Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرفض الفلسطيني لخطة السلام الأميركية يتصاعد والفصائل تتحضر

الإعلان عن "يوم غضب" ودعوة الفلسطينيين إلى التواجد في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي "وكل نقاط التماس"

مسيرة رافضة لـ "صفقة القرن" في قطاع غزة اليوم الإثنين 27 يناير (كانون الثاني) الحالي (أ. ف. ب.)

"تتويجاً لما طُبّق، وتمهيداً لما سيُطبّق لاحقاً للقضاء على قضيتهم"، هكذا يرى مسؤولون فلسطينيون الخطة الأميركية للسلام المعروفة باسم "صفقة القرن"، التي سيعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال الساعات المقبلة.
ويرى المسؤولون الفلسطينيون في الخطة "ترسيخاً للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وتلبيةً لرغبة قادة إسرائيل في فرض سيادتهم على الأغوار ومعظم أجزاء الضفة الغربية".
كما أنهم يعتبرونها "طوق نجاة للرئيس الأميركي دونالد ترمب من خطر العزل ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من السجن". فالخطة برأيهم "مبادرة أميركية تسبق فيها واشنطن إسرائيل في دعم أطماعها التوسعية والعنصرية وضرب حل الدولتين وفتح الأبواب أمام إقامة دولة عنصرية".

رفض عباس

وتعبيراً عن رفض الفلسطينيين التعامل مع الخطة الأميركية، امتنع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن قبول إجراء مباحثات هاتفية مع ترمب خلال الأيام الماضية، وفق وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، الذي أكد أن واشنطن تهدف من وراء ذلك الاتصال إلى منح شرعية فلسطينية للخطة الأميركية.
وشدد المالكي على أن القيادة الفلسطينية ترفض منذ ديسمبر (كانون الأول( 2017 التواصل مع الإدارة الأميركية، مضيفاً "أن الفلسطينيين لن يقعوا في هذا الفخ".


فتح وحماس
 

ووصف نتنياهو ترمب بأنه "أعظم صديق لإسرائيل"، مضيفاً أن "الخطة الأميركية تاريخية وممنوع على الإسرائيليين تفويتها".
وتعمل السلطة الفلسطينية وحركتا فتح وحماس على تصعيد ميداني في كل المدن الفلسطينية والمخيمات بدءاً من الأربعاء المقبل للتصدي للخطة الأميركية.
وأعلنت القوى والفصائل الوطنية والإسلامية عن "يوم غضب"، داعيةً الفلسطينيين إلى التواجد في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي والكنائس والمساجد وكل نقاط التماس، ودعت الى أوسع مشاركة في "انتفاضة وهبّة ضد الخطة الأميركية".

وتبدأ القيادة الفلسطينية اعتباراً من الأربعاء المقبل سلسلة اجتماعات على كل المستويات للإعلان عن "الرفض القاطع للخطة الأميركية واتخاذ سلسلة ردود ضدها"، بحسب الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة.

ورفض أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الإفصاح عن مخرجات تلك الاجتماعات، مؤكداً أن "إقدام إسرائيل على ضم أجزاء من الضفة بدعم أميركي يعني انسحاب إسرائيل من كل الاتفاقيات، وتدمير مبدأ حل الدولتين، وفتح الأبواب أمام المطالبة بالمساواة بين كل الناس من النهر إلى البحر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


واقع جديد

وشدد عريقات في حوار مع "اندبندنت عربية" على أن إعلان الخطة سيخلق واقعاً جديداً و"يحوّل الاحتلال من مؤقت إلى دائم"، مضيفاً أن ترمب "يحاول صناعة السلام بين نتنياهو وبيني غانتس، حتى يتمكن ثلاثتهم من إملاء نظام أبرتهايد (فصل عنصري) وشرعنة الاستيطان وإعلان ضم أجزاء من الضفة إلى إسرائيل".
وأشار عريقات إلى أن الخطة التي يرفضها الفلسطينيون بشدة ويتوعدون بعدم تمريرها ستتضمن "ضم القدس والأغوار ورفض حق العودة وعدم قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967".
وتطالب معظم فصائل منظمة التحرير بالإضافة إلى حركة "حماس"، باتخاذ إجراءات فعلية للرد على الخطة الأميركية وتنفيذ القرارات التي أقرها المجلس المركزي الفلسطيني في عام 2018 وخوّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس تنفيذها في حينه، لكنه لم يتم تنفيذ أي منها.
وقرر المجلس المركزي في ذلك الوقت إنهاء التزامات منظمة التحرير مع إسرائيل وتعليق الاعتراف بها إلى حين اعترافها بدولة فلسطين، إضافة إلى "وقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة والانفكاك الاقتصادي على اعتبار أن المرحلة الانتقالية بما فيها اتفاق باريس لم تعد قائمة".


حد الطموح

ورأى الكاتب حافظ البرغوثي في حوار مع "اندبندنت عربية"، أن "الخطة الأميركية تدشن مرحلة جديدة لحدود إسرائيل، وتضع حداً للطموح الفلسطيني بإقامة دولة على خطوط عام 1967"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد أي فلسطيني عاقل يمكنه الموافقة عليها".

واستعبد البرغوثي أن يكون هناك رد فعل فلسطيني فوري على الخطة، لكنه توقع اندلاع انتفاضة شعبية أكثر عنفاً من الانتفاضتين السابقتين على أن تكون لها امتدادات عربية، مضيفاً أن الإسرائيليين يرغبون بردود فعل فلسطينية عنيفة وهو في غير صالح الفلسطينيين حالياً.
وبشأن تنفيذ عباس قرارات المجلس المركزي وإنهاء كل الاتفاقيات مع إسرائيل؛ قال البرغوثي إن ذلك "تحصيل حاصل"، مضيفاً أن الرد الرسمي سيكون منسجماً مع التطلعات الشعبية، والأمور ستعود إلى نقطة الصفر كما كانت في عام 1965".

المزيد من الشرق الأوسط