Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ملك الأردن ينعى العلاقات مع إسرائيل... ويحذر من الهلال الإيراني

أبدى مرونة غير مسبوقة حيال صفقة القرن خلافاً لمواقف سابقة متصلبة

قال العاهل الأردني إن التوتر بين الولايات المتحدة وإيران مرشح للتحول إلى حرب مفتوحة (الديوان الملكي الأردني)

حوار صحافي مختلف من حيث المضامين والرسائل أطل فيه الملك الأردني عبد الله الثاني، وكأنه ينعى العلاقات الأردنية الإسرائيلية التي تمر في أسوأ حالاتها، مبدياً القليل من المرونة في الوقت ذاته تجاه صفقة القرن ومحذراً مما سماه "الهلال الإيراني". وطالب العالم بمواجهته، مشيراً إلى تهديدات إيرانية طالت الأردن وتزايدت في العام 2019 على نحو غير مسبوق عبر أدوات طهران في المنطقة ووكلائها.

فقد كشف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في لقاء تلفزيوني أجراه مع قناة "فرانس 24" أن الحوار بين بلاده وإسرائيل متوقف منذ عامين تقريباً، مؤكداً أنه من الضروري إعادة إطلاقه مجدداً.

وعوّل الملك الأردني على قرار الشعب الإسرائيلي في الانتخابات حيال الخطاب اليميني الذي يهدد بضم الصفة الغربية لأنه خطاب يرفع من مستوى القلق في المنطقة، مؤكداً التزام الأردن بالسلام كخيار إستراتيجي.

ويبدو أن هذه التصريحات جاءت رداً على تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، قبل أيام، بعدم إخلاء أي مستوطنة إسرائيلية مقامة بالضفة الغربية، وعزمه ضم منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت بالضفة إلى سيادة تل أبيب حال انتخابه رئيساً للوزراء مرة أخرى.

مرونة تجاه صفقة القرن

وأبدى العاهل الأردني خلال اللقاء مرونة غير مسبوقة حيال صفقة القرن خلافاً لمواقف سابقة متصلبة، فقال "الأمر لا يزال في المنطقة الرمادية، لأننا (لم نعرف محتوى الخطة) حتى الآن، وعندما يتم الإعلان عنها فمهمتنا وقتها هي النظر إلى النصف الممتلئ من الكأس، وكيف بإمكاننا البناء على الخطة، وكيف يمكننا القيام بذلك للجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

يشار هنا إلى أن السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان لمح، خلال مؤتمر عقد بالقدس الغربية، في وقت سابق من الشهر الجاري، إلى أن خطة السلام الأميركية المعروفة بـ "صفقة القرن" ستتضمن اعترافاً أميركياً بحق إسرائيل بضم أجزاء من الضفة.

تحذير من الهلال الإيراني

وفي ما يخص التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعد اغتيال قاسم سليماني، قال العاهل الأردني إن هذا التوتر مرشح للتحول إلى حرب مفتوحة، وإن مَن يعانون من ذلك ويدفعون الثمن هم العراقيون بالدرجة الأولى.

 أضاف: "العراق كان يسير بقوة في اتجاه إيجابي خلال العامين الماضيين، وأعتقد أن رحيل الحكومة أعادنا ربما خطوتين إلى الوراء، وأنا واثق بقدرة القادة العراقيين على العودة نحو الاتجاه الإيجابي، علينا العمل بعزم للتأكد من أن الطائفية لن تكون قضية تواجهنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورداً على سؤال عما إذا كانت السفارة الأميركية في الأردن ضمن 4 سفارات لواشنطن بالمنطقة حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أن إيران ستستهدفها، قال العاهل الأردني "كان هناك مستوى تهديد أعلى خلال 2019 على أهداف معينة داخل الأردن؛ فمن منظور عسكري نحن في حالة تأهب أعلى لمواجهة وكلاء قد يستهدفون الأردن لكن لحسن الحظ لم يحدث شيء".

وأكد الملك عبد الله الثاني ضرورة مواجهة المجتمع الدولي ما سماه بـ "الهلال الإيراني" الذي لديه امتداداته في العراق وسوريا ولبنان.

حوار مع دمشق

وفي ما يخص الشأن السوري، دعا العاهل الأردني النظام السوري إلى اطلاق دستور جديد وحوكمة جديدة، لضمان التقدم في المسار السياسي والدستوري نحو الاتجاه الصحيح، مضيفاً أن التحدي الأكبر هو إعادة إعمار سوريا ومنح السوريين فرصة لحياة أفضل.

وحول العلاقات الأردنية السورية التي تمر منذ فترة طويلة بفتور ومد وجزر كشف الملك عن وجود حوار مع النظام السوري بناء على تصور دولي للاتجاه الذي تسير فيه الأمور في سوريا.

قراءة أردنية لأزمات المنطقة

يصنف الكاتب والمحلل السياسي زيد نوايسة حديث الملك بأنه قراءة أردنية لأزمات المنطقة، موضحاً لـ "اندبندنت عربية" أن حديثه هذه المرة مختلف يحاول من خلاله الابتعاد عن سياسة المحاور وحالة الاستقطاب في التعاطي مع الأزمات الإقليمية.

ويشير النوايسة إلى تحذيرات الملك من مخاطر عودة تنظيم داعش الإرهابي في غرب العراق وجنوب سورية وشرقها وامتداده إلى ليبيا، وبالتالي وصول المقاتلين إلى أوروبا.

يضيف "الملك أعاد تعريف الهلال الشيعي، وهو أول من حذر منه باعتباره واقعياً هلالاً إيرانياً وليس شيعياً وهي محاولة يمكن فهمها في إطار تجنب التعريفات المذهبية التي قد تؤثر في مكون عربي شيعي وخصوصاً في العراق الذي يقترب منه الأردن في سياق العمل على إخراجه من محنته الطويلة".

حديث الملك عبد الله الثاني، وفق النوايسة، يحدد خطوط الدور الأردني في مختلف الملفات، ويقدم قراءة عقلانية ستترك صدى إيجابياً لدى الأوروبيين.

وعن "صفقة القرن" ويوضح النوايسة أن الأردن مدرك أن صفقة القرن ستكون على حساب الأردن، ولكنه لا يستطيع مجابهة ترمب، وواضح أن تردد ترمب في استقبال الملك رسالة في هذا الاتجاه.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط