال المياه النقية.

( يُذكر أن البحث منشور في مجلة "ساينس").

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم