Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخاوف عالمية من انتشار كورونا

الرئيس الصيني يؤكد لنظيره الأميركي أنّ بلاده "قادرة تماماً" على القضاء على الفيروس

مع تفاقم أزمة فيروس كورونا المستجدّ في الصين وارتفاع حصيلته إلى 636 وفاة، تعزّزت المخاوف العالمية من انتشار المرض.

على الرغم من ذلك، أكّد الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره الأميركي دونالد ترمب، في اتصال هاتفي الجمعة 6 فبراير (شباط)، أنّ بلاده "قادرة تماماً" على القضاء على فيروس كورونا، وفق ما أوردت وسائل إعلام رسميّة.

وقال شي لترمب إنّ الصين "واثقة وقادرة على القضاء" على الفيروس.

وتنامى الذعر في أنحاء العالم مع حظر عدد من الدول الرحلات الآتية من الصين، وتحذير الحكومات من السفر إلى هذا البلد، فيما أوقفت شركات طيران رحلاتها إليها.

وأكدت قرابة 25 دولة وجود حالات إصابة على أراضيها بالفيروس الذي ظهر أوّلاً في سوق لبيع الحيوانات البرّية في ووهان بمقاطعة هوباي وسط الصين أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

نقص في الأقنعة

حذرت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، من أن العالم يواجه نقصاً في الأقنعة ومعدات الحماية الأخرى من فيروس كورونا.

وقال تيدروس أدانوم غبرييسوس، خلال اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة الصحة في جنيف، "يواجه العالم نقصاً مزمناً في معدات الحماية الفردية".

وأضاف أنه سيتحدث إلى مسؤولين في سلسلة التموين لتسوية "الاختناق" في الإنتاج.

ذكريات مخيفة

وتجاوز عدد المصابين بالفيروس في أرجاء الصين الـ30 ألفاً. ويُحتجز الآلاف في حجر صحّي على سفن سياحيّة. فيما تجهد السلطات لاحتواء المرض، علماً أنها تجبر الملايين على البقاء في منازلهم.

وذكر مسؤولو صحي في هونغ كونغ، الخميس، أنهم طلبوا من نحو 5000 شخص كانوا في رحلات على متن السفن منذ منتصف يناير (كانون الثاني)، الاتصال بهم. ويعيد انتشار فيروس كورونا ذكريات مخيفة في المدينة التي شهدت وفاة نحو 300 شخص بفيروس سارس (متلازمة الالتهاب التنفسي الحادّ) الذي ينتمي إلى نفس سلالة كورونا.

وأدى الذعر في هونغ كونغ إلى فراغ المتاجر من ورق التواليت بعد مزاعم غير صحيحة عن نقص في هذه السلعة. ما دفع السلطات إلى الدعوة إلى الهدوء.

ومع استمرار ارتفاع حصيلة الوفيات التي باتت الآن تشمل شخصين خارج الصين القارية، يقول خبراء الصحة إن نسبة الوفيات بكورونا المستجد والبالغة 2 في المئة، تعد أقل خطورة بكثير من فيروس سارس الذي أودى بنحو 10 في المئة من المصابين خلال فترة تفشيه بين 2002 و2003.

إجراءات غير مسبوقة

طبقت الصين إجراءات غير مسبوقة في مسعى إلى احتواء الفيروس الذي انتشر في أنحاء البلاد خلال عطلة العام الجديد في أواخر يناير.

ولكن أعداد الوفيات والإصابات تستمر في الارتفاع بخاصة في مقاطعة هوباي وسط الصين التي خرج منها المرض. وتم إغلاق 18 مدينة تؤوي 56 مليون شخص منذ الشهر الماضي.

ومن المتوقع أن يُفتتح مستشفى ميداني ثان يتسع لـ1600 سرير في مدينة ووهان التي فرضت عليها إجراءات عزل، بعد افتتاح مستشفى أول يتسع لألف سرير في وقت سابق هذا الأسبوع.

وقالت السلطات إنها بصدد تحويل مبان عامة إلى منشآت طبية لاستقبال المصابين.

وتعاني المدينة البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة نقصاً "حاداً" في الأسرّة، وفق المسؤول الكبير في ووهان لو ليشان، مشيراً إلى أن 8182 مريضاً أُدخلوا إلى 28 مستشفى تتسع جميعها لـ8254 سريراً.

وقال المسؤول للصحافيين إن هناك نقصاً في المعدات والمستلزمات.

