Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أجواء إيجابية في موسكو بين الفرقاء الليبيين... وتركيا تقول إن حفتر طلب مهلة إلى الغد للتوقيع

نقاشات برعاية روسية- تركية تمهّد للقاء محتمل بين القائدين الليبيين المتخاصمين

أشاع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أجواءً إيجابية عن المفاوضات الجارية بين الفرقاء الليبيين في موسكو اليوم الإثنين، فتحدث عن "تقدم جيد" ولكن "من دون الوصول إلى اتفاق بعد"، فيما صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن قائد "الجيش الوطني" الليبي المشير خليفة حفتر "طلب مهلة حتى صباح الغد للتوقيع على الاتفاق" مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج.

وقال حميد صافي، المسستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، إن لقاءات الاثنين في موسكو لم تتوصّل إلى توقيع اتفاق بسبب خلافات حول بعض النقاط في المسوّدة، مضيفاً أن الوفود غادرت مقرّ الاجتماع إلى مقرّ إقامتها.   

وذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء أن السراج رفض إجراء محادثات مباشرة مع حفتر، ممّا اضطر دبلوماسيون روس وأتراك للقيام بجهود الوساطة بين الوفدين الليبيين.

كذلك أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقات سابق من اليوم الإثنين 13 ينار (كانون الثاني) الحالي، أن المحادثات الجارية في موسكو بين أطراف الصراع في ليبيا، والتي يدعمها مسؤولون أتراك وروس، تسير بشكل إيجابي، مضيفاً أن أنقرة تعمل للتأكيد على دوام الهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ في طرابلس الأحد.  

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت، في وقت سابق الإثنين، انطلاق محادثات روسية - تركية حول ليبيا في موسكو. وكتبت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، عبر حسابها على "فيسبوك"، "وفقاً للاتفاقيات التي جرى التوصل إليها في اسطنبول بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، فقد انطلق اجتماع روسي - تركي، بشأن التسوية الليبية، في مقر وزارة الخارجية". وأكدت أن "ممثلي الأطراف الليبية وصلوا إلى موسكو وسينضمون قريباً إلى المفاوضات".

وقال أردوغان "تتواصل المحادثات حالياً في موسكو. وردتني معلومات من أصدقائي قبل مدة تفيد بتواصل المحادثات في الاتجاه الإيجابي"، مضيفاً "أعتقد أن تكليف الأمم المتحدة بمهمة الرقابة ستكون خطوة صحيحة تفضي إلى المحافظة بقوّة على عملية السلام".

وأشار الرئيس التركي، متحدثاً إلى جانب رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في أنقرة، إلى أنه سيحضر قمة في برلين يوم الأحد المقبل لبحث التطورات في ليبيا بمشاركة كونتي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.  

كونتي من جهته قال "ناقشنا الحاجة الملحّة لوضع حدّ للتصعيد على الأرض لضمان وقف دائم لإطلاق النار". وحذّر من أن "وقف إطلاق النار قد يتسبّب بوضع خطير ما لم يُدرج في إطار جهد جماعي أوسع للمجتمع الدولي يهدف لضمان الوحدة والاستقرار والسيادة في ليبيا".  

ترحيب أوروبي  

من جانبه، شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار في ليبيا ذي صدقية ودائماً ويمكن التحقق منه. وبحسب بيان صادر عن الإليزيه، فقد جاء موقف الرئيس خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي.

كذلك رحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الاثنين، بوقف إطلاق النار في ليبيا برعاية تركيا وروسيا، لكنها طالبت بضرورة أن تقود الأمم المتحدة بجهود إعادة إعمار هذا البلد. وقالت للصحافيين بعد اجتماع مع رئيس وزراء لوكسمبورغ إكزافييه بيتيل "نعم وقف إطلاق النار خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، لكن ما تحتاجونه هو عملية تدعيم وإعادة بناء وحكومة وحدة. هناك طريق طويل ينبغي المضي فيه. ويجب أن تكون هذه العملية بقيادة الأمم المتحدة". وأضافت "لهذا أهمية قصوى".

وكان مسؤول ليبي كبير أعلن أنه من المنتظر وصول رئيس حكومة "الوفاق" الليبية فايز السراج وقائد قوات الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، الإثنين 13 يناير (كانون الثاني)، إلى موسكو لتوقيع اتّفاق يقضي بوقف إطلاق النار.

اتفاق موسكو

ومن المرتقب أن يحدد حفتر والسراج في موسكو "طرق تسوية مستقبلية في ليبيا بما في ذلك إمكان توقيع اتّفاق هدنة وتفاصيل هذه الوثيقة".

وقال رئيس مجلس الدولة (الذي يوازي مجلس أعيان في طرابلس) خالد المشري، إن "توقيع هذا الاتّفاق سيُمهّد الطريق لإحياء العملية السياسية"، وأشار إلى أنه سيُرافق السراج إلى موسكو، بينما يُرافق رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح المشير حفتر.

وتابع "اتّفاق موسكو ينص على وجود قوات لمراقبة وقف إطلاق النار"، من دون أن يُحدّد طبيعة هذه القوات أو جنسيتها.

