Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كورونا" يفتك بأسواق الأسهم والنفط

هبوط حاد في "وول ستريت" وسط نمو هو الأبطأ منذ وصول ترمب للسلطة... والذهب يتألق

متعاملون أثناء التداول في بورصة نيويورك (رويترز)

أسبوع مليء بالأحداث مرّ على الأسواق العالمية، ففي أميركا كان هناك تثبيت لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، بينما في أوروبا كان هناك الانفصال النهائي لبريطانيا عن الاتحاد الأوروبي. أما في العالم فقد أصبح انتشار فيروس كورونا التهديد الجديد للتجارة العالمية ولقطاعي الطيران والسياحة ومن خلفهما النفط.

وكان آثار الفيروس قد هوت بالأسواق الأميركية مع إغلاق أمس الجمعة، يضاف إليها البيانات الضعيفة التي أظهرتها إدارة التجارة، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي بوتيرة هي الأضعف منذ تولي الرئيس دونالد ترمب منصبه، بسبب الحرب التجارية التي بدأتها إدارته مع الصين عبر رفع الرسوم الجمركية. 

تهاوي المؤشرات

وهوت المؤشرات الثلاثة الرئيسة للأسهم الأميركية بشكل قوي مقتربة من 2% أمس، حيث أنهى مؤشر "داو جونز" الصناعي، الذي يقيس الشركات الصناعية بنسبة 2.09%، بينما هبط مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، الذي يقيس أكبر 500 شركة، بنسبة 1.77%، في وقت أغلق مؤشر "ناسداك"، الذي يقيس الشركات التكنولوجية بنسبة 1.59%.

وتنهي المؤشرات الثلاثة الأسبوع على خسائر مع هبوط "داو جونز" 2.5%، و"ستاندرد آند بورز" 2.1% و"ناسداك" 1.8%. وسجل المؤشران "داو جونز" و"ستاندرد آند بورز" أكبر خسائرهما الأسبوعية من حيث النسبة المئوية منذ الأسبوع المنتهي في الثاني من أغسطس (آب)، بحسب بيانات "رويترز".

وعلى مدار شهر يناير (كانون الثاني)، تراجع "داو جونز" 1% و"ستاندرد آند بورز" 0.2%، في حين صعد "ناسداك" 2.%.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بيانات أميركية سيئة

ولعبت البيانات الأميركية الخاصة بالنمو دورا رئيسا في هبوط البورصات أمس، حيث نما الاقتصاد الأميركي بنسبة 2.3% في العام الماضي، وهو الأدنى منذ ثلاث سنوات، وبتراجع عن مستواه المسجل في العام الماضي عند %2.9 بحسب بيانات وزارة التجارة الصادرة أمس.

لكن أيضا أخبار تفشي فيروس كورونا تركت أثرا سلبيا لدى المستثمرين، خصوصا مع توقعات بتراجع التجارة مع الصين التي ظهر فيها الفيروس. وقال بنك الاستثمار "جولدمان ساكس" أمس الجمعة، إن "تفشي فيروس كورونا من المرجح أن يقتطع 0.4 نقطة مئوية من النمو الاقتصادي في الصين في 2020، ومن المحتمل أن يكون له أيضا تأثير سلبي بدرجة أقل على نمو الاقتصاد الأميركي".

ويقدر البنك أن نمو الاقتصاد الأميركي سيتراجع 0.4 نقطة مئوية في الربع الأول، لكنه قال إن النمو من المرجح أن يتعافى في الربع الثاني، "وهو ما سيؤدي إلى تراجع صاف صغير للنمو في أميركا في عام 2020 بكامله".

وعدًل جولدمان ساكس بالخفض توقعاته لنمو الناتج المحلي الاجمالي في الصين هذا العام إلى 5.5% من 5.9%.

أوروبا بحالة انفصال وتراجع

وانتقلت عدوى هبوط الأسواق من أميركا إلى أوروبا، حيث أغلقت الأسهم الأوروبية على خسائر أمس الجمعة، متأثرة بانفصال أخير لبريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، حيث أنهت بريطانيا ملف البريكست لتبدأ مرحلة جديدة من اقتصادها وسياستها.

وأغلق مؤشر "فايننشال تايمز" البريطاني منخفضا 1.3%، بينما أنهى مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي جلسة التداول منخفضا 1.1% موسعا خسائره على مدار الأسبوع إلى 3%، وهو أسوأ أداء أسبوعي في ستة أشهر تقريبا بحسب بيانات "رويترز". وينهي المؤشر القياسي الشهر منخفضا 1.2% في أسوأ أداء لشهر يناير (كانون الثاني) منذ عام 2016 .

وسجل النمو الاقتصادي في منطقة العملة الأوروبية نموا بوتيرة أضعف من المتوقع في الربع الأخير من 2019 فيما يرجع بشكل رئيس إلى انكماش الناتج المحلي الاجمالي في فرنسا وإيطاليا، بينما تباطأ التضخم الأساسي في يناير في علامة مثيرة للقلق للبنك المركزي الأوروبي.

النفط ينهار

وكل هذه الأحداث أثرت في أسعار النفط سلبا، حيث هوت الأسعار أمس الجمعة وسجلت رابع خسارة أسبوعية على التوالي.

وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول منخفضة 13 سنتا لتبلغ عند التسوية 58.16 دولار للبرميل وتنهي الأسبوع على خسارة بحوالي 4%.

وهبطت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 58 سنتا لتنهي الجلسة عند 51.56 دولار للبرميل، موسعة خسائرها على مدار الأسبوع إلى 4.8%.

وقال محللون ومتعاملون لـ"رويترز" إن تفشي فيروس كورونا في الصين قد يخفض الطلب على النفط بأكثر من 250 ألف برميل يوميا في الربع الأول من العام الحالي، ويتسبب في انخفاض أسعار النفط المحاصر بالفعل بفائض من الإمدادات.

الذهب يتألق

وعلى العكس تماما، ظل الذهب سيد الموقف للأسبوع الثاني على التوالي، حيث لجأ إليه المستثمرون كملاذ آمن في ظل التهديد الجديد للفيروس والحالة غير المستقرة للاقتصاد العالمي.

وارتفعت أسعار الذهب أمس وسجلت أكبر مكاسبها الشهرية في خمسة أشهر، بحسب بيانات "رويترز"، حيث صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.7% إلى 1584.77 دولار للأوقية (الأونصة)، موسعا مكاسبه منذ بداية الشهر إلى أكثر من 4%، وهو أفضل أداء شهري منذ أغسطس. وتراجعت العقود الأميركية للذهب 0.1% لتبلغ عند التسوية 1587.90 دولار للأوقية.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد