أسواق دمشق... كلهم عبروا من هنا
تنوء المدن بأحمالها إلا دمشق. فهي مدينة التاريخ، والتاريخ يتراكم، ويتسع لكل من مروا به: عظماء أو سفلة، قادة أو مقودون، راسخون أو قطّاع طرق، بناة أو هدّامون... وكل هؤلاء عبروا في دمشق، أو استقروا بين جنباتها، وتركوا بصماتهم في بعض أركانها...
لكن دمشق هي المدينة الفريدة التي تطبع بصمتها فوق جبين القارّ والمارّ، وتنسج من ياسمينها عباءة لا تبلى.
دمشق المدينة/ العاصمة الأقدم في العالم، سمّتها النصوص المصرية القديمة تيمساك، وأطلق عليها الآشوريون اسم دمشقا، وسماها الآراميون، ديماشقو، وحرّفته النصوص اللاتينية إلى داماسكس، ثم عرّب أهل جزيرة العرب اسمها بنطقه الحالي.
دمشق/ الشام مدينة تكثر ألقابها، كما تكثر حقبها وأحمالها، ومع ذلك فهي لا تشيخ... تتعب مرة، وتنزف أخرى، وتحتلك فوق سطوحها الأيام والليالي كما هو راهنها، لكنها دائما تعرف كيف تستخلص الحياة من بين أنياب الموت...
كيف نعرف دمشق التي تعاند القسوة؟ فلنتجول في أسواقها بعين كاميرا "اندبندنت عربية"، لكي نحصل على الجواب...
