عثر عدد من علماء الفلك على كويكب بدت تضاريس سطحه غير مألوفة، لدرجة أنّهم أطلقوا عليه اسم "كرة الغولف".
تُعتبر تلك الصخرة الفضائية، وفقاً للباحثين الذين اكتشفوها، أكثر الأجسام المغطاة بالفجوات التي يمكن رؤيتها في ما يُسمى "حزام الكويكبات" (جزء من النظام الشمسيّ يقع بين المريخ والمشتري تدور فيه كمية هائلة من الكويكبات)، وتعتبر "بمثابة اكتشاف عالم جديد". وإضافة إلى الحُفر الغريبة، تظهر على سطح الكويكب أيضاً "بقعة مضيئة" غامضة لم ينجح العلماء في إيجاد تفسير لها.
كذلك يتميَّز الكويكب بضخامته، ويسميه العلماء "بالاس"، ويشيرون إلى أنه الجسم الثالث الأكبر حجماً في "حزام الكويكبات"، ويبلغ حجمه حوالى سبعة أضعاف حجم القمر التابع لكوكب الأرض. وقد اكتُشِف للمرّة الأولى في عام 1802، غير أنّ كثيراً من تفاصيله بقي غامضاً.
في المقابل، تبيّن العلماء حاضراً طبيعة سطح الكويكب عبر صور حصلوا عليها للمرّة الأولى، وأشاروا إلى أنّها يمكن أن تساعد أيضاً في حلّ بعض الألغاز الاخرى حول هذا الجسم.
على مرّ القرون منذ اكتشافه، لاحظ علماء الفلك أنّ "بالاس" يتّخذ مساراً غريباً عبر "حزام الكويكبات"، متابعاً رحلته في مدار مائل على خلاف معظم الأجسام الاخرى المحيطة به.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحاضراً، بات الباحثون يعتقدون أنّ الطبيعة التي يتميّز بها سطح الكويكب تتأتى كنتيجة للمدار الذي يتّخذه. وفي التفاصيل أنه أثناء تحرّك "بالاس" حول الشمس، يتوجب عليه أن يشقّ طريقه بقوة كي يمضي في مساره المتفرد. ونظراً إلى أنّ مداره مائل، تكون التصادمات التي يتعرّض لها مدمِّرة جداً، تاركة تلك الهيئة الكثيرة الحفر التي كُشف عنها في الصور حاضراً.
في ذلك الصدد، تناول ميشال مارسيت الباحث الرئيس في الدراسة هذا الاكتشاف في بيان ورد فيه إنّ "مدار "بالاس ينطوي على ارتطامات عالية السرعة. عبر دراسة الصور التي وصلتنا، يمكننا الآن القول بإنّ هذا الكويكب أكثر الأجسام المليئة بالحفر التي نعرفها في "حزام الكويكبات". إنه بمثابة اكتشاف عالم جديد".
كذلك وجد العلماء حفرة صدميّة كبيرة على سطح الكويكب، يُعتقد أنّ عرضها يبلغ حوالي 400 كيلومتر. وتشير البحوث إلى أنّ حفرة على شاكلتها يُحتمل أن تكون حدثت قبل حوالى 1،7 مليار عام، إذ يُعتَقَد أنه آنذاك اصطدم "بالاس" بجسم يتراوح عرضه بين 20 و40 كيلومتراً، ما أدى إلى قذف قطع من الصخور في الفضاء.
بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الفجوات، تظهر على سطح "بالاس" أيضاً بقعة مضيئة، اكتشفها الباحثون أثناء دراسة هذا الجسم.
واستطراداً، لا يعرف العلماء الأسباب التي أدّت إلى تشكّل تلك البقعة. في المقابل، تشير النظرية الأكثر ترجيحاً إلى أنّها كتلة كبيرة من الملح، ربما ظهرت إثر أحد حوادث الاصطدام التي مرّ بها الكويكب.
ووفق كلمات مارسيت، "ثمة من اقترحوا إرسال بعثات إلى "بالاس" قوامها أقمار اصطناعيّة صغيرة جداً ورخيصة... لا أعرف إذا كان ذلك سيتحقّق، لكن يمكن لتلك الرحلات إطلاعنا على مزيد من التفاصيل عن سطح ذلك الكويكب، وكذلك أصل تلك البقعة المضيئة الموجودة على سطحه".
© The Independent