Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أجواء مشحونة تخيم على محاكمة هارفي واينستين

قدّمت النيابة العامة مداخلة افتتاحية لاذعة

هارفي واينستين ومساعده حين مغادرة قاعة محكمة نيويورك الجنائية (رويترز)

بخطى متثاقلة وغير ثابتة، تقدّم هارفي واينستين نحو مبنى المحكمة العليا في ولاية نيويورك الواقع جنوب مدينة مانهاتن قبل الساعة التاسعة صباحاً بقليل فيما حمل أحد مساعديه الجهاز الشهير الذي يساعده على المشي.

وداخل المبنى، مضى يتهادى عبر الممرّ الرئيسي لقاعة المحكمة حيث توضّحت ادّعاءات ضحاياه المزعومات- إذ خاضت النيابة العامّة في تفاصيلها المحرجة والمزعجة أحياناً في سياق بيانها الإفتتاحي اللاذع.

وتوافدت أعداد كبيرة من الناس- من صحافيين وعامّة الشعب- أملاً في مشاهدة الدقائق الأولى من محاكمة يبدو أنها ستكون تاريخية. وبحلول الساعة 5.50 صباحاً، أصبح الصفّ الممتد خارج مبنى المحكمة طويلاً جداً.

وبالمناسبة، هكذا يمكنكم حجز مقعد في محاكمة واينستين: تصلون إلى المكان قبل الفجر بوقت طويل. تحشون قفازاتكم وأحذيتكم الشتوية بقطعٍ ساخنة لتدفئة اليدين والرجلين. وترتدون –طبعاً- أربع طبقات من الملابس. ولا تشربوا القهوة، حتى لو بدا هذا القرار خاطئاً بالنسبة لكم، ليس فوراً على أيّ حال، لأنكم لا تعلمون متى سيتسنّى لكم دخول المرحاض. حوالي الساعة الثامنة صباحاً، تعبرون من خلال كاشف المعادن. ثمّ تصطفّون مجدداً داخل المبنى لبعض الوقت وتترقّبون بصبرٍ وجلد قرار القدر الذي سيحدّد إن كنتم ستحصلون على أحد المقاعد المئة المخصّصة للصحافة وعامّة الناس أم لا.

وبالنسبة لقاعة المحكمة، فليست فخمة بحدّ ذاتها- وهي قاعة صغيرة، بدايةً- لكن إيّاكم والخطأ: هذه الأرض تحكمها قوانين صارمة. ممنوع استخدام الهواتف، ومن يخرق هذه القاعدة يواجه احتمال الطرد لما تبقّى من النهار- وهذه ليست مخاطرة أنتم على استعداد أن تقبلوا بها بعد انتظار ساعتين في الصقيع أملاً في دخول القاعة. وممنوع عليكم التغريد وإرسال الرسائل النصيّة والإلكترونية. كما يُمنع عليكم الوقوف أثناء انعقاد جلسة المحكمة.

وصل واينستين نفسه إلى القاعة حوالى الساعة 9.15 صباحاً وتقدّمته محاميته دونا روتونو. ووضعت في القاعة شاشة تلفزيون كبيرة كُتب عليها اسم القضيّة على مرأى من الجميع: شعب ولاية نيويورك ضدّ هارفي واينستين. لكن خلافاً للمرات السابقة التي ظهر فيها داخل قاعة المحكمة، لم يستخدم واينستين هذه المرّة جهاز المشي الخاص به- مع أنّ أحد المقرّبين منه أحضره إلى القاعة بعد مدة قصيرة. وبدا أنّ منتج الأفلام النافذ السابق يوشك على السقوط لدى دخوله لكنّه تمالك نفسه وشقّ طريقه نحو مقدّمة القاعة حيث لزم مقعده لما تبقّى من الجلسة.

