Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النظام الغذائي الغربي يضر بوظائف دماغك

تراجع أداء المشاركين في دراسة حديثة في اختبارات الذاكرة بعد أسبوع من تناولهم وجبات سريعة

يزعم علماء أن الحمية الغذائيّة الغربيّة قد تضعف وظائف الدماغ وتشجِّع على الإفراط في تناول الطعام (ويكيبيديا.أورغ)

وجدت دراسة حديثة أنّ اتباع نظام غذائيّ على النمط الغربيّ الغنيّ بالدهون والسكر على مدى أسبوع، يمكن أن يؤدِّي إلى ضرر طفيف في وظائف الدماغ، ويحمل الأشخاص اليافعين الأصحاء على الإفراط في تناول الطعام.

وفي الدراسة، بعدما استهلك متطوِّعون نسبة مرتفعة من الدهون واتبعوا نظاماً غذائيّاً غنياً بالسكر، جاء أداؤهم في اختبارات الذاكرة أسوأ مقارنة مع من ابتعدوا عن تلك الحمية، وظهرت لديهم رغبة في التهام المأكولات السريعة عقب الانتهاء من وجبتهم مباشرة.

وعليه، يشير البحث إلى أنّ الحمية الغذائيّة الغربيّة قد تتسبَّب ببعض الاضطرابات في منطقة في الدماغ تُسمى "الحصين"، الجزء الذي يرتبط بذاكرة المرء والتحكّم بشهيِّته للطعام، ما يؤدِّي في النتيجة إلى صعوبة لدى الناس في ضبط رغبتهم في تناول المزيد.

تحدّث إلى صحيفة "ذي غاردين" في هذا الشأن ريتشارد ستيفنسون، بروفيسور في علم النفس في جامعة "ماكواري" الأستراليّة في سيدني وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة، وقال إنّه "بعد مضيّ أسبوع على اتباع نظام غذائيّ غربيّ، ستزيد شهيتك نحو الطعام اللذيذ الذي يوفِّر المتعة، على غرار الوجبات الخفيفة والشوكولاتة، على الرغم من شعورك بالامتلاء".

أضاف، "في هذه الحال، ستصبح مقاومتك للطعام أكثر صعوبة، وستندفع إلى تناول المزيد، ما يؤدي بدوره إلى إلحاق ضرر إضافيّ بمنطقة "الحصين"، وفي النتيجة إلى دورة مفرغة من الإفراط في الأكل".

في دراستهم، استعان العلماء بـ 110 مشاركين يتمتعون بصحة جيدة وتتراوح أعمارهم بين 20 و23 عاماً. قسّموهم إلى مجموعتين، مجموعة ضبط تغذّت على أطعمة صحيّة، ومجموعة أخرى اتبعت حمية غربيّة غنيّة بالسعرات الحراريّة، تتضمّن حصة دسمة من الفطائر البلجيكيّة ووجبات سريعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تناول المشاركون في كلتا المجموعتين وجبة الفطور الصباحيّة في بداية الأسبوع ونهايته، واستكملوا اختبارات الذاكرة المتعلّقة بالكلمات، ثم خضعوا لتقييم للكشف عن رغبتهم في استهلاك الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر على غرار حبوب الفطور "كوكوبوبس"، ومدى استمتاعهم بها قبل تلك الوجبة وبعدها.

في هذا الصدد، قال البروفيسور ستيفنسون، إنّه "كلما تضاعفت رغبة المشاركين في المأكولات اللذيذة التي توفِّر المتعة بعد تناولهم كفايتهم من أطعمة يشتمل عليها النظام الغذائيّ الغربيّ، كلما جاء أداؤهم في اختبار وظيفة الحصين أكثر ضعفاً".

وفي الواقع، عندما يعمل الحصين بشكل أقل كفاءة، يشهد الدماغ فيضاً من الذكريات يجعل الطعام يبدو أكثر لذّة، على ما قال البروفيسور.

اللافت أنّ نتائج الدراسة تحاكي بحوثاً سابقة في هذا المجال أجريت على الحيوانات وأظهرت أنّ تناول الوجبات السريعة يضرّ بوظائف بـ "الحصين".

ولكن لا تتوفّر أسباب ملموسة لحدوث ذلك، ما عدا أنّ تلك المنطقة من الدماغ تحجب الذكريات المتعلِّقة بالطعام أو تضعفها عند شعورنا بالامتلاء.

وقال البروفيسور ستيفنسون إن تلك الأضرار الطفيفة الأولى التي يخلِّفها النظام الغذائيّ الغربيّ يمكن أن تؤدِّي في الأمد الطويل إلى تدهور في نواحٍ صحيّة أخرى من بينها السمنة وداء السكري، علماً أنّ كلاهما يتصلّ بالإصابة بالخرف وتراجع في أداء الدماغ.

ويعتقد الباحث أنّ الحكومة ستضطر في نهاية المطاف إلى تقييد استهلاك الوجبات السريعة بالطريقة عينها التي تعاملت بها مع تدخين السجائر.

وأضاف "إنّ تبيان حقيقة أن الأطعمة المصنّعة يمكن أن تؤدي إلى ضعف إدراكيّ طفيف يؤثِّر في الشهيّة ويفاقم الرغبة لدى الشباب الأصحاء في تناول الطعام حتى التخمة، يجب أن يكون اكتشافاً باعثاً على القلق للجميع".

جدير بالذكر أنّ الدراسة، التي نشرت في مجلة "رويال سوسيتي أوبن ساينس"، واحدة من الدراسات الأولى التي تتحقّق ممّا إذا كان النظام الغذائيّ الغربيّ يتسبّب بضعف في الذاكرة والسيطرة على الشهيّة لدى الإنسان.

© The Independent

المزيد من صحة