وأعلنت الحكومة المركزية إجراءات لتأمين الإمدادات الطبية الحيوية، مع اقتطاعات ضريبية لمصنّعي المواد الضرورية لمحاربة الوباء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودعا رئيس الوزراء لي كه تشيانغ إلى "بذل الجهود في أنحاء البلاد لتوفير مسلتزمات الإمدادات الطبية الضرورية والخبراء الطبيين في مقاطعة هوباي" وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية.

وفتحت مجموعة بي.جي.آي، المتخصصة في تسلسل الجينوم ومقرها جنوب الصين، الأربعاء، مختبراً في ووهان يسمح بفحص نحو ألف شخص يومياً لرصد الفيروس.

قيود وحوافز مالية

يزداد عدد المدن التي تطلب من سكانها عدم الخروج من منازلهم.

ومن المناطق الخاضعة للقيود على التنقل مدينة هانغتشو التي تبعد 175 كلم عن شنغهاي، حيث قطعت الطرق بأسيجة وتبث دعوات إلى السكان عبر مكبرات الصوت بـ"عدم الخروج".

وفي بعض المدن وصولاً إلى أقصى شمال البلاد عرضت على الأهالي حوافز مالية للإبلاغ عن الأشخاص الذين يأتون من هوباي.

وفي بكين حيث يسود هدوء حذر الشوارع فيما المتاجر مغلقة، حظر على المطاعم قبول حجوزات لحفلات.

وفي ننشانغ، عاصمة مقاطعة جيانغشي المحاذية لهوباي، يتعين على الصيادلة إرسال تقارير للسلطات عمن يقوم بشراء أدوية لعلاج الحرارة أو السعال. وتخضع المدينة لقيود على عدد الأشخاص الذين يسمح لهم بالخروج من المنزل. وحددت السلطات عدد مرات الخروج لكل عائلة.

وسيتم الحجر على العاملين في مصنع شركة "فوكسكون" العملاقة للتكنولوجيا التي تصنع هواتف آيفون، في مقاطعة هينان لمقاطعة هوباي، مدة أسبوعين، بحسب ما أعلنت الشركة.

تحقيق بوفاة الطبيب

أعلنت هيئة تفتيش صينية، الجمعة، فتح تحقيق في أعقاب وفاة الطبيب لي وينليانغ، وهو أول المحذرين من فيروس كورونا وتعرض لتأنيب من السلطات الصينية لمجاهرته بالأمر.

وذكرت اللجنة في بيان أن فريق التحقيق سيتوجه إلى ووهان، بؤرة الفيروس حيث توفي الطبيب، "لإجراء تحقيق شامل في المسائل المتعلقة به والتي أثارها الناس".

وتوفي الطبيب لي البالغ من العمر 34 عاماً في ساعة مبكرة الجمعة، كما أعلن مستشفى ووهان المركزي على موقع التواصل الاجتماعي الصيني ويبو.

وأثارت وفاة طبيب العيون غضباً وحزناً في خضم أزمة تعيشها الصين بسبب فيروس كورونا.

ولي كان من بين 8 أطباء لاحقتهم الشرطة لحديثهم عن انتشار فيروس شبيه بالفيروس المسبب لسارس (المتلازمة التنفسية الحادة) على مواقع التواصل الاجتماعي في ديسمبر.

وانتقدت المحكمة العليا الصينية في يناير شرطة ووهان لمعاقبتها أولى "المروجين للإشاعات"، معتبرةً أن الأزمة ما كانت لتصبح بهذا السوء "لو صدق الناس تلك الإشاعات في ذلك الحين".

سفينة "ويسترادم"

بحسب بيان للسلطات اليابانية، تأكد وجود إصابة على متن سفينة "ويستردام" المتجهة نحو اليابان.

من جهة أخرى، أثبتت الفحوص، اليوم الجمعة، إصابة عشرات آخرين على متن سفينة رحلات وُضعت في الحجر الصحي في ميناء يوكوهاما باليابان، بفيروس كورونا بينما ظل آلاف المسافرين محبوسين في حجراتهم مع السماح لهم بالصعود على سطح السفينة لفترة قصيرة لاستنشاق الهواء الطلق.

ووضُعت السفينة "دايموند برنسيس"، التي تديرها شركة برنسيس كروزيس، في الحجر الصحي لمدة أسبوعين لدى وصولها إلى يوكوهاما يوم الاثنين بعدما ثبتت إصابة رجل كان على متنها ونزل في هونغ كونغ بالفيروس.

وقال وزير الصحة الياباني خلال مؤتمر صحفي إن 41 شخصاً على متن السفينة ثبتت إصابتهم بالفيروس اليوم الجمعة، ليصل عدد الحالات المؤكدة إلى 61. ومن بين الحالات الجديدة 21 يابانياً.

 

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات