Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زوجة مرنّم "داعش" الفرنسي تعلن رفضها العودة إلى بلادها بعد خروجها من الباغوز

عدد كبير من مقاتلي تنظيم "داعش" سلّموا أنفسهم إلى قوات سوريا الديمقراطية، بينما لا يزال عدد غير محدد منهم لا يريد الاستسلام، وهذا ما يمنع تحديد مدة زمنية لانتهاء المعركة

خرج حوالي 3500 شخص، الثلثاء 5 مارس (آذار)، من بلدة الباغوز عبر الممر الإنساني، الذي فتحته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على الجانب الشرقي من البلدة منذ أسابيع.

وقال عدنان عفرين، القيادي في "قسد"، إن عملية إجلاء آلاف المدنيين من داخل الباغوز مستمرة عبر الممر الإنساني، وإن عدداً كبيراً من مقاتلي تنظيم "داعش" سلّموا أنفسهم إلى "قسد"، بينما لا يزال عدد كبير وغير محدد لا يريد الاستسلام، وهذا ما يمنع تحديد مدة زمنية لانتهاء المعركة.

مريضٌ والده طبيب

عند نقطة تجمّع المدنيين، شرق الباغوز، تسير طوابير الرجال والنساء والأطفال، الذين أخرجتهم شاحنات كبيرة من الباغوز، ثم يدخلون في عمليتي الفرز والتفتيش الدقيق، ليحصلوا بعدها على المساعدات الأولية قبل نقلهم إلى المخيمات.

من بين المساعدات التي تقدم لهؤلاء، الخدمات الطبية العاجلة، لا سيما أنهم خارجون من منطقة صغيرة محاصرة تشهد قصفاً واشتباكات عنيفة بين الفينة والأخرى، ما يزيد عدد الإصابات الحربية والأمراض بينهم.

تقول سيدة ستينية إن حفيدها يبكي طوال الوقت منذ شهر كامل، ويعاني إسهالاً. كما أنها أصيبت بشظية في فخذها، جراء إحدى الغارات على الباغوز. وتضيف إن ابنها كان طبيباً التحق بالجيش السوري الحر في حلب، ثم انتقل إلى "داعش" وهو مفقود منذ عام ونصف العام ولا تعلم عنه شيئاً.

تتمدد سيدة مسنة أخرى على الأرض، وإلى جانبها أخرى تحرسها وتساعدها. تقول الأخيرة إن قوات النظام السوري استهدفتهم من الجانب الآخر من نهر الفرات، حينما كانوا في خيمتهم داخل الباغوز، وإن طلقة من سلاح قناص أصابت المرأة المسنة في الجانب الأيسر من بطنها، خضعت إثرها لعملية استئصال للكلية في عيادة ميدانية داخل البلدة المحاصرة، التي تعاني نقصاً في الأدوية.

بعدها، هرعت سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الكردي لنقل امرأة أخرى إلى أقرب مستشفى، فيما يبكي عشرات الأطفال جوعاً ويعانون الإسهال. وتقول امرأة طاجيكية، وهي أم لأربعة أطفال، إن ابنها يعاني مرض اللاشمانيا (حبة حلب)، التي أصيب بها جراء انتشار الأوساخ والحشرات داخل المخيم الذي نصبه "داعش" في الباغوز.

إسعافات طارئة

يقول علي عيسى، وهو مسعف طوارئ لدى الهلال الأحمر الكردي، إن المنظمة تقدم منذ عشرة أيام الخدمات الطبية العاجلة للنازحين من الباغوز، بما في ذلك الإسعافات الأولية ومعالجة الإصابات الحربية، ريثما يتم نقلهم إلى المستشفيات.

ويشير إلى أن الأمراض المنتشرة بين الخارجين تشمل حالات كثيرة من سوء التغذية والجفاف الشديد نتيجة الإسهال المزمن.

رئيس منظمة "فري رنجرز بورما" الطبية الأميركية، المعسكرة عند نقطة التجمّع يقول إن المنظمة استقبلت ما يزيد عن ألفي حالة تعاني جروحاً، بعضها كان قديماً والآخر حديث، نتيجة القصف والاشتباكات، وإن رجلاً مصاباً توفي الاثنين، في حين توفي طفلان أثناء تقديم العلاج لهما.

زوجة جان ميشيل كلان

من بين النساء الجالسات مع أطفالهنّ، كانت المواطنة الفرنسية دوروثي ماكير، زوجة مرنّم أناشيد "داعش" جان ميشيل كلان، التي وصلت إلى سوريا منذ خمس سنوات. وتقول ماكير إن ثلاثة من أبنائها قتلوا في هجين والباغوز، كما قُتل زوجها الشهر الماضي. وعبّرت ماكير عن انزعاجها من حكومة بلادها، مؤكدةً أنها لا تريد العودة إلى فرنسا، مشيرة إلى أن للمسلمين الحق في إقامة دولة خاصة بهم مثل الأمم الأخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ماكير، التي كانت تجلس هادئة على التراب، لم تكشف عن وجهها أثناء حديثها.

في المقابل، قالت سيدة بلجيكية (24 سنة)، رفضت الإفصاح عن اسمها، إنها دخلت إلى سوريا عبر تركيا في العام 2014، بعد وصول زوجها إلى الرقة بشهرين، الذي قتل لاحقاً. بعدها، تزوجت من مقاتل آخر في "داعش" لا يزال داخل الباغوز، مؤكدة أنها تقبّلت كل ممارسات "داعش" لأنه "شرع الله"، مشيرة إلى أنها لم تقرر بعد العودة إلى بلادها.

الطفل المؤذن

بينما كان عدد من الأطفال مصطفين في طابور استلام المساعدات، صاح صبي يدعى عامر بالناس ليعلن موعد الصلاة، رافعاً الأذان. ثم طلب من طفل آخر أن يساعده في الوضوء ويسكب الماء على يديه، في مشهد أقرب إلى التمثيل والارتجال. ثم صلى بعدد آخر من الأطفال صلاة العصر.

وحين سُئل عن كيفية تحديده القبلة، قال إنه حددها عن طريق موضع الشمس في السماء.

كثافة بشرية

نشر مجلس منبج العسكري مقطع فيديو أثناء وضعه علمه الخاص، إلى جانب علمي وحدات حماية الشعب وحماية المرأة، فوق تلة مطلة على المساحة المتبقية تحت سيطرة "داعش" من الباغوز. يظهر الفيديو تجول الأشخاص داخل المخيم ومئات الخيم والعائلات مع سياراتهم.

المزيد من الشرق الأوسط