Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحذير استخباري أميركي من "أبحاث كورونا" في مختبر صيني عام 2018

وثائق تكشف أن دبلوماسيين أميركيين لاحظوا أن المعمل يعاني نقصاً في الفنيين المدربين وتحدثوا عن احتمال اندلاع وباء يشبه "سارس"

مدينة ووهان الصينية التي شهدت انطلاق كورونا في ديسمبر الماضي (رويترز)

وسط تساؤلات عن أصل فيروس كورونا المستجد الذي تفشى خلال أشهر قليلة وتحول إلى جائحة عالمية، كشفت وثائق دبلوماسية عن تحذير أميركي سابق بشأن إجراءات السلامة داخل مختبر في مدينة ووهان الصينية، يدرس فيروسات كورونا في الحيوانات.

وبحسب المراسلات الدبلوماسية، التي حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن مسؤولين أميركيين أعربوا عن قلقهم بشأن قواعد السلامة في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات عام 2018، أي قبل عامين من ظهور الفيروس المستجد (كوفيد 19).

المختبر الحاصل على المستوى الرابع من شهادة بحوث السلامة الإحيائية، وهو أعلى تصنيف ممكن، كان يجري أبحاثاً على الفيروسات التاجية (كورونا) في الخفافيش، وبعد عدة زيارات إلى المعمل قام بها دبلوماسي أميركي وآخر علمي في سفارة الولايات المتحدة لدى بكين مطلع 2018، بدأ المسؤولون يشعرون بالقلق بشأن سلامة البحث، وبعثوا باثنين من المراسلات الحساسة إلى واشنطن لطلب المساعدة للمختبر لتشديد بروتوكولات السلامة الخاصة به، حيث كان الباحثون في المعهد يتلقون بالفعل الدعم من مختبر جالفستون الوطني بجامعة تكساس ومنظمات أميركية أخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

زيارة وفد أميركي لمعهد ووهان

وفي العام نفسه، اتخذت السفارة خطوة غير معتادة بإرسال دبلوماسيي العلوم الأميركيين مراراً وتكراراً إلى معهد ووهان للفيروسات (WIV)، الذي أصبح في عام 2015 أول مختبر صيني يحقق أعلى مستوى من الأمان الدولي للبحث البيولوجي (المعروف باسم BSL-4). وأصدر المعهد بياناً إخبارياً باللغة الإنجليزية حول آخر هذه الزيارات، التي جرت في 27 مارس (آذار) 2018 لوفد الولايات المتحدة برئاسة جاميسون فوس، القنصل العام في ووهان، وريك سويتزر، مستشار السفارة لشؤون البيئة والعلوم والتكنولوجيا والصحة، غير أنه وخلال الأسبوع الماضي، حذف المعهد البيان من موقعه الإلكتروني، على الرغم من أنه لا يزال مؤرشفاً على الإنترنت.

نقص الفنيين المدربين

وبحسب إحدى المراسلات التي كتبها اثنان من مسؤولي قسم البيئة والعلوم والصحة في السفارة بتاريخ 19 يناير (كانون الثاني) 2018، فإنه "خلال الحديث مع العلماء في المختبر، لاحظ الدبلوماسيون الأميركيون أن المعمل الجديد يعاني من نقص خطير في الفنيين المدربين والمحققين اللازمين لتشغيل هذا المختبر عالي الاحتواء، بأمان". وحذرت البرقية الأولى من أن العمل على أبحاث الفيروسات التاجية في الخفاش واحتمالات انتقالها إلى الإنسان تشكل خطر اندلاع وباء جديد يشبه "سارس".

نسخة هجينة من كورونا

وتم تصميم البحث للوقاية من الوباء التالي المحتمل الذي يشبه "سارس" من خلال توقع كيفية ظهوره، ولكن حتى عام 2015، تساءل علماء آخرون عما إذا كان فريق البحث الذي يرأسه شي زينجلي، يتحمل مخاطر غير ضرورية. فبحسب مقال نشرته مجلة "ذا ناتشر" العلمية، بتاريخ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، فإن تجربة لتصميم نسخة هجينة من فيروس كورونا الذي يعيش في الخفاش، يتعلق بالفيروس الذي يسبب "سارس"، أثارت جدلاً متجدداً بشأن عما إذا كان تصميم فيروس داخل مختبر من المحتمل أن يسبب جائحة، أمراً يستحق المخاطر.

