Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التركيز المالي لجيل الألفية يخفي مخاوف نقدية أوسع

تظهر الأرقام أننا بحاجة إلى وقف التركيز على جيلٍ واحد بينما تلقى فقاعات الضغط المالي الأخرى التجاهل

باتت أسواق المال تهيمن على صورة الاقتصاد العالمي، لكن المصاعب هي في مكان آخر (غيتي) 

يسهل النظر إلى الديون والمخاوف الاقتصادية على أنّها مسألة متعلّقة بالأجيال.

فلطالما يُشار إلى أبناء جيل الألفية بأنّهم الجيل الأقلّ حظاً إذ يعانون من عددٍ من العوامل الصعبة التي تشتمل على الأقساط الجامعية والإيجارات المرتفعة والأسعار الباهظة للشقق.

بيد أنّ هنالك نواة متنامية من الأشخاص الذين ينتمون إلى المجموعات العمريّة كافة ممن يواجهون صعوبات مالية حقيقية. وبالتالي، فإنّ وجود الأشخاص الذين يعانون ويكافحون في سبيل العيش ليس بالظاهرة الجديدة طبعاً، إذ كان هناك دائماً  فقراء من مختلف الأعمار منذ أن وجدت المجتمعات.

ولكن، مما لا شكّ فيه أنّ الأشخاص ما دون سنّ الأربعين، أي الذين ولدوا بين العامين 1981 و1996 يواجهون مصاعب مالية.

وفي هذا السياق، تظهر بيانات جديدة صادرة عن "ناشيونال ويستمنستر بنك" أُرسلت نسخة حصرية منها إلى "اندبندنت"، بأنّ جيل الألفية يواجه صعوباتٍ ماليّة معيّنة.

ويقول حوالى شخص من أصل كل خمسة ضمن هذه المجموعة إنّ المخاوف النقدية أثّرت في علاقاته مع شريكته، فيما يعتبر أكثر من شخص من أصل كل عشرة أنّه يحس بالخجل أو الذنب من الاطّلاع على المبلغ الموجود في حسابه المصرفي، في حين أنّ ربع المشاركين بالاستطلاع يشعرون بأنهم يتعرضون للضغط لإنفاق المال على العطلات الباهظة.

ونتيجةً لذلك، فإنهم يعانون لتأمين رفاهم مع إقرار 44 في المئة منهم أنّ صحّتهم النفسية تعرضت للأذى بفعل الهموم المالية التي يواجهونها ممّا يعني أنّهم يكابدون أكثر بمرّتين مقارنةً بجيل الحرب العالمية الثانية.

ولكن مع ذلك، لا يمثل هؤلاء الجيل الوحيد الذي تعصف به الصعوبات.

 المتقدمات في السنّ (والنساء بشكلٍ عام)

أظهرت البيانات الأخيرة المستقاة من دائرة العسر المالي الحكومية أنّ عدد حالات الإعسار أو العجز المالي في أوساط النساء اللواتي تزيد أعمارهنّ عن 65 عاماً ارتفعت بشكلٍ صاروخيّ.

وكشف تحليل للأرقام أجراه موقع الوظائف "ريست ليس" لمن هم فوق الخمسين أنّه في عام 2008 بلغ عدد النساء اللواتي تجاوزن سنّ 65 وعانين من العجز المالي 1109 من النساء ولكن تضاعف هذا العدد إلى 2082 بحلول عام 2018.

أمّا العجز المالي لدى الرجال فلم يشهد هذا الارتفاع على الرغم من تسجيل زيادة في حالات العجز المالي بين الرجال ممن هم فوق 65 عاماً بلغت نسبتها 29 في المئة.

ولا يطرح ذلك مخاوف عمريّة بقدر ما يثير مخاوف جندريّة أيضاً. ففي الفئات العمريّة كافة، تجاوز معدّل العجز المالي الإجمالي للنساء، بوتيرةٍ متسارعة بين العامين 2008 و2018، المعدّل الذي سجّله الرجال. ويدلّ هذا الأمر على تغيّر كبير. ففي عام 2008 كان معدّل الإعسار المالي للذكور أعلى بنسبة 56  في المئة منه لدى النساء. ولكن في عام 2018 انقلب هذا الوضع بالكامل وأصبح معدّل العجز المالي لدى النساء يفوق ذلك الذي سجّله الرجال بنسبة 14 في المئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا الإطار، يقول ستيورات لويس، مؤسس موقع "ريست ليس" إنّ الأرقام تشير كلّها إلى مسائل كامنة بغاية الأهمية ولكنّه عبّر عن قلقه بشكلٍ خاص بشأن مجموعة النساء اللواتي تجاوزن الخامسة والخمسين "وتواجه كثيرات منهن سلفاً خطراً أكبر للوقوف على أقدامهنّ في وضعٍ ماليّ متردٍّ.  فاللواتي تخطين سنّ الـ55 عاماً هنّ أكثر عرضة للاستغناء عن خدماتهنّ وتسريحهنّ من وظائفهنّ ليواجهن البطالة على المدى الطويل ويتعرضن للتمييز العمري في عمليّة التشغيل لدى التقدّم لطلب وظيفة".

وأضاف لويس "من المرجح أن النساء في الخمسينات والستينات من أعمارهنّ  قد انشغلوا بعيداً عن مكان العمل بمسؤوليات رعاية الأنسباء المسنّين أو الشركاء أو الأحفاد...  أضف الى ذلك الهوّة الكبيرة في مدخّرات التقاعد الخاصة بين الرجال والنساء، وهو تراكم بدأ قبل 40 عاماً بسبب الفجوة في الأجور بين الجنسين، ولهذا ليس مفاجئاً أن نرى العجز المالي الذي يصيب النساء في سنّ الـ 65 فما فوق يرتفع بوتيرةٍ أسرع من بقية الفئات العمرية".

شمال البلاد

من المحتمل أن الحكومة وضعت خططاً "لرفع مستوى بشكل متكافئ" لشمال البلاد، ولكن لن تعطي هذه الخطط ثمارها قبل مرور بعض الوقت. في غضون ذلك، أظهرت دراسة حديثة صادرة عن مؤسسة جوزيف روينتري أنّ شمال إنجلترا يواجه صراعات محددة متعلّقة بتأمين العمل المدفوع الأجر والحفاظ عليه.

كما دلّت الدراسة بأنّ حوالى 31  في المئة من البالغين في سنّ العمل في شمال شرقي البلاد لايزاولون أعمالاً مدفوعة الأجر، وهي النسبة الأعلى في المملكة المتحدة. يحلّ الشمال الغربي ثانياً حيث يعاني 27  في المئة من البالغين في سنّ العمل من البطالة.

وختم التقرير بأنّ "الاقتصادات المحلية الهشّة في بعض أنحاء المملكة المتحدة أدّت إلى نسبة بطالة أعلى ممّا تسجّله المملكة المتحدة ككلّ. ويجب أن يتغير هذا كله للحفاظ على النمو".

الآباء العازبون

يواجه الآباء والأمهات العازبون في أرجاء المملكة المتحدة كافة خطراً أكبر للمعاناة مقارنةً بالأسر الأخرى.

فقد وجدت دراسة أجرتها منظمة "جينجربريد" التي تدعم الآباء والأمهات العازبين عام 2018 أنّه في ذلك العام، عاش ما يقارب نصف الأولاد المتحدّرين من أبوين عازبين في حالةٍ من الفقر مقارنةً بربع الذين يعيشون في كنف عائلة مؤلفة من والدين.

ومن المتوقّع أن ترتفع هذه الأرقام بمعدّل الثلثين بحلول العام 2021.

تجدر الإشارة إلى أنّ المملكة المتحدة تضمّ حوالى 1.8 مليون أب أو أم عازبين وقرابة 90  في المئة منهم هنّ من النساء. وهؤلاء لا يعانون حالياً من التحديات المالية فحسب، بل إنّ الكثيرين منهم يجدون صعوبة في الادّخار لحالات الطوارىء أو للتقاعد ممّا يعرّضهم لفقرٍ قد يمتدّ طيلة حياتهم حتّى بعد مغادرة أولادهم منزل العائلة. 

© The Independent

المزيد من اقتصاد