كذلك، نقلت وكالات أنباء روسيّة عن رئيس فريق الاتصال الروسي بشأن ليبيا ليف دينغوف، قوله إنه "وفقاً للمعلومات المتوافرة، فإن السراج يصل في أقرب وقت إلى موسكو لعقد محادثات ستُركز على التسوية المستقبلية في ليبيا، بما في ذلك إمكان توقيع اتفاق هدنة وتفاصيل هذه الوثيقة".

وأضاف أنه لا عِلم لديه عما إذا كان سيكون هناك لقاء مباشر بين حفتر والسراج.

وفي ما يلي نسخة مسرّبة عن مسوّدة الاتفاق التي يُبحث في موسكو بين الأطراف الليبية:

"بعد التأكيد على وحدة ليبيا وأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية والتأكيد على مكافحة الإرهاب والإتجار بالبشر، اتفقت الأطراف على ما يلي:

1- التأكيد على وقف إطلاق النار الذي بدأ الساعة صفر من يوم الأحد 12 يناير
2- لتحديد نقاط التماس بين القوات المتحاربة التي من شأنها استدامة وقف إطلاق النار مدعومة بالاجراءات اللازمة لاستقرار الوضع على الأرض وعودة الحياة الطبيعية لطرابلس والمدن الأخرى وإنهاء الاعتداءات والتهدئة المتسقة على طول خطوط المواجهة
3- ضمان وصول كل المساعدات الإنسانية وتوزيعها على المحتاجين
4- اختيار (5 + 5) كلجنة عسكرية من الطرفين كما جاء في مقترح بعثة الدعم الأممية للعمل على:
- تحديد خطوط التماس بين قوات الطرفين
- مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار
- ضمان استدامة وقف إطلاق النار
5- اختيار ممثلين للمشاركة في الجوانب الاقتصادية والسياسية والأمنية والحوار السياسي وفق ما جاء في برنامج بعثة الأمم المتحدة للدعم
6- تشكيل لجنة مهمّتها وضع تصوّر للحوار الليبي- الليبي من خلال التفاوض، كذلك أساليب عمل التسوية السياسية، والحلول للمشاكل الإنسانية، وإعادة الانتعاش للإقتصاد الليبي
7- تعقد المجموعات أول اجتماعاتها في موسكو يوم..."
 
"طي صفحة الماضي"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكشف أن كلاً من حفتر والسراج سيلتقيان "بشكل منفصل مع المسؤولين الروس ومع ممثلي الوفد التركي الذي يتعاون مع روسيا حول هذا الملف"، لافتاً إلى أن "مسؤولين من مصر والإمارات سيكونون موجودين أيضاً على الأرجح بصفتهم مراقبين في المحادثات".

ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن مصدر ليبي أن حفتر وصل بالفعل إلى موسكو، لكن موسكو لم تؤكّد ما إذا كان الرجل سيلتقي مباشرةً مع السراج، علماً أن آخر لقاء بينهما عُقد في أبو ظبي في فبراير (شباط).

من جهته، دعا السرّاج الليبيين إلى "طي صفحة الماضي"، قائلاً في خطاب متلفز "أدعو كل الليبيين إلى طي صفحة الماضي ونبذ الفرقة ورص الصفوف للانطلاق صوب السلام والاستقرار".

ومن المتوقع أن يصل إلى موسكو الإثنين أيضاً وزيرا الخارجية والدفاع التركيان مولود تشاوش أوغلو وخلوصي أكار.

"سوريا ثانية"

ودخل وقف هشّ لإطلاق النار في ليبيا حيّز التنفيذ الأحد 12 يناير، بعد أشهر من المعارك عند أبواب طرابلس وإثر مبادرة من أنقرة وموسكو ومباحثات دبلوماسية مكثفة فرضتها الخشية من تدويل إضافي للنزاع.

وفي وقت تخشى أوروبا من تحول ليبيا إلى "سوريا ثانية"، التقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في موسكو السبت 11 يناير، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ورحبت ميركل بالجهود الروسية - التركية، آملةً في أن توجه قريباً "الدعوات إلى مؤتمر في برلين ترعاه الأمم المتحدة".

ومساء السبت، أعرب الرئيسان الروسي والتركي في اتصال هاتفي عن "رغبتهما في توفير مساعدة على جميع الصعد من شأنها دفع مسار الحل السياسي قدماً" في ليبيا، وفق الكرملين.

مؤتمر برلين

وفي إطار المساعي الدولية لحل الأزمة الليبية، أكّد المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، الاثنين، أن مؤتمراً دولياً حول ليبيا يضمّ طرفي النزاع والدول الفاعلة فيه سيُعقد في برلين في يناير الحالي. وقال إن "التحضيرات لمؤتمر من هذا النوع جارية، ويجب أن يعقد هنا في برلين في كل الأحوال في يناير".

وأشار زايبرت إلى أن المؤتمر قد يُعقد الأحد المقبل في 19 يناير، على الرغم من أنه من المبكر تأكيد ذلك في هذه المرحلة.

وبموازاة ذلك، أعلنت الرئاسة التركية عن زيارة مرتقبة لأردوغان في اليوم نفسه إلى برلين، من دون أن تحدّد خلفيات الزيارة.

وأكّدت الرئاسة المصرية من جهتها أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرى محادثات مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

ويفترض أن تشارك في هذا المؤتمر عشر دول على الأقل هي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع ألمانيا وتركيا وإيطاليا ومصر والإمارات.  

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط