هل يحمل نعل حذائك فيروس كورونا؟

بينما يُجري كثيرٌ من الأطباء والعلماء حاضراً دراسات على فيروس كورونا، في محاولة لمعرفة المزيد عن الوباء، ما زالت تفاصيل كثيرة في كيفية انتشار هذا الداء مجهولة.

على سبيل المثال، نعلم أن علينا التزام غسل أيدينا بطريقة شاملة ودقيقة، وتجنّب لمس فمنا وأنفنا وعينينا، في محاولة للحد من انتشار الجراثيم، لكن هل يجب أيضاً أن نتعامل على النحو نفسه مع أي ملابس نرتديها في الخارج أو مع أحذيتنا؟

وفقاً للخبراء، يعتقد أن خطر انتشار "كورونا" من الملابس أو الأحذية يبقى ضئيلاً بالنسبة إلى معظم الناس.

في ما يلي ما تحتاج إلى معرفته عن الملابس والأحذية وعلاقتها بفيروس كورونا.

هل عليك أن تغسل ملابسك عندما تدخل المنزل؟ وهل يعيش "كورونا" على نعل حذائك؟

تطرق الدكتور مايكل غاردام، طبيب في الأمراض المعدية ورئيس الفريق الطبي في مستشفى "هامبر ريفر" في تورنتو بكندا، إلى هذا الأمر في حديث إلى شبكة "غلوبال نيوز" الكندية. وفقاً لكلامه، ليس على معظم الناس أن يقلقوا بشأن غسل ملابسهم أو أحذيتهم فور دخولهم إلى المنزل.

لكن مع ذلك، لا يمكن  لغاردام الجزم بأن خطر انتقال عدوى كورونا من الحذاء "غير موجود".

قال غاردام: "لا أعتقد أنّ الملابس التي نتجوّل بها بصورة متكررة ستمثِّل مصدر قلق كبيراً. على الرغم من ذلك، لا يمكنني أن أُثبت بشكل مطلق أن (الناس) لا يمكن أن يصابوا بالعدوى من خلال الملابس الملوّثة بالفيروس".

أمّا لمن يعتريهم قلق بشأن ذلك، يقول غاردام ألا ضرر في غسل ملابسك كي يطمئن بالك.

وافقت كارول وينر، وهي متخصصة في الصحة العامة، الرأي القائل إن خطر التقاطك فيروس كورونا من حذائك "يبقى متدنياً"، إذ ذكرت عبر الموقع الإلكتروني "هافينغتون بوست": "لا دليل موجوداً على أن الأحذية تحمل فيروس كورونا إلى المنزل".

وفقاً لوينر، ربما تكون الأحذية واحدة من أقل الطرق المحتملة للإصابة بالفيروس، ذلك أنها "من الناحية العملية، موجودة على جزء من جسم هو الأبعد عن وجهنا، ونعلم أن أكبر خطر لانتقال العدوى يبقى من شخصٍ إلى آخر، وليس من حذاء إلى شخص".

ومع ذلك، بالنسبة إلى أولئك الذين يشتغلون في بيئات ذات خطورة عالية، على غرار العاملين في مجال الرعاية الصحية، يُنصح بغسل الملابس فور الوصول إلى المنزل.

هل يصنع نوع الحذاء أي فارق؟

 في حين يُعتقد أن من غير المحتمل أن تُصاب بـ"كورونا" عبر انتقاله إليك من أسفل حذائك، يعترف بعض الخبراء أن الفيروس يمكن أن يعيش على مواد معيَّنة مدة بضعة أيام، في كل مرة يعلق عليها.

قالت وينر للموقع: "علمنا من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية أن فيروس كورونا يبقى نشطاً على بعض الأظهر، مثل البلاستيك، مدة تتراوح بين يومين وثلاثة أيام. يشير ذلك إلى أن الفيروسات المستقرة على الأحذية المصنوعة من البلاستيك يمكن أن تبقى نشطة بضعة أيام".

وفقاً للدراسة، في مقدور الفيروس البقاء على الفولاذ المقاوم الصدأ مدة تصل إلى ثلاثة أيام أيضاً، ويوم واحد على الورق المقوّى.

كيف تمنع الجراثيم الموجودة على حذائك من الانتشار في منزلك؟

أحد الاقتراحات، التي غالباً ما يستخدمها خبراء في الطب، استخدام زوج واحد فقط من الأحذية للعمل، ثم انتعال حذاء آخر قبل الدخول إلى المنزل.

في وقت سابق من الأسبوع الحالي، وفي سبيل مساعدة الأطباء والممرضات وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية على منع الجراثيم من الانتشار، أعلنت "كركس"، الشركة الشهيرة في صناعة الأحذية المرنة، أنها ستوزِّع أحذيتها مجاناً، كي يتمكّن أولئك من استبدال حذاء بآخر بسهولة.

في تصريح في هذا الشأن، قال أندرو ريس، الرئيس والمدير التنفيذي للشركة الأميركية، "خلال الأسبوع الماضي، تحدّثنا إلى عاملين في مجال الرعاية الصحية وإلى المؤسسات التي يعملون فيها، وحتى إلى أسرهم وأصدقائهم، وطلبوا على وجه التحديد الحصول على أحذيتنا في محاولة لتوفير الراحة لأقدامهم، إضافة إلى راحة البال، إذ يلزمهم التخلص بسهولة من أي فيروسات عالقة عليهم قبل أن يعودوا إلى عائلاتهم".

يبقى أن تنظيف حذائك بمنديل ورقي يحتوي على كحول يمكن أن يساعد أيضاً في قتل الجراثيم المستقرة عليه.