Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفلسطينيون يرون في فوز نتنياهو نسفا لحل الدولتين

"لم يبق أمامهم سوى الصمود على أرضهم وتفعيل مقاومتهم الشعبية وتحقيق المصالحة الوطنية"

بنظرة فيها الكثير من "التشاؤم والسوداوية"، استقبل الفلسطينيون فوز معسكر اليمين الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو في ثالث انتخابات للكنيست خلال أقل من عام.

فهم يرون بفوز اليمين الإسرائيلي تعبيراً واضحاً عن تفشي الكراهية والعنصرية في المجمتع الإسرائيلي، وجنوحاً صوب تصفية القضية الفلسطينية بتواطؤ أميركي غير مسبوق.

وطوال العام الماضي، لم يترك نتنياهو مناسبة إلاّ وتوعّد فيها بضمّ غور الأردن والمستوطنات إلى إسرائيل في حال فوزه بالانتخابات، وهو ما يعني تدميراً لحل الدولتين الذي يتمسك به الفلسطينيون.

وقبل ساعات من الانتخابات، تعهّد نتنياهو بضمّ غور الأردن وأجزاء أخرى من الضفة الغربية "في غضون أسابيع"، إذا أُعيد انتخابه.

ومنذ أكثر من أسبوع، تواصل "لجنة الخرائط الأميركية الإسرائيلية المشتركة" عملها لترسيم الحدود الدقيقة للأراضي الفلسطينية التي من المقرر ضمّها إلى إسرائيل، وذلك في ظل إعطاء خطة ترمب الضوء الأخضر لتل أبيب لضم الأغوار والمستوطنات.

هذا واعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أنّ تقدم نتنياهو في الانتخابات "فوز للاستيطان والضمّ والفصل العنصري"، مضيفاً أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية اختار الجانب الخاطئ من التاريخ عبر استمراره في الاحتلال وفرض أن تعيش المنطقة وشعوبها بحدّ السيف".

في حين شدّد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه على "عدم السماح لأحد بتصفية القضية الفلسطينية"، مضيفاً أن الشعب سيبقى صامداً فوق أرضه، متمسكاً بثوابته الوطنية.

وأبقى أبو ردينه الباب مفتوحاً لتعامل الفلسطينيين مع "أي حكومة إسرائيلية تلتزم الوصول إلى السلام العادل والشامل الذي يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967".

ويطالب الفلسطينيون بآلية دولية متعددة الأطراف، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع رفض الرعاية الأميركية الأحادية لعملية السلام، التي بحسب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم تحقق أي تقدم منذ عام 1993، متّهماً واشنطن بعدم رغبتها في تحقيق السلام.

ويرفض عباس خطة ترمب للسلام، ويعتبرها إسرائيلية وتهدف إلى فرض نظام فصل عنصري ضد الفلسطينيين، واستبعاد إمكانية إقامة دولة لهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بدورها، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إن فوز معسكر اليمين الإسرائيلي يشكّل "تعبيراً واضحاً عن تفشي ثقافة الكراهية والعنصرية والتطرف في إسرائيل"، وتابعت في حديث لـ"اندبندنت عربية"، "ذلك جاء نتيجة التواطؤ الأميركي وضعف الموقفين الأوروبي والعربي"، مضيفةً أنّ تكرار الدول الأوروبية التأكيد على حل الدولتين يأتي من باب "تبرئة الذمة"، لكن من دون اتّخاذ إجراءات عملية لفرضه.

وأوضحت أنه لم يبقَ أمام الفلسطينيين سوى الصمود على أرضهم، وتفعيل مقاومتهم الشعبية، وتحقيق المصالحة الوطنية، والعمل على نسج علاقات مع أنصار السلام حول العالم.

 وطالب عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير" أحمد مجدلاني، بإعادة تقييم الموقف الراهن ومراجعة أشكال إدارة الصراع السياسي، واتخاذ موقف حازم إذا ضمّ نتنياهو الأغوار والمستوطنات، عبر إنهاء المرحلة الانتقالية وإلغاء الاتفاقيات مع إسرائيل والدعوة إلى انتفاضة شعبية ضدها.

وشدّد في حوار مع "اندبندنت عربية" على أن ذلك يجب أن يسبقه إنهاء حالة الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس"، ومعالجة وطنية شاملة للتحدي الوجودي الذي يواجه الشعب الفلسطيني.

"نتنياهو سيعمل بكل قوته على استغلال الفرصة المتاحة له لتحقيق رؤيته التي تضمّنتها خطة ترمب، كي تذكره كتب التاريخ باعتباره ثالث أهم شخصية في التاريخ الصهيوني بعد مؤسس الحركة الصهونية ثيودور هيرتزل، وبعد أول رئيس وزراء لإسرائيل ديفيد بن غوريون"، بحسب مديرة أحد مراكز الدراسات الإسرائيلية هنيده غانم.

وأوضحت غانم أن نتنياهو يسابق الزمن "لحسم الصراع وترسيخ "أرض إسرائيل" في كل الأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط.

أما هاني المصري وهو مدير مركز دراسات آخر، فاعتبر أنّ انتصار اليمين المتطرف الإسرائيلي أمرٌ ضارٌّ جداً، لأنه سيواصل بناء "إسرائيل الكبرى" بمعدلات أسرع، لكنه استدرك أن ذلك سيؤدي إلى "سقوط آخر الأوهام الفلسطينية بإمكانية وجود شريك إسرائيلي للسلام ويعزز الجهود لبلورة بديل جديد عن اتفاق أوسلو والتزاماته".

المزيد من الشرق الأوسط