وبدأ القاضي جيمس بورك الذي يترأس القضية بمخاطبة لجنة المحلّفين- المتألفة من سبعة رجال وخمس نساء وثلاثة محلّفين بديلين احتياطاً إذا ما اضطرّ أحد المحلّفين الأساسيين إلى التخلّف عن المحاكمة في أيّ وقت من الأوقات. وذكّرهم بالقوانين السبعة الجوهرية ومنها مبدأ قرينة البراءة. وقال بورك إن محاميّ الدفاع غير مضطرين إلى إثبات أيّ شيء بل النيابة العامة هي من عليها أن تثبت بشكل قطعي أنّ التهم الموجّهة إلى واينستين صحيحة. وإذا فشلت في مهمّتها، على المحلّفين أن يحكموا ببراءة المنتِج، حسب ما أوضح القاضي.

وواينستين متهم بالإعتداء الجنسي على امرأة في 2006 وباغتصاب امرأة أخرى في 2013. وقد أعلن براءته ونفى كافة مزاعم ممارسته الجنس بغير رضى الطرفين. كما نفى مزاعم انتقامه من النساء. ويواجه المنتِج الهوليوودي الكبير احتمال السجن لمدى الحياة إن أدين بأخطر التهم الموجهة إليه.

وقدّمت مساعدة المدّعي العام ميغان هاست التي مثّلت النيابة العامة، بياناً افتتاحياً لاذعاً صوّرت وايستين فيه على أنّه معتدٍ متلاعب يُزعم أنه يدرس الحدود التي وضعتها ضحاياه قبل الإعتداء عليهن. وخاصت في أدقّ تفاصيل الإدّعاءات الموجّهة ضدّه حتّى أنّها زعمت في وقت من الأوقات أنّه حقن أعضاءه التناسلية بدواء قبل أن يقدم على الاعتداء على سيدة.

وأشارت هاست مرة واحدة على الأقل بإصبعها إلى واينستين في معرض وصفها لسلوكه أمام لجنة المحلّفين وقالت لهم في إحدى اللحظات "إن الرجل الجالس هنا ليس فقط شخصية عملاقة من هوليوود بل هو مغتصب". ولفتت هاست أكثر من مرة إلى حجم واينستين ووزنه لتقيم مقارنة مع حجم ضحاياه المزعومات الأصغر منه. وقالت إن "المنتج الهوليودي الشهير والنافذ خالط آل كلينتون" في وقت من الأوقات- وهو تصريح مدعوم بصورة تجمع واينستين بالرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال إلقاء هاست مداخلتها الافتتاحية، سجّل فريق الدفاع الكثير من الإعتراضات. ورُدّت معظم هذه الإعتراضات أي أنّ القاضي لم يسمح بها لكنه سمح باعتراض واحد على أقلّ تقدير. ولاحقاً، ردّ محامي واينستين  دايمون تشيرونيس، فشرح خطّته في استخدام رسائل إلكترونية كُتبت بنبرة ودّية وملاحظات كتبت في رزنامة المواعيد وغيرها من الإثباتات كي يشكّك في روايات النساء اللواتي وجّهن اتهامات بتعرّصهن للإعتداء.

وأوضح فريق الدفاع نيّته في الهجوم سعياً لإثبات عدم مصداقية النساء اللواتي اتّهمن واينستين بسوء السلوك عبر تصويرهن كشريكات في الفعل. وطالب محامو واينستين في وقت سابق بتغيير مكان المحاكمة زاعمين أنّه من غير الممكن للمنتج الحصول على محاكمة عادلة في ولاية نيويورك لكن طلبهم رُفض.

ظلّت كاميرات محطات التلفزيون مثبتة خارجة مبنى المحكمة لمدة طويلة بعد بدء انعقاد الجلسة صباح يوم الأربعاء. ومن المتوقع أن تستمر محاكمة واينستين شهراً كاملاً على الأقل بدءاً من اليوم. وسوف تتابعها المنظمات الإخبارية حول العالم.

( الاندبندنت ووكالات )

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات