Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ابن "سمالوط" المصرية رامي مالك... الكاميرا العادلة تصطاد الموهوبين

قصة حياة المغني الاستثنائي فريدي ميركوري تمنح الممثل الأميركي المصري أوسكار أفضل ممثل 2019... لم تنقطع صلته بمسقط رأس أبويه حتى الآن... هكذا تحدث عن أم كلثوم وعمر الشريف 

في طفولته قضى الطفل الأميركي ذو الأصول المصرية "رامي مالك" الكثير من الوقت في "خلق الشخصيات وأداء الأصوات"، وحينما وصل المرحلة الثانوية منحته الفرصة الوقوف على خشبة مسرح مدرسة نوتردام في لوس أنجلوس، ليؤدي دورا في مسرحية (Zooman and The Sign)، بعدما لاحظ معلمه موهبته في التمثيل، ورَصد مهارات لغة الجسد لديه، وثراء التنوع الصوتي بحنجرته، وأوصاه باحتراف الفن.

بالطبع كان أبواه حاضرين العرض، لم يمر وقت طويل على أداء رامي المسرحي، وانفعل الأب مع الابن، هنا أدرك رامي معنى "قوة التمثيل"، وقرر خوض المغامرة وراء الكاميرات. يوثق رامي هذه اللحظة، فيقول عنها "واجهت هذه اللحظة أمام والدي ومجموعة من الناس؛ الجمهور، رد فعل والدي جعلني أدرك (قوة التمثيل)، بعد ذلك فكرت، وأيقنت أن شيئا خاصا يحدث هنا".

بالأمس وقف الممثل الأميركي ذو الأصول المصرية "رامي مالك"، ليتوج بجائزة أوسكار لأفضل ممثل عن دوره فى فيلم  "Bohemian Rhapsody"، الذي نال 4 جوائز، هي أفضل ممثل، وأفضل مونتاج، وأفضل مكساج، وأفضل مونتاج صوتي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"الملحمة البوهيمية"

الفيلم يسرد قصة حياة المغني فريدي ميركوري الذي يجسد دوره "مالك"، مؤسس الفرقة الموسيقية المعروفة بـ"Queen"؛ الملكة، إذ تحدى فريدي الصور النمطية لتصبح الفرقة واحدة من أكثر الفرق المحبوبة عالمياً، ويتتبع الفيلم صعود نجم الفرقة من خلال نمط أغانيهم الجديد والمتفرد، إلى أن يصلوا إلى نجاح لا مثيل له، ولكن في تحول غير متوقع، يقرر فريدي الابتعاد عن الفرقة لتحقيق مسيرته الفردية.

فماذا عن هذا الطفل، وترى من يكون، وكيف كان مسيرته وصولا إلى السجادة الحمراء؟

منذ الميلاد... "شيء خاص يحدث هنا"

رامي مالك، البالغ من العمر 37 عاما، مواليد لوس أنجلوس، أكبر مدن ولاية كاليفورنيا، في الثاني عشر من مايو (أيار) عام 1981 لأبوين مصريين مهاجرين، هما سعيد مالك ونيللي عبد الملك اللذان غادرا القاهرة في عام 1978، واستقرت الأسرة في شيرمان أوكس في لوس أنجلوس، عمل الأب الذي كان مرشداً سياحياً في مصر في بيع التأمين، بينما عملت الأم محاسبة.

تربى مالك وسط عائلته القبطية الأرثوذكسية المكونة من أخ وأخت، وتحدث اللغة العربية في المنزل حتى سن الرابعة، إذ اعتنى الأب والأم بحفاظه وإخوته على جذورهم المصرية، والتواصل مع أهلهم وذويهم عبر الهاتف مع أفراد عائلته في مسقط رأسه بمركز سمالوط التابع لمحافظة المنيا، بصعيد مصر.

يقول مالك "أثناء فترة طفولتي بالخارج شعرت بالغربة، فبحث داخل أصولي المصرية، ومع تقدم مراحل العمر وقعت في حب الميراث الحضاري لبلادي؛ لعاداتها وتقاليدها، السحر والموسيقى، وشعرت آنذاك أنه من واجبي أن أشارك كل هذه الإرث الموجود من هنا، مع العالم كله".

وتابع مالك "نشأت على حب الاستماع إلى الموسيقى المصرية، أحببت أم كلثوم، وعمر الشريف، هؤلاء هم شعبي، أشعر أنني مرتبط بشكل رائع بالثقافة والبشر الموجودين هناك في بلادي، أقر بأن لدي تجربة مختلفة، لكنني مغرم ومتشابك مع الثقافة المصرية، إنه نسيج مرتبط بكياني وشخصيتي".

 ذهب مالك إلى ثانوية نوتردام، وكانت في نفس صفه الممثلة رايتشل بيلسن، وكيرستن دانست، التي كانت أصغر منه سنا بسنة واحدة، ذهبت إلى نفس المدرسة، وكان كلاهما في صف المسرح معا، وفقا لموسوعة "ويكيبيديا"، بعدها تخرج في عام 1999، وذهب إلى دراسة المسرح في جامعة إيفانسفيل؛ في إيفانسفيل بإنديانا، وحصل منها على بكالوريوس الفنون الجميلة في عام 2003.

بداية طموحة تبشّر بموهبة متفجّرة

في الرابعة والعشرين من عمره كان أول ظهور حقيقي له، ففي عام 2004، بدأ مالك مسيرته التمثيلية عندما حصل على دور "آندي" كضيف في المسلسل التلفزيوني "Gilmore Girls"، وفي عام 2005 ظهر في حلقة من مسلسل "Medium"، وقدم اختبار أداء للدور المتكرر البارز Kenny، لسلسلة الكوميديا​​ The War at Home.

في عام 2006، قدم دورا مستوحى من أصوله المصرية  كفرعون يدعى "أخمنرع"، في الجزء الأول من فيلم Night at the Museum،  وظهر أيضاً في الأجزاء الأخرى بنفس الدور في 2009، و2014.

في ربيع عام 2007، ظهر على خشبة المسرح في شخصية "Jamie" في العرض المسرحي The Credeaux Canvas لـ"كيث بنين" على مسرح إلفنت في لوس أنجلوس.

عاد مالك إلى التلفزيون في عام 2010 في دور متكرر، كالإرهابي الانتحاري "ماركوس الذكار" في الموسم الثامن من سلسلة Fox  24، وفي وقت لاحق من نفس العام، تلقى نقداً لتصويره دور القائد ميريال "سنافو" شيلتون، Merriell "Snafu" Shelton  في سلسلة HBO،   المستوحاة من الحرب العالمية الثانية عن دوره في مسلسل "The Pacific". بعدما انتهى من تصويره غادر هوليوود وقرر العيش في الأرجنتين لفترة من الزمن وفي الريف حصراً، وحاز بهذا الدور على جائزة الإيمي برايم تايم كأفضل ممثل رئيسي في مسلسل درامي في 2016.

خلال تصوير دوره في "The Pacific" التقي مالك المنتج التنفيذي والممثل توم هانكس، الذي كان معجباً بأداء مالك، وفي وقت لاحق منحه دور الطالب الجامعي "ستيف ديبياسي" في فيلم Larry Crowne، الذي صدر في يوليو (تموز) 2011.

وفي عام 2013، لعب دور نايت Nate (موظف جديد في مأوى لليافعين) في فيلم Short Term 12، وفي ذلك الوقت ظهر في اثنين من أفلام "سبايك لي"، كان له أيضاً أدوار ثانوية في Battleship، والفيلم المرشح للأوسكار The Master، وAint Them Bodies Saints.

في 25 أغسطس (أب) من عام 2015 ظهر كشخصية Josh، وهو أحد الشخصيات الرئيسية، في لعبة الفيديو "Until Dawn".

نقطة تحول بفضل "القرصان"

كان مالك على موعد مع تحول درامي في عام 2015، بعدما قدم أشهر أدواره التي يعرف به، إذ أدى دور القرصان الإلكتروني "إليوت ألدرسون" في مسلسل Mr. Robot على شبكة "يو إس إيه نيتورك"، وفيه يؤدي رامي شخصية إليوت الذي يعاني من اضطرابٍ اجتماعي، ويواجه مشاكل في التواصل مع الناس غير أن لديه قدرات كبيرة في استخدام التكنولوجيا والقرصنة، ويتم تجنيد إليوت عن طريق الأناركي الغامض الذى يطلق على نفسة اسم السيد روبوت من أداء كريستين سلاتر.

 وأكسبه أداؤه في المسلسل جائزة اختيار النقاد للأفلام لأفضل ممثل وجائزة إيمي، وكذلك ترشيحات لجوائز من بينها غولدن غلوب لأفضل ممثل في مسلسل درامي، نقابة ممثلي الشاشة، وTCA.

شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2016 حمل له دور البطولة في فيلم "Buster's Mal Heart"، ولعب فيه مالك دور شخصيتين هما Jonah وBuster، وعرض لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، وحظي بالإجماع على إعجاب الحضور.

في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، أعلن مالك أنه سيمثل دور النجم الراحل الأسطورة الغنائية فريدي ميركوري Freddie Mercury في الفيلم الواقعي Queen biopic, Bohemian Rhapsody، الذي سيتم طرحه في 25 كانون الأول 2018، ويأتي عام 2019 ليتوج الفرعون المصري رامي مالك بجائزة أوسكار أفضل ممثل في 2019.

أسرة مالك تفتخر بأصالة الابن

السيد فيكتور إلياس فلتاؤوس، ابن عم والد سعيد مالك، والد رامي، ما يزال يعيش بعزبة فلتاؤوس بمركز سمالوط بمحافظة المنيا جنوب مصر، تحدث لـ"اندبندنت عربية"، وقال "العائلة كلها تشعر بالفخر، وجميعنا سهرنا حتى الصباح في انتظار تتويج ابننا".

 يتابع "كنا واثقين من قدراته على النجاح، كنا واثقين أيضا أنه سوف يحرص على أن ذكر اسم بلده مصر في كلمته".

فيكتور إلياس "مدير مدرسة متقاعد" لديه كنز من الأسرار حول عائلة نجم الأوسكار الأميركي المصري، وأشار إلى أن رامي كان في زيارة إلى مسقط رأس أسرته قبل 16 سنة تقريبا، وكان وقتها في أوائل العشرينيات، ولديه أصدقاء من أبناء عمومته هنا، وعلى تواصل دائم معهم، فهم أبناء جيل واحد.

أضاف فيكتور أن والد رامي رحل قبل 12 عاما تقريبا، ورامي وشقيقه سامي التوأم ولدا بأميركا، لكنهما يعتزان بجذورهما وأصولهما المصرية، أما شقيقتهما الكبرى الطبيبة ياسمين فولدت بمصر قبيل هجرة الأسرة.

وأوضح أن سعيد مالك هاجر بعائلته وشق طريقه بصبر في كاليفورنيا، وكان ضابطا بالاحتياط إبان حرب أكتوبر عام 1973، وما يزال منزل والد رامي موجودا في العزبة التي تحمل اسم جدهم، حيث أنها عزبة جدة رامي مالك.

المزيد من فنون