أعلن الأردن الأسبوع الماضي إجلاء عدد من طلابه ومواطنيه الموجودين في مدينة ووهان الصينية، بعد تفشي فيروس كورونا فيها. واتخذت السلطات الأردنية سلسلة من الإجراءات والاستعدادات الوقائية خشية تفشي المرض على أراضيها، حيث عزلت العائدين في مستشفيات للحجر الصحي لمدة 14 يوماً، وأخضعتهم لفحوصات طبية لضمان خلوهم من المرض.
مدينة أشباح
يقول الطالب مازن العمري، الذي أُجلي من ووهان، لـ "اندبندنت عربية"، إن "الوضع في المدينة لم يكن كما يصوّره الإعلام لنا"، موضحاً أن "الفيروس لم يكن وحده السبب في تحوّلها إلى مدينة أشباح، بل السبب الآخر هو عطلة رأس السنة الصينية (عطلة الربيع)، إذ تغلق فيها غالبية المحلات أبوابها ويعود أصحابها إلى مدنهم الأصلية. وهذا ما أظهر المدينة كأنها مهجورة".
ويشير العمري إلى أنه "حذرنا من الطلاب الآخرين لشراء ما نحتاج إليه من مواد تموينية قبل عطلة الربيع، لأن المحلات ستغلق، قبل انتشار الفيروس، الذي ساعد بدوره في توقف الحركة والحياة في المدينة".
ويضيف "الوضع في المدينة تحت السيطرة تماماً من ناحية حظر تجول الأشخاص والسيارات والاهتمام بأوضاع الطلاب. أما بالنسبة إلى الفيروس، فهو منتشر في المدينة بشكل كبير، لكن الحكومة الصينية تأخذ المسألة على محمل الجد وتقوم بعمل جبّار لمحاربة المرض".
ويصف حالة الهلع التي انتابت المقيمين في المدينة بـ "المبررة"، مشيراً إلى التلاحم بين الصينيين عبر ترديدهم النشيد الوطني من نوافذ المنازل ليلاً.
إهمال إداري
وحول الإجراءات الطبية في الأردن، يوضح العمري أن فريقاً طبياً رافق العائدين من ووهان حتى العاصمة عمّان، وأن إجراءات طبية اتُّخذت قبل نقل الجميع إلى مستشفى البشير حيث يُعزلون لأيام عدّة، قبل السماح لهم بالخروج واستئناف حياتهم.
ويؤكد أن الطاقم الطبي في المستشفى بذل جهوداً كبيرة، لافتاً إلى وجود إهمال من ناحية الإدارة والتجهيزات.
وعن رحلة العودة من الصين، يقول إنها بدأت منذ لحظة التجمع واللقاء في الجامعة التي يدرس فيها مع زملائه، مشيراً إلى أن عدد الأردنيين في ووهان يزيد على 100 طالب.
أردنيون فضلوا البقاء
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بدوره، يقول الطالب حسام العزّام وهو أحد العائدين من ووهان، إنهم عاشوا حالة من الذعر خلال وجودهم في الصين، مشيراً إلى أنّ المدينة تحوّلت إلى منطقة نائية بعد انتشار المرض، فأغلقت المتاجر ونفذت المواد الغذائية لدى الطلاب.
لكنه تحدث عن رغبة أربعة طلاب أردنيين في البقاء بالمدينة، خصوصاً أنه لم يبقَ على تخرجهم من جامعتهم سوى بضعة أشهر.
العشرات في الحجر الصحي
وعلى الرغم من خروج عدد من الطلاب الأردنيين من الحجر الصحي، إلاّ أنّ العشرات لا يزالون يخضعون للعزل حتى اللحظة، بانتظار وصول النتائج المخبرية.
وبحسب مدير مستشفيات البشير الحكومية محمود زريقات، فإن 38 شخصاً لا يزالون في الحجر الصحي، موضحاً أن 43 غادروا وأن العدد الكلي لمن حُجر عليهم منذ بداية تفشي المرض كان حوالى 100 شخص.
ويشرح زريقات أن الحجر الصحي إجراء احترازي وقائي وليس علاجياً، لأن فترة حضانة الفيروس تمتد من يومين إلى 14 يوماً.