ومع ذلك، فإن المجلة نشرت في مارس الماضي، تنويهاً بأن هذا المقال يستخدمه البعض أساساً لنظريات لم يجر التحقق منها بأن فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" طُوِّر معملياً، بينما لا يوجد دليل حتى الآن على هذا الأمر، حيث يعتقد العلماء أن المرض انتقل من الحيوان إلى الإنسان.

مخاوف بشان إجراءات السلامة

وفي أكتوبر (تشرين الأول) عام 2014، علقت حكومة الولايات المتحدة تمويل أي بحث يجعل الفيروس أكثر فتكاً أو عدوى، والمعروف باسم تجارب "gain-of-function".

ولا تتعلق مخاوف السلامة بمعهد ووهان للفيروسات فقط، فإن شياو تشيانغ، عالم الأبحاث بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، يشير إلى أن هناك مخاوف مماثلة بشأن مركز ووهان لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والذي يعمل على مستوى الأمن البيولوجي 2، وهو مستوى أقل أماناً بشكل كبير من المستوى الرابع. وهذا أمر لافت لأن الحكومة الصينية لا تزال ترفض الإجابة عن الأسئلة الرئيسة حول أصل الفيروس التاجي المستجد، بينما تقمع أي محاولات لفحص ما إذا كان أحد المختبرين متورطاً. وأضاف "لا يتعلق الأمر بنظرية مؤامرة. أعتقد أنه سؤال مشروع يحتاج إلى التحقق منه والإجابة عنه، ففهم كيف نشأ الفيروس أمر حاسم لمنع حدوث ذلك مجدداً".

قيود جديدة

اللافت أن السلطات الصينية فرضت قيوداً جديدة على نشر البحوث الأكاديمية التي تتعلق بأصول ونشأة الفيروس الجديد، وذلك بناء على توجيهات الحكومة المركزية وإشعارات عبر الإنترنت نشرتها جامعتان صينيتان، الجمعة الماضي، قبل أن تعود وتحذفها بحجة أنها وثيقة للتداول الداخلي فقط، بحسب مراسل "سي.إن.إن" الذي سعى للاستفسار عن الأمر.

وبموجب السياسة الجديدة، ستخضع جميع الأوراق الأكاديمية الخاصة بنشأة "كوفيد-19" لفحص إضافي قبل تقديمها للنشر، فيما يبدو أنه محاولة جديدة من جانب الحكومة الصينية للسيطرة على الحديث الدائر حول أصول جائحة فيروس كورونا المستجد، الذي انتشر عالمياً وأودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص وأصاب قرابة المليونين، منذ ظهوره للمرة الأولى في مدينة ووهان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

الاستخبارات الأميركية تدرس الأمر

وداخل إدارة الرئيس دونالد ترمب، يشتبه العديد من مسؤولي الأمن القومي منذ فترة طويلة أن WIV أو مركز ووهان لمكافحة الأمراض والوقاية كانا مصدر تفشي الفيروس الجديد. ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، لم تقدم أجهزة الاستخبارات أي دليل لتأكيد ذلك، لكن أحد كبار المسؤولين في الإدارة أفاد في تعليقات لـ"واشنطن بوست" أن المراسلات الدبلوماسية تقدم دليلاً آخر يدعم احتمال أن يكون الوباء نتيجة لحادث في مختبر بمدينة ووهان.

وبحسب موقع "ديفينس وان"، قال الجنرال الأميركي مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، للصحافيين خلال لقاء أمس الثلاثاء، إن الاستخبارات الأميركية تدرس بعناية احتمال خروج الفيروس عن طريق الخطأ من أحد المختبرات في ووهان. وأضاف "هناك الكثير من الإشاعات والتكهنات لدى طيف واسع من وسائل الإعلام ومواقع المدونات، وما إلى ذلك. لا ينبغي أن يكون من المستغرب أن نولي اهتماماً كبيراً بذلك، وقد تلقينا الكثير من المعلومات الاستخباراتية التي تلقي نظرة فاحصة على ذلك".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات