Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أول قمة عربية أوروبية… قلق من استمرار الأزمات في الشرق الأوسط وتنامي ظاهرة الهجرة

توسك يوجه التحية إلى الدول العربية التي تستقبل النازحين واللاجئين خلال السنوات الأخيرة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أثناء فعاليات اليوم الأول للقمة العربية الأوروبية في منتجع شرم الشيخ 24 فبراير(شباط) 2019. (رويترز)

تحت شعار "الاستثمار في الاستقرار"، تعقد أعمال القمة العربية الأوروبية في مدينة شرم الشيخ على مدار يومي 24 و25 من فبراير (شباط) الحالي، بمشاركة أكثر من 40 زعيماً ورئيس دولة، بالإضافة إلى وفود رفيعة المستوى من 50 دولة، بهدف بحث سبل التعاون الدولي بين المنطقة العربية والقارة الأوروبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الأوضاع الشائكة في المنطقة العربية وتداعياتها

 وتطرق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة افتتاح القمة إلى المخاطر التي تحيط بالمنطقتين العربية والأوروبية ممثلة في "مواجهة ما يفرضه واقع اليوم من تحديات، وعلى رأسها تفاقم ظاهرة الهجرة، وتنامي خطر الإرهاب، الذي بات، مع الأسف، أداة تستخدمها بعض الدول، لإثارة الفوضى بين جيرانها، سعيا منها لتبوء مكانة ليست لها، على حساب أمن وسلامة المنطقة".

وأكد أن المنطقتين؛ العربية والأوروبية "اليوم في أمَّس الحاجة، لتأكيد وحدتنا وتعاوننا أمام خطر الإرهاب، والوقوف صفاً واحدا ضد هذا الوباء، الذي لا يمكن تبريره تحت أي مسمى". وتطرق الرئيس المصري إلى القضية الفلسطينية ورغبة الموقف العربي في التوصل إلى "تسوية شاملة وعادلة على الرغم من أن مرجعيات هذه التسوية باتت معروفة، وموثقة في قرارات للشرعية الدولية عمرها من عمر الأمم المتحدة، ويتم تأكيدها وتعزيزها سنوياً، وإن طال انتظارنا لتنفيذها".

وفي معرض إشارته إلى الأزمات في الشرق الأوسط قال "إن ترك النزاعات في ليبيا وسوريا واليمن، وسائر المناطق التي تشهد تناحراً مسلحاً، بدون تسوية سياسية، لا يمكن إلا أن يمثل تقصيراً، ستسألنا عنه الأجيال الحالية والمقبلة، والتي بات ينتقل إليها عبر وسائل الإعلام الحديث، التفاصيل الدقيقة لهذه الكوارث الإنسانية، لحظة بلحظة".

وحول قضايا الهجرة أكد الرئيس المصري أنه على عكس البعض لم ير في قضية الهجرة تحديا بقدر ما هي "مجال واعد للتعاون، يحمل في طياته العديد من الثمار المشتركة، سواء للمنطقة العربية التي تتميز بوفرة الأيدي العاملة، والمنطقة الأوروبية التي تتطلب اقتصاداتها مصادر متنوعة من قوى العمل. ومن ثم فإن التعاون بين منطقتينا لضمان الهجرة الآمنة والنظامية من شأنها تحقيق العديد من المصالح المشتركة، مع العمل بالتوازي على مكافحة أنشطة الإتجار في البشر في إطار جهودنا المشتركة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود".

الشباب وكلاء التغيير

بدوره أعرب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عن سعادته لاجتماع "القيادات الأوروبية على هذا النحو لأول مرة في شرم الشيخ، للاعتراف بأن تعاونا أكثر أهمية مما كان عليه من قبل يلوح في الأفق، ففي عالم اليوم نحتاج للمزيد من الشراكة عبر الجغرافيا التي تجمعنا بالمنطقة العربية، وتكافلنا جميعاً يتطلب منا أن نواجه التحديات المشتركة معاً، وأن نغتنم الفرص الحقيقية الجغرافية والتاريخية والاهتمامات ليجمعنا طريق التعاون والتعايش في سلام بدلا من أن يضرب الخلاف أو النزاع علاقتنا".

وأضاف توسك "في وقت نعاني فيه من التوتر المتعاظم، وعدم القدرة على التوقع، علينا أن نعمل معا، ونأخذ في الاعتبار اهتمامنا المشترك لخلق بيئة سليمة للاستقرار طويل الأجل، وهو الطريق الوحيد الذي يضمن لمواطنينا السلام والرفاه اللذين يستحقونها".

وتابع "علينا أن نوصل لهم أن تعاوننا شامل وقوي، وله أثر حقيقي على الحياة اليومية، فهناك المجالات العديدة التي يسعنا أن نقوم بذلك من خلالها عبر تمويل التعليم، وتخفيض البطالة وتشجيع الاستثمار، والمساعدة في تعزيز التجارة".

وأوصى رئيس المجلس الأوروبي بأن يكون "الشباب مركزاً لجهودنا واهتمامنا، فهم وحدهم يجب أن يدركوا الرفاه والرفاهية ويمنعوا النزاعات، لذا لزم تمكينهم لكي يكونوا وكلاء لهذا التغيير، فتعزيز الحوار البيني والثقافي وإحياء المجتمعات المدنية، ووضع الأولوية للتعليم، يخلق مجتمعات آمنة ومستقرة".

وبالهجرة اختتم توسك حديثه "أود أن أحيي كل من تحمل مسؤولية التشرد، وساعدوا اللاجئين، وحاولوا في وقت مبكر محاربة المهربين، فعلى الجميع تقع مسؤولية وضع حد للمهربين والمتاجرين بالبشر، ونناقش الأسباب الفعلية الحقيقية للهجرة والتشرد، ونوقف الهجرة غير المنظمة".

فلسطين.. قضية العرب الأولى

من جانبه أشاد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بالعلاقات التاريخية بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي بأبعادها المختلفة السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، وأشار إلى تطلعه لإسهام هذه القمة في تعزيزها بجميع المجالات لتحقيق المصالح المشتركة.

وقال الملك سلمان، خلال كلمته بالقمة العربية الأوروبية المنعقدة في شرم الشيخ، إن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، وأنه خلال القمة الأخيرة لقادة الدول العربية التي استضافتها المملكة العربية السعودية، والتي سميناها "قمة القدس" أعدنا التأكيد على موقفنا الثابت تجاه استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

وشدد الملك سلمان على أن حل القضية الفلسطينية ضرورة، ليس فقط لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، بل للاستقرار العالمي وأوروبا على وجه الخصوص، وثمن الجهود الأوروبية لإيجاد حل عادل لهذه القضية.

 

المزيد من